- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
بقلم: علي الراضي الخفاجي
لعلَّ من أبرز ماتميز به اليهود عبر التاريخ هو تحريف الحقائق والافتراء على الله سبحانه ورسله، وتقف وراء عقدتهم التاريخية ماتعرضوا له من سبي وأسر في بابل، مما أحدث في نفوسهم التعالي على الأمم واحتقارها، وجعلهم يرفعون أنفسهم إلى مقام الألوهية، وإنزال بقية الأمم منزلة الحيوانات والشياطين، حتى حرموا على أنفسهم الزواج بغير اليهود، وكتب منْ كتب عنه من المفكرين اليهود وغيرهم بأنه طارئ على ماجاء به النبي موسى عليه السلام من تعاليم سماوية.
يقول الدكتور متري هاجي نقلاً عن التلمود:(وتتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الإله كما أنَّ الابن جزءٌ من والده، ومن ثم كانت أرواح اليهود عزيزة عند الإله، وبالنسبة إلى باقي الأرواح غير اليهودية هي أرواح حيوانات شيطانية). الكشف عن تلمود اليهود، ص/74.
ولاتوجد في تاريخ البشرية أمة اشتهرت بحب المال والسعي إلى جمعه مثل اليهود، فقد سلكوا في ذلك كل السبل للسيطرة على العالم، ومكنهم ذلك من تسيير دفة الدول الكبرى، من خلال تحريك اقتصادياتها والتلاعب بالقرارات السياسية، يقول(وليام ديورانت):(على أنَّ اليهود قلما كانوا يشيرون إلى حياة أخرى بعد الموت، ولم يرد في دينهم شيء من الخلود، وكان ثوابهم وعقابهم مقصورين على الحياة الدنيا، ولم تدُرْ فكرة البعث في خلد اليهود إلا بعد أن فقدوا الرجاء في أن يكون لهم سلطان في هذه الأرض). قصة الحضارة، 2: 345.
وقد وصفهم القرآن الكريم بالجبن، والجبان من صفاته الغدر والخيانة ليعوض ماينقصه من شجاعة، كما عرفوا بالفرار من المعارك الحامية الوطيس، وفي تدبير المؤامرات والاعتداءات المصحوبة بالغدر والخديعة وبث التفرقة والانحلال، ووفق هذا النهج الخبيث أقدموا في الحرب الأخيرة على غزة ولبنان باغتيال القادة الميدانيين، وهي عملية لاتدل على صفة الشجاعة، إنما هي الغدر بعينه، ومما ساعدهم على ذلك ليست بسالة المواجهة في أرض المعركة، إنما من خلال ماقدمه الغرب من تسهيلات تكنولوجية وجوية.
تنقل مجلة الشرق بعض مايفكرون به، منه(إنَّ الله تعالى منح اليهود السلطة على مقتنيات وحياة كل الشعوب)، وقولهم(إنَّ الله تعالى أمرنا باستعمال الربا ضد الغوييم-أي غير اليهود- وحرم علينا إقراضهم المال بدون تقاضي فوائد عليه، فلايجوز إذن الامتناع عن إقراضهم بدون فوائد، بل يجب علينا إرهاقهم كذلك)، نقلاً عن كتاب الصهيونية، تأليف ميشال كفوري.
وتقف وراء هذه العقدة لليهود عبر التاريخ؛ أنهم يشعرون بعقدة الذنب وبأنهم أفضل البشر، وكانت السبب في عدم استقرار العالم وشعوب منطقة الشرق الأوسط خاصة، وذلك وفاءً بالوعد الذي قطعه إلههم(يهوه)على نفسه لإبرام الجد الأعلى المزعوم لليهود حينما ظهر له في الرؤيا وتعهد له، قائلاً (لِنَسْلِكَ أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات). سفر التكوين، 15: 18، وبهذا النص والسند تمسك الصهاينة في غصبهم أرض فلسطين وإبادتهم الشعب الفلسطيني.
