حجم النص
بقلم :ساهرة المنكوشي
من الصعب الإلمام بمحتويات ( أكثر من 630 مخطوطة ) لغاية حزيران 2012والعدد بتزايد مستمر وإعطاء فكرة وافية عن هذا الإنجاز المعرفي الكبير والمهم والذي يعني بتدوين وتوثيق تراث آهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي والتنزيل ( عليهم الصلاة والسلام ) ومنه تراث ملحمة الطف الخالدة تلك الملحمة التي أنتصر بها دم ريحانة رسول الله (ص)وسبطه الحسين بن علي(عليهما السلام ) على سيوف إبن الطلقاء سنة 61 هجره لكن يمكن القول إن من يتسنى له الأطلاع على إصدارات دائرة المعارف الحسينية من الدارسين والباحثين والأكادميين والعلماء والأدباء والمثقفين والإعلاميين والمهتمين بالتراث الإسلامي سيقف مبهوراً مندهشاً أمام هذا العمل الفكري الجدير بالأعتزاز والتقدير والثناء ويزداد أنبهاراً إذا علم أن هذا المنجز التراثي ألتوثيقي الموسوعي ينهمك به شخص واحد هو العالم والمفكر والأديب نابغة العصر [الشيخ محمد صادق الكرباسي] مع نفر قليل من ذوي الخبرة والكفاءة والإخلاص ، وقد نذر الدكتور الكرباسي أعزه الله ومن معه أنفسهم لخدمة آل الرسول صلى الله عليه وسلم ، من خلال تحقيق وشرح ما كتب عنهم من شعر ونثر وبحوث ومقالات ودراسات تناولت مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم وسيرهم المضيئة العطرة وبينت ماحباهم الله من عظيم القدر وسمو المنزلة وعلو الشأن وسلطت الأضواء على دورهم الرسالي في تثبيت أركان الدين الحنيف ونشرهم قيم الخير والشرف والفضيلة والدعوة إلى الحق والعدل والحرية والكرامة والجهاد في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله ، وإخراج الناس من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان والمعرفة ، لذلك من حقد المتتبعين لإصدارات دائرة المعارف الحسينية من مختلف الأديان والمذاهب إن يسألوا كيف أستطاع الدكتور الكرباس وهو الرجل العراقي المغترب عن وطنه إن يؤسس أكبر مركز للبحوث والدراسات التحقيقية [التخصصية] بالإمام الحسين بن علي عليه السلام في بريطانيا ، وأن يجمع هذا الكم الهائل من المصادر والمعلومات الدقيقة والمفصلة ويقوم بإصدار أكثر من 77 مجلداً لغاية كتابة هذه السطور بهذا اليوم 13 / 5 / 2012 من أصل أكثر من 630 مخطوطة كما ذكرت في بداية المقال التي تندرج تحت عنوان الموسوعة الحسينية فضلاً عن مؤلفاته الخاصة التي بلغت أكثر من ثمانين عنواناً يضاف إلى ذلك أكثر من 1000 كراس في الشرائع وعشرات الدراسات في الفكر والأدب والشعر والتاريخ وبلغات متعددة وهو لا يزال متواصلاً مع مشروعه العالمي الثقافي الذي أكتسب شهرة في العالمين العربي والإسلامي يثريه بإبداعاته ومهارته إضافة إلى تحمله أعباء الإشراف والتخطيط والتوجيه والمتابعة المفصلة الدقيقة وتوفير متطلبات ديمومة المشروع ونجاحه وانتشاره كيف لا يندهش ولا يتحير من يقرء أجزاء هذه الموسوعة الحسينية العالمية النفيسة والنادرة ، وهنا يحق لنا إن نقول وبكل ثقة بالنفس إن دائرة المعارف الحسينية متميزة بالدقة والعلمية والرصانة والسعة والعمق ...
حقاً إن كتابات الشيخ الكرباسي تفصح عن مؤهلاته العلمية والفكرية الفنية وطاقاته الروحية الخلاقة كما تفصح عن ثقافته الموسوعية ومواهبه المتعددة ، أنها تتسم بقوة التعبير وبلاغة المعنى وجمال اللغة وتتوهج بالحس الصادق والحب النقي والإيمان العميق والإخلاص اللامحدود للأهداف السامية التي من أجلها تأسس المركز الحسيني للدراسات في لندن / بحيث لم يترك الدكتور الكرباس شأن من شؤون الحياة أو جانباً من جوانب الفكر لاسيما فكرة النهضة الحسينية إلا وكتب فيه معتمداً الحقيقة والموضوعية والرؤية العلمية في التحليل أو الأستقراء أو الأستنباط في ضوء منهج أكاديمي رصين ومشوق ، ولم ينس المرأة في إطار الكتابة عن ملحمة الطف الخالدة إيمانا منه بمكانة المرأة ومنزلتها الرفيعة في الإسلام كذلك بأهمية دورها الجهادي في مؤازرة ومناصرة آهل بيت النبي صلى عليه وآله مع الحق ضد الباطل فقد أفرد لها ثلاثة مجلدات من أجزاء الموسوعة تحت عنوان أنصار الحسين النساء 1 ـ 2 ـ 3 ضمن معجم أنصار الحسين البالغ ستة أجزاء مبرزاً إسهاماتها في نصرة الإمام الحسين ومشيداً بثباتها وصبرها في مقارعة الظلم والظالمين وتحديها للسياسة الأموية القمعية الدموية ، يضاف إلى ذلك وصفه للمرأة بأنها صاحبة الخلق الفاضل والصفات الحميدة ، مؤكداً بأن الأخلاق الفاضلة تحقق في الإنسان معاني الإنسانية الرفيعة وتحيطه بهالة نورانية فمن حق المرأة المسلمة أن تقول بأن إصدار كل مجلد جديد صادر من دائرة المعارف الحسينية نصراً جديداً على الظالمين حيث أصبحت هذه المجلدات نبراساً ومناراً لأنها تتوارث عن ثورة كبيرة في معانيها حيث استطاعت هذه الثورة تغير وجه التاريخ ليس هذا فحسب بل أغلب الشعوب تعلمت من ثورة الحسين كيف تقارع الظالمين وتعشق الحرية وخصوصاً حرية الرأي والتعبير والرأي الأخر وعدم الخضوع للظالمين ، واليوم الأجيال تستفاد من أجزاء دائرة المعارف الحسينية وهنا أقصد الأجيال التي يفصلها بعد زمني عن واقعة الطف لمعرفة الحقيقة لأن الأمويين كانوا يستأجرون الكتّاب ويصنعون الخطباء من أجل تحسين صورتهم الدموية البغيضة ، وكذلك أستخدام وسائل الإرهاب المتنوعة من أجل منع الشعراء والكتاب بتخليد ثورة الإمام الحسين عليه السلام وكلما تبحث بالمصادر التاريخية تجد جيوش من الفاسقين والظالمين أنفقوا الأموال الطائلة والهبات والهدايا الجزيلة من أجل أن تصدقهم الإنسانية بأن يزيداّ الفاسق شارب الخمر هو خليفة للمسلمين ،وهنا نطرح هذا التساؤل :
مسؤولية من تكون توضيح الحقائق لكل الإنسانية ؟ فالعقل والمنطق يقولانه العلماء والباحثين والمنصفين والمثقفين والخطباء في مشارق الأرض ومغاربها ، فكان سماحة آية الله الدكتور محمد صادق الكرباسي المبادر والباذل للجهد الكبير والمال الوفير بهذا الخصوص وكتب الله له التوفيق والنجاح ، ولله الحمد فقد حصل الكرباسي على منزلة رفيعة بإصداره لهذه الموسوعة وبها أستحق لقب نابغة العصر وهنا ينبغي مطالبة الحكومة العراقية الأهتمام بهذا الأنجاز العالمي من أجل تقدم وأزدهار الحركة الثقافية في عراقنا الجديد الذي يملك أرث حضاري عمره أكثر من عشرة آلاف سنة ولا ننسى الجهد الكبير للدكتور نظير الخزرجي لإصداره كتاب نزهه القلم الذي أستطاع إيصال فكر الموسوعة الحسينية إلى بقاع العالم والمتصفح لهذا الكتاب يجد في الصفحة 31 العشرات من الباحثين والشخصيات السياسية والأكاديمية ومن جنسيات وديانات متنوعة كتبوا وأعدوا الكثير من الدراسات والبحوث عن موسوعة دائرة المعارف الحسينية التي تستحق من كل باحث ومن كل مؤلف أن يدلو بدلوه ويعطي رأيه بهذا السفر العظيم ..
أقرأ ايضاً
- أثر الزمان في تغير الاحكام القضائية
- الامراض النادرة التي تصيب الانسان حقائق اساسية يجب معرفتها
- حوار الاديان مهازل هذا الزمان