حجم النص
بقلم:سالم مشكور
حديث السياحة في العراق حديث ذو شجون وحسرات على خسارة مصدر كبير للدخل، وفرص عمل للناس، وازدهار لقطاعات اقتصادية كبيرة من فنادق وأسواق ونقل وغيرها كثير، الى جانب ترسيخ مركزية العراق الحضارية.
في بلدان لا تملك سوى الصحراء، بُنيت منتجعات سياحية تجتذب مئات الاف السوّاح كل عام، وفي بلدان لديها من المواقع الاثرية والمزارات الدينية عشر معشار ما لدينا، باتت عائدات قطاع السياحة جزءاً مهما من ميزانياتها بل أن بعضها يعتمد على السياحة بشكل كبير.
أما نحن فأرضنا مليئة بما يجذب السواح. عشرات المواقع الدينية التي يمكن أن يقصدها ملايين الحجاج كل عام، من جميع الأديان والمذاهب، موزعة على امتداد الجغرافية العراقية. في السياحة الترفيهية، لدينا مناطق طبيعية تشكل جاذباً كبيراً للسواح، تفاجئ حتى العراقيين الذين لم يروها أو يسمعوا بها، بفعل التباعد الاجتماعي الذي عاشه العراق منذ عقود. لدينا التضاريس الطبيعية من شماله حيث الجبال والشلالات وحتى جنوبه حيث الاهوار التي تعدّ ظاهرة نادرة يمكن أن تجتذب السواح من كل أنحاء العالم. لدينا بحيرات في الغرب والجنوب بالإمكان تحويل كل منها الى مركز جذب سياحي، ولدينا منشآت ري تاريخية على الأنهار كالنواعير وغيرها ما يدفع مئات الالاف من انحاء العالم لزيارتها.
أما الاثار التاريخية فحدث ولا حرج. فما من شبر من هذا الوطن يخلو من تاريخ تحته، فهنا أرض التاريخ والحضارات التي بقيت آثاراً لا نعرف – حتى نحن- قيمتها.
وجود الأماكن السياحية لا يكفي وحده لقيام نشاط سياحي. السائح يحتاج الى خدمات تبدأ من تسهيل الحصول على التأشيرة مرورا بالخدمات الارشادية والمعيشية من طرق سالكة وأماكن إقامة واطعام مريحة فضلا عن برامج ثقافية ونشاطات ثقافية تعرض له واقع البلاد وتاريخها وحضارتها. لا يمكن للحكومة العراقية، في ظل الوضع القائم، تنفيذ الكثير من هذه المتطلبات. الحل هو في إعطائها الى شركات خارجية ذات خبرة تتكفل بالبناء والتشغيل. فائدة البلاد منها هي الضرائب وتوفير فرص عمل للعراقيين وتشغيل قطاعات تجارية عديدة. لكن يبقى على الحكومة مسؤولية تسهيل الإجراءات الرسمية لعمل هذه الشركات التي يمكن أن تتولى هي الترويج لهذه المشاريع في الخارج وتنظيم السفرات السياحية الى العراق، وزارة الثقافة والسياحة تتحمل هنا مسؤولية كبيرة.
كثير من العراقيين العاملين في السياحة في بلدان، عدة قدموا عروضاً لتنشيط قطاع السياحة لكن التسويف وغياب الهمّة والإرادة لدى المسؤولين أحبط حماسهم.
هنا بيت القصيد: إرادة الإنجاز والحرص على بناء البلاد.