- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بروتوكولاتُ رجلِ آخرِ الزمانْ
حجم النص
بقلم:علي الشاهر أصبحَ الحديثُ عن منقذِ العالم ومخلّصهم من اهتمامات الشعوب الحيوية، حيث أن أغلب الأديان والمعتقدات تتفق حولَ موضوع واحد هو ظهور رجل آخر الزمان يخلّص العالمَ من الظلم والاضطهاد والدكتاتورية والتعسّف.. وها نحنُ أتباعُ هذا الرجل العظيم نعلنُ عنْ أنفسِنا للوقوف تحتَ رايةِ الحق الإلهية.. ولسنا بالحالمين أو المتخاذلين.. وإنّما نحنُ قوّة ادخرها الخالقُ فينا لنحكمَ العالمَ... وتتهجد الكرة الأرضية برمّتها باسم المنقذْ.. آمين. اجتمعَ العلماء والفقهاء منذ قرون عديدة على وضع بروتوكولات ووصايا لتهيئة أجواء ظهور المنقذ الذي سينشر الخالق عبره تعالميه الحقّة.. فيزهق الباطل بها ويُهزمُ الشرّ.. فنحن نرومُ عبر بروتوكولاتنا لإيجاد حكومةٍ إلهية عادلة يحكمها شخص واحد.. رجل واحد.. تتوافرُ فيه كل السمات الإنسانية التي أودعها الخالقُ في بني آدمْ.. الرسل والأنبياء والعلماء والمنجّمون وحتّى السحرة.. بانتظار ظهور المنقذْ.. فلقد تعبَ الجميعُ مما يحدث.. الدماءُ صارت أنهراً تجري في كل مكان... الفحش.. الخبث.. الفقر.. الذل.. يسيطر على الكرة الأرضية.. وهنالك وثائق وأسانيد سنطرحُها حول فكرة الظهور.. ظهورُ المخلّص!! لقد اجتمعَ الأنبياء واحد تلو الآخر مع أقربائه وأتباعه.. وفيهم محمّد رسول السماء.. اجتمعوا ليحدثوهم عن رجل آخر الزمان.. هنالك علامات ورموز وأحداث ترافق عصر الغيبة.. وتدل على ظهور المنقذ المخلّص.. الأولياء والأئمة والصالحون جلسوا أيضاً.. وضعوا شروطاً لظهورهِ ومن هم الأتباع الحقيقيون له.. وبالطبع نحنُ أتباعهُ الحقيقيون.. ومن هذه اللحظة نعلنُ انتماءنا له.. وولاء المطلقْ.. فلا ندخر أي جهد.. أو معلومة دونَ ان نخدمه بها.. فمن أراد اللحاق بنا فليحق قبل أن تفوت الفرصة ولات حينَ مناص!! سيبني المخلّص دولته الإلهية.. سيعمّر الدينَ في القلوب مثلما يعمرُ البنيان.. ويزرع الإيمان في أنفسنا ووجداننا وعقولنا.. مثلما يزرعُ الفلاحُ بذوره في الأرض الخصبة.. ليحصد الأتباع الحقيقيين الذين لا يتوانون عن نصرته.. وتقديم أرواحهم.. قرابينَ شهادةْ!! المكائدُ ليستْ من أخلاقِنا وأخلاقِ مخلّصنا.. نعمْ لدينا مخططات توسعية رامية لإقامة الدولة الإلهية للعالم بأسره.. ولكنّنا مسالمونَ.. نحلمُ بالنعيم وهو يعمّ الجميعَ.. جميع المؤمنينَ بالمخلّص العظيم!! في العديد من الأديان الإلهية والبشرية والمدارس الفكرية أنماط متنوعة من الإيمان بالمنقذ، وبالألفية، وبالموعود، وبالمدينة الفاضلة، وبالمصلح العالمي. وحتى في العالم المعاصر فإن هذه المعتقدات لا تزال تطرح بقوة. وقد كان العالم الغربي في إطار معتقداته المسيحية يؤمن بظهور ثان للسيد المسيح، ويروج هذه العقيدة بحماس في مواعظه وتوصياته. لذلك فإن طرح فكرة المهدوية في مناخ القرن الحادي والعشرين ليس مستبعدا أبدا، بل إن الكثيرين بانتظار مثل هذه الفكرة والمثل العليا. وواضح أنه في عصر نهاية الإيديولوجيات وسقوط الماركسية في بداية التسعينات، والأزمات المتتابعة التي منيت بها الليبرالية الديمقراطية، اكتسبت فكرة المهدوية درجة أعلى من قابلية الطرح العالمي واستقطاب المخاطبين من مختلف أرجاء المعمورة. إن مسألة المهدي الموعود والمخلص وظهوره في آخر الزمان، تعتبر مورد قبول جميع فرق أهل السنة وفرق الشيعة. فقد وردت على لسان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وقد تحدث عنها الكبار من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين جيلا بعد جيل إلى زماننا هذا. وتمثل هذه الإشكالية إحدى أكبر البشارات الإسلامية المهمة للبشرية، ومن هذا المنطلق كانت مسألة المهدي الموعود حتمية ويقينية. وفي التاريخ الإسلامي، انتشرت فكرة المهدي المنتظر، المنجي لدى فرق الشيعة والسنة على السواء، إلا أنها اتخذت صيغة إلزامية لدى الشيعة. فالإمام المهدي في المنظور الشيعي، اختفى لكنه سيعود إلى الأرض ليقيم فيها الحق، وينشر الدين الحنيف. وينحدر من أهل البيت (ذرية علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء)؛ في حين يعتقد فيه أهل السنة بإمكانية انحداره من قريش عامة. وفي نظر الشيعة الجعفرية، فإن المهدي الموعود هو ابن الإمام الحادي عشر من أئمة الشيعة، أي (الإمام الحسن العسكري). فقد ولد الإمام المهدي كما هو مشهور في عام 256 هـ. ويذكر الشيعة الأدلة التالية لإثبات ولادة الإمام المهدي: تصريح الإمام الحسن العسكري بولادة ولده المهدي. وكذا شهادة قابلة الإمام وكذلك "حكيمة بنت الإمام الجواد" عمة الإمام الحسن العسكري. وشهادة أصحاب الأئمة وآخرين؛ ممن كانوا يعيشون في زمان الإمام العسكري ولقائهم للمهدي. وشهادة وكلاء الإمام المهدي، والمطلعين على معجزاته بملاقاتهم للإمام في عصر الغيبة الصغرى. وطريقة مواجهة السلطات العباسية للإمام العاشر والحادي عشر، وحتى أن بيت الإمام الحادي عشر كان يخضع للمراقبة المباشرة وبشهادة النواب الخاصين على ولادة الإمام المهدي. كل ذلك يدل على ولادة الإمام صاحب الزمان، حيث شغلت أذهان السلطات سياسيا وعسكريا بما يقارب مائة سنة. واعتراف العرافين بولادة الإمام المهدي، وكذا اعتراف أهل السنة بولادة الإمام المهدي. يتبعْ..