بقلم: ثامر الهيمص
اللقاء التأسيسي بين البابا والامام السيستاني مضى عليه عام بالتمام ’ كان مؤسسا لنقلة نوعية في المجال العام والخاص , كما انه لم تؤسس له اي جهة ’ عدا الرمزين . لم نلمس اي قفزة او خطوه تنسجم من هذه المناسبة التاريخية , مع هذا نقول لابأس اذ عوامل موضوعية حالت دون المفروض .
حيث كان الامل ان نوطن السياحة الدينية والتقليدية والعلمية والعلاجية , لنعطي المناسبة حقها اضافة لمستحقات جغرافيتنا وتاريخنا , فتوطين السياحة يعني تحويل كنوزنا السياحيه الى ادخار استثماري ديناميكي تنموي دائم لنا وللاجيال مادمنا لم نزل نراوح على عتبة التنمية المستدامة , التي تصنع اليأس ’ كما تجسدت الان في الهجره والمخدرات حالنا كحال افارقة تراث الحقبه الاستعمارية الحالية والسابقة .
فلكي نوطنها وفق تنمية مستدامة لابد ان نبدأ من الاساس الثقافي والتربوي اولا لصناعة ارضية خصبه لها . فالقطيعة التي حصلت بين الشمال من جهة والوسط والجنوب في عام 1991 , اسست لتقاطع اريد له ان يمزق وطن ’ وكان ابرز مظاهره شل تعليم اللغتين رغم التراث الاخوي بكل معانية , لدرجة اننا نخشى ان نحتاج مترجمين للساسة الاكراد في المؤسسات السياديه من برلمان ووزارات ورئاسات .
فاللغة المفهومة بين الطرفين تؤسس وبشكل دائم لتقاليد سياحية عراقية حيث نستقطب سياح العراق من دول السياحة المجاورة بعد ازدهار مرافقنا في التعليم العالي والصحي والمالي اذ هناك تحويل خارجي بات اصعب رقما في الموازنة من رواتب ومستحقات ثلاثة ملايين عراقي في الخارج , وهذا التحويل ازدهرت منه قطاعات السياحة هناك والمصارف في دول الجوار وغيرها من الاسكان الى الاستثمارات .
فمغادرة 40% من الطبقة الوسطى من صناعيين وتجار حقيقين نتيجة الاوضاع السياسية بانحرافاتها المختلفه ادت الى عدم استقرار وطرد للاستثمار السياحي وغيره.
فالخطوه الاولى تتم باعادة الامور لنصابها ’ اي حل مشكلة اللغة من الابتدائيه الى التعليم العالي , يأتي بعدها الخدمة الالزامية لشباب الطرفين بتبادل مراكز التدريب , فما اروعها ان يتدرب ابن السليمانية في البصرة او الناصرية وبالعكس ويطلع كلا منهم على كنوز بلده ليساهم في تفعيلها ببنك اسمه العراق .
اذن الاولوية هي للكنوز التاريخية والدينية بمراقدها التي يسيل لعاب الزائرين بمختلف مشاربهم ومستوياتهم واثنياتهم , لاننا ببساطة مهبط الكتابة وحضارتها , كما اننا مستقر للرسالات الثلاثة من الموصل واربيل الى الناصريه وبابل , ولذلك كان لنا ثلاثة دوواوين للاوقاف , وبهذا يكون استحقاق قيادة المرفق السياحي مسوؤلية الاوقاف بدواوينها لتصبح رائدة حقيقية للاستثمار اجدر من غيرها في تفعيل اموالها وكنوزها في النشاط السياحي الذي لا يعرف الموسمية بصيفها وشتائها كما في صيف كردستان وشتاء الجنوب باهواره. حيث زيارة الانبياء الثلاثة يونس والعزير وذي الكفل ومولد ايراهيم في اور عليهم السلام وزيارة اثار اسلافهم في بابل نينوى , وكذلك الكنائس العريقة والقديمة ومعابد الصابئة والازيدين , لندخل الى الكنوز الاسلامية بمراقد الائمة من الطرفين كمؤسسين للمذاهب قولا وعملا في تراثنا الديني العريق . لا نريد المبالغة في التطوير العصري للسياحة الدينية اكثر من جيراننا العرب والمسلمين وكيف يستثمرون كنوزهم الدينية التي هي ارث مبارك تركه لنا انبياؤنا وائمتنا نعمة لم نساهم حتى الان سوى ان نرضع ولا نصونها نعمة .
بذلك ينبغي ان تكون الاوقاف الثلاثة هي قائد للسياحة عموما بكل انواعها الموسمية او الدينية, وان تتسابق الدواوين الثلاثة لكي تصبح اولا دوائر تمويل ذاتي وتخضع كغيرها للرقابة المالية التي يصادف تاسيسها بذات التاريخ (علما ان تخصصيص الدواوين الثلاثة الان اكثر ما مخصص لوزارتي الصناعه والزراعة) الذي تم به لقاء البابا بالامام السستاني وزيارته المعروفة . كما على الدواوين الثلاث ان تعلن عن خطط التطوير والتفعيل السياحي عموما , لمواكبة التزايد السكاني وزخمه عالميا وعراقيا , من مرافق ومنشآت ولوجستيات وخدمات , وهذا وفاء لنعمة وارث اسلافنا وصونا لهم ولاماناتهم التي هي باعناق متوليهم .
فازدهار السياحة الدينية مساويا لازدهارها لدى الجيران وما بعدهم يؤدي بالضروره للتطور في السياحة الموسمية في الشمال والجنوب بعد الاطاحة بحاجز اللغة وما اكتنفه من سلبيات في جرف المواطنة العراقية وليأتي منسجما مع رسالات السماء في الاخوة والتسامح ولتسمو سياحتنا خفاقة في مطاراتنا وسككنا الحديدية وخطوطنا السريعة لنضاهي بتنافس خلاق سياحيا كمورد وكموحد مؤسسا له في اللقاء التاريخي معززا بوحدة وطنية عراقيه كحجر اساس لطريق جديد يرتفع فوق الاثنيات والمذهيبات المغلقة , مؤسسين لاجيالنا مفاهيم تتجه لمستقبلهم اولا وهم في حضن تراثهم وموروثهم .