- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قتلوا الوطن وأحيوا الصفقات !!
بقلم: علي حسين
يخرج لك أحمد الجبوري الشهير بأبو مازن، القائد العام لحركة الإصلاح الجديد في العراق ببيان يرفض فيه الجلوس تحت قبة البرلمان، وتشكيل حكومة دون أن يستلم "المالات"، فيما يصر مثنى السامرائي على أن يتولى ملف النزاهة وأن تُحال له عقود التربية والصناعة قبل أن يخطو بقدميه إلى قاعة مجلس النواب، ولا تدري ماذا يريد النائب باسم خشان الذي لا يزال يضع قدماً مع الحكومة وقدماً أخرى في المعارضة.
أحزاب تريد منك أن تصفق للنواب الذين حضروا جلسة مجلس النواب، وأحزاب أخرى تؤكد أن البرلمان رجس من عمل الشيطان فلا تقربوه. ولا يزال أعضاء الكتلة الصدرية يصرون على تذكيرنا بأن الحياة الدنيا فانية، وأننا شعب يسعى للآخرة وليس للمستقبل!!.
في كل دول العالم التي تحترم مواطنيها تكون مهمة النائب أن يرتقي بالعمل الوطني، ويضع هموم الناس تحت المجهر، لكننا في هذه البلاد نشاهد كيف تحولت مهمة النائب من مشرع للقوانين إلى ناثر للجكليت فرحاً بغلق قبة البرلمان.
سيقول البعض: يارجل ماذا تريد؟ هل تريد منا أن نلغي الانتخابات؟.. ونحفر بأيدينا قبراً للديمقراطية التي ستبلغ عامها العشرين؟، للأسف في كل انتخابات نطرح السؤال الذي لايزال يحير ملايين العراقيين: لماذا ندعو الناس إلى الانتخاب؟ هل من أجل أن نمنح النواب مزيداً من الأموال والصفقات؟ هل من أجل أن يعرف المواطن أن الديمقراطية عندنا مهمتها بث الخوف في نفوس الناس، والسخرية من آلام المواطنين، وغلق أبواب الرزق في وجوههم، وتعطيل مؤسسات الدولة وتحويلها إلى إقطاعيات، وإعادة البلاد إلى القرون الوسطى، وتمكين أشخاص لم يبلغوا سن الرشد السياسي من الحصول على ملايين الدولارات، وتقديم المصالح الخاصة على مصلحة الوطن؟ ماذا حدث في هذه البلاد التي تتقاذفها الحكومات الفاشلة ويتربع على أنفاسها ساسة مهمتهم الذهاب بنا إلى المجهول؟.
منذ برلمان عام 2006 امتلأت حياتنا بمطوّلات وأغنيات حماسية عن موت المحاصصة، وفي كل ساعة تدخل أصوات جديدة إلى الساحة ترفع شعار "نموت، نموت، ونعبر الطوائف"، فماذا وجدنا في البرلمان اليوم؟ وجدنا أنّ معظم ساستنا يدافعون باستماتة عن استمرار العراق في موقع المتقدم في جدول البؤس والخراب العالمي! وهذه المكانة العالمية المرموقة وصل إليها العراق نتيجة حاصل جمع 328 نائباً لا يريدوننا أن نغادر عصر الانتهازية السياسية، وكما تعرف جنابك فإن وراء هذا الإنجاز الكبير منظومة متكاملة تحارب على أكثر من جبهة لكي تضع العراق في قاع سلّة بؤساء العالم، منظومة تعمل في تناغم بديع وتمارس برشاقة هواية التزلّج على سطح المحاصصة.
تُعرِّف الأمم المتحضرة، أو التي يتمتّع ساستها بالحد الأدنى من سلامة الحسّ الوطني، البرلمان بأنه المكان الذي يجتمع عليه كل المواطنين، لكن للأسف تحول البرلمان عندنا الى بورصة للمشاريع التي تدر الارباح وبالدولار حصراً.