وقد عاش اليهود أسطورة الشعب المختار، ولأنَّ هذه العقيدة ليست من بنات فكرهم فقد تصدى لها نخبة من المفكرين من اليهود الذين لم يتأثروا بالفكر الصهيوني، منهم(سبينوزا)، يقول:(ومن يظن أنه حصل على سعادة أكبر لأنه وحده في حالة طيبة على حين أنَّ الآخرين ليسوا كذلك، أو لأنه يتمتع بسعادة أكبر أو لكونه أسعد حظاً من الآخرين، مثل هذا الشخص يجهل السعادة والنعيم الحقيقي، فالفرح الذي يشعر به المرء نتيجة لاعتقاده أنه أسمى من الآخرين إنْ لم يكن شعوراً طفولياً فإنه لاينشأ إلا من الحسد أو من القلب الحاقد). رسالة في اللاهوت والسياسة. ص/171.
أما سيغموند فرويد، فقد قال:(وإنه لممَّا يبعث على دهشة أكبر أيضاً أن نرى هذا الإله يختار لنفسه على حين بغتة شعباً من الشعوب ليجعل منه شعبه ويعلن أنه إلههُ، هذه على ما أعتقد واقعة يتيمة في تاريخ الأديان السماوية). موسى والتوحيد، ص/61.
وعلى مدى السنين لم يستطع اليهود أن يقيموا دليلاً واحداً على دعواهم رغم ماقاموا به من تنقيب في أرض فلسطين، حتى أنَّ المسجد الاقصى لم يسلم من حفرياتهم التي يحاولون بها العثور على قبور ملوكهم، وبهذا الصدد كتبت مجلة التايم، تقول:(بعد مايقرب من عشر سنوات من الحفريات الأثرية في مدينة غزة لم يجد المنقبون الإسرائيليون سوى بقايا آثار المجتمع المصري من سكان وادي النيل). آثار فلسطين، حسين حمادة، ص/166.
وقد أجمع علماء الآثار وفي مقدمتهم علماء اليهود على عدم وجود أي أثر لمملكة سليمان أو هيكله، وكل ماوجد من آثار هي كنعانية، فقد قال أستاذ التاريخ البروفسور كيث وايتلام:(ومايجري هنا هو محاولة لاختراع التاريخ اليهودي القديم وخنق التاريخ الفلسطيني كله). الايديولوجية اليهودية، 2: 182.
ويقول الحاخام هيرتسوغ بأنَّ(الحفريات المكثفة في أرض إسرائيل خلال القرن العشرين قد أوصلتنا إلى نتائج محبطة، كلُّ شيء مختلق، ونحن لم نعثر على شيء يتفق والرواية التوراتية، إنَّ قصص الآباء في سفر التكوين هي مجرد أساطير، ونحن لم نهبط إلى مصر ولن نخرج منها، لم نَتُهْ في صحراء سيناء، ولم ندخل إلى فلسطين بحملة عسكرية صاعقة احتلت الأرض ووزعتها على الأسباط). المصدر نفسه، 2:185، كما يقول عالم الآثار اليهودي(فنكلشتاين)الذي فضح الغلاة من اليهود:(إنَّ صورة أورشليم في زمن داود وابنه سليمان قد تلونت عبر العصور بظلال رومانسية وأسطورية، وقد ساعد الحُجَّاج الوافدون والصليبيون وأصحاب الرؤى من كلِّ نوع على ذيوع القصص الخرافية عن عظمة مدينة داود ومعبد سليمان)، وأخيراً تبقى فلسطين هي أرض كنعان، وبالنسبة إلى اليهود أرض غربة.
أقرأ ايضاً
- موقف السيد السيستاني من سرقة أموال الشعب بعنوان مجهول المالك؟!
- اختلاف أسماء المدن والشوارع بين الرسمية والشعبية وطريقة معالجتها
- في الدستور العراقي.. النفط ملك الشعب و راتب و قطعة أرض لكل عراقي