تكتسب زيارة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى العاصمة الإيرانية طهران أهمية على مختلف المستويات، ففيما يكشف مصدر سياسي، أن الهدف من الزيارة هو مساعدة إيران بتأجيل انتخابات الإقليم، وتخفيف ضغوط بغداد على الإقليم، يشير سياسيون كرد إلى أن الزيارة تهدف لإنهاء تهديد إيران والفصائل العراقية المناوئة لأربيل.
ويكشف مصدر مطلع، أن “زيارة بارزاني ستتضمن حوارات مع المسؤولين الإيرانيين الذين سيلتقيهم بشأن موضوع انتخابات برلمان كردستان، إذ سيطلب رئيس الإقليم من الجانب الإيراني التأثير على الأحزاب الكردية التي تتمتع طهران بعلاقات معهم، كالاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير ليوافقوا على تأجيل انتخابات إقليم كردستان”.
ويضيف المصدر، أن “بارزاني وبصفته رئيس إقليم كردستان يستطيع إصدار مرسوم إقليمي يؤجل فيه انتخابات كردستان، لكن هذا القرار سيكون قرارا حزبيا، كونه يشغل منصب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني”.
ويوضح، أن “بارزاني سيطلب من طهران أيضا، الحديث مع المسؤولين في القوى الشيعية بالكف عن الضغط على إقليم كردستان، وخاصة من قبل المحكمة الاتحادية”، مضيفا أن “زيارة بارزاني إلى إيران جاءت بعد اليأس من الأمريكيين الذين لم يقوموا بمساعدة الإقليم”.
ووصل بارزاني، عصر أمس الأحد إلى العاصمة الإيرانية طهران، وبحسب بيان لرئاسة الإقليم أن من المقرر أن يبحث بارزاني، مع كبار المسؤولين في إيران سبل تعزيز العلاقات بين إيران وبين العراق وإقليم كردستان، مشيرا إلى أن الزيارة كانت تلبية لدعوة رسمية من جمهورية إيران الإسلامية، يرافقه وفد يضم نائبي الرئيس ووزير داخلية إقليم كردستان، ورئيس ديوان الرئاسة، وعدد من مسؤولي إقليم كردستان.
وكانت آخر زيارة قام بارزاني إلى طهران قبل عامين وتسعة أشهر.
من جهته، يقول السياسي الكردي سردار مصطفى، إن “الحزب الديمقراطي الكردستاني أدرك أهمية إيران لحل الكثير من المشكلات التي يعاني منها إقليم كردستان في الوقت الحالي”.
ويضيف مصطفى، أن “الهدف الأهم في الزيارة هو إصلاح العلاقات بين الديمقراطي الكردستاني والجانب الإيراني، بعدما حصل مؤخرا من توترات وخلافات وقصف إيراني لأربيل واتهام مباشر بالتعاون مع إسرائيل وأمريكا”.
ويضيف أن “الخطوة الأخرى تتمثل برغبة بارزاني بإعادة كسب الدعم الإيراني في الضغط على القوى السياسية العراقية لحل القضايا الخلافية بين بغداد وأربيل، وأهمها قضية الموازنة والرواتب والنفط والغاز”.
ويعتقد أن “الزيارة ستكتب نهاية للتهديدات التي تصدر من إيران والفصائل المسلحة الموالية لها ضد الإقليم، كون بارزاني يدرك بأن تحركات الفصائل وقوى الإطار التنسيقي بيد طهران، لذلك ذهب إليها مباشرة هذه المرة”.
وشهدت العلاقات بين إقليم كردستان وإيران تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني مطلع عام 2020.
وكانت إيران، على الدوام، تتمتع بعلاقات وطيدة ونفوذ كبير داخل إقليم كردستان، حتى أنها كانت ملاذا آمنا للكرد إبان حكم صدام حسين، واحتضنت الآلاف منهم، بينهم زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني وعائلته في ثمانينيات القرن الماضي، كما ساهمت بحل العديد من قضايا الكرد المعقدة منها، قضية الاستفتاء، أو قضايا الصراع بين بغداد وأربيل أو حتى الصراع الداخلي بين الأحزاب الكردية، وتحديدا بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني.
من جهته، يذكر رئيس ديوان إقليم كردستان فوزي حريري، إن “زيارