- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
في الكونغو لايغتصبون النساء لرغبة جنسية ولكن لسبب آخر !!
بقلم:محمد توفيق علاوي
- أستاذ أكاديمي ليبي يكتب عن الكونغو في إفريقيا ..
يقول الأكاديمي الليبي:
أتيت في صباح أحد الأيام بعامل أفريقي لينظف لي سطح بيتي فاتضح لي فيما بعد إنه
أستاذ مساعد في الجامعة بالعاصمة الكونغولية "كينشاسا" ..!
أكمل شغله معي وفي طريق عودتي به إلى جزيرة الدوران التي يجلس فيها العمالة الوافدة بدأنا نتحدث وسألته عن الاغتصاب في الكونغو فقال :
بلادي الكونغو كانت ولازالت مستعمرة بلجيكية في وسط إفريقيا ، وبلادي تمتلك هبات السماء من غابات وذهب وماس ومعادن وثروات تدخل في كل شيء من الصناعات من شاشات هاتفك المحمول إلى أسلاك الطائرات في القوات الجوية التي تضرب الآن في بلادكم ليبيا ثم سألني:
هل تعرف أن تسعة ملايين إنسان قتلوا في بلادي في الأربعين سنة الأخيرة؟ وحين أجبته بالنفي ..
قال : مَن يملك الإعلام العالمي هو مَن يقتل البشر هناك ولهذا لن تسمع عن وطني الكونغو !
- ثم سألته عن دور بلجيكا في بلاده ..
فقال لي:
ليست هناك دولة واحدة تسيطر على وطني الكونغو .. العالم كله يسيطر علينا ، وكلٌ دولة حسب إمكانياتها ، أمريكا بالطبع لها حصة الأسد لأنها دولة عظمى ..
كذلك فرنسا وبريطانيا والصين وبلجيكا كلهم يستثمرون في نهب ثرواتنا وقتلنا واذلانا ..!!
لأنه لم يعد لدينا حكومة مركزية !!
ولهذا لن يأتي إلينا دعاة السلام
ولا حقوق الإنسان رغم اغتصاب نصف مليون امرأة !!
أصبح عندنا الرجل الذي تغتصب زوجته لن يستطيع أن ينظر في وجهها خجلاً من عدم قدرته على حمايتها وهي لن تنظر إليه خجلاً من وعدها له بالوفاء ..
وقال لي :
صدقني إنهم لا يغتصبون النساء بسبب رغبة جنسية بل لأن الإغتصاب أفضل سلاح لإحداث شرخ بين الأهل ..!
والوسيلة الأنجح للتشتت الأسري ..
سألته:
ماذا جاء به إلى ليبيا ..؟
فقال: ميليشياتهم اغتصبوا زوجتي أمامي ، ثم قتلوا أبي وبعدها رموا أطفالي في بئر مزرعتي وربطوني عند حافة هذا البئر لأيام حتى يجبروني على سماع صراخهم وأنا أحاول أن أطمئنهم ولكنهم سكتوا عن الحياة واحداً تلو الآخر ، كم تمنيت أن أستمر في سماع هذا الصراخ لسنوات حتى يأتي مَن يُنقذهم ، ولكن كلهم سكتوا ..!
- سكتُّ أنا أيضاً ، فقال:
حين يكون هناك عدد كبير من المليشيات والشركات والدول والسياسيين الذين يريدون حصة منك ومن أرضك وثرواتك
(كما يحدث في بلادكم ليبيا الآن) ..
لن تستطيع أبداً أن تبقى دولة واحدة بقانون واحد ومؤسسات قضائية واحدة ،
هناك مئات الجهات التي تريد بعض الذهب أو الماس من الكونغو ، وكل واحدة من هذه الدول تملك عصابة وميليشيات ، والسبب نحن الذين نُحدث الكابوس المُعتم في بلادنا التي تشبه الجنة ..!!
ودعته وشكرته بعد أن أوصلته .. عاد للجلوس مع رفاقه في انتظار لقمة عيش جديدة مع زبون آخر ..!!
فكرت ببلادنا العربية ليبيا وسوريا والعراق واليمن وكيف أنها تتشظى وتتشرذم ،
لأن كل جهة تريد حصة من ثرواتها ، ولأن مَن يصنع المال
في مكان ما ، يصنع معه تشرّداً ودماراً وجموداً ومشاكل مستقبليّة في مكان آخر ...!!
تذكرت شيئاً كنت أفكر به منذ أسابيع .. تذكرت كيف أننا انقسمنا إلى أحزاب وطوائف ومذاهب ولم يكن الوطن همنا الأول ...
بكيت من الألم على ذلك الإنسان الكونغولي الجميل بأن يسمع صراخ أطفاله من جديد !
وضحكت بسخرية لأنني عرفت كم نحن ضحايا .. ضحايا وحمقى ..!!
هذا العامل الأفريقي جعلني أُعيد ترتيب مفاهيم حياتي الإسلامية والفكرية والعقائدية وأنا أقول :
هذا مايحدث في بلدي ، فهل أهل بلدي يعوا ذلك .
"لا رحم الله من يضحي ببلده وعرضه لأجل حفنة مال أو جاه أو منصب".. (انتهى)
الوضع في المنطقة خطير بشكل عام وفي العراق خطير بشكل خاص، المخطط الإسرائيلي يهدف الى تعميق الطائفية وتقسيم المنطقة الى دوليات قائمة على أسس طائفية وعرقية ومتصارعة فيما بينها، وللأسف فإننا في العراق بسبب جهل الكثير من الناس اخذنا بتعميق الطائفية فانقسمنا إلى أحزاب وطوائف ومذاهب ولم يكن همنا الأول العراق بل همنا الأول مصالحنا الشخصية والكثير من الأحزاب الشيعية والسنية من الفاسدين لا تتحقق مصالحهم إلا بتحشيد المواطنين من طائفتهم على حساب الطوائف الاخرى، يجب اغلاق كافة الملفات التي تعمق الانفاس الطائفية، كملف جرف الصخر، او ملف المسائلة والعدالة، او ملف الاتهامات الباطلة للمخبر السري، او تشكيل تجمعات سياسية قائمة على أسس طائفية كما هو حاصل الآن؛ يجب انهاء أي تعامل بين أبناء الشعب على أسس طائفية او دينية او عرقية، وبخلافه ان اتبع الكثير من المواطنين العراقيين السياسيين الفاسدين فقد اعنا نحن كشعب عراقي الفاسدين على فسادهم وطائفيتهم وذلك سيؤدي بشكل طبيعي الى تحقيق المخطط الإسرائيلي للمنطقة وحدوث صراعات وقتال ودمار ومعاناة وتشرذم وفقر وجوع لأغلب أبناء بلدنا .
فهل يعي المواطنون هذه الحقيقة، وهل يستمر بعض أبناء بلدنا في اتباعهم للفاسدين من السياسيين من دون وعي، هذا الاتباع سيجعلكم شركاء فيما يعانيه بلدنا، وستدفعوا وسيدفع اخوتكم من أبناء وطنكم كما سيدفع ابناؤكم ضريبة مواقفكم المخزية تلك ....
نسأل الله ان يمكن الاشراف من أبناء بلدنا لإدارة شؤونه لتحقيق الرفاه والتقدم والسعادة لأغلب أبناء البلد فليس ذلك على الله وعلى الطيبين ببعيد ....
أقرأ ايضاً
- وقف النساء الغاضبات والمعنفات
- مقارنة بين زعيمين تحت عباءة البعث العفلقية!!
- من بشار .. إلى البشير ..!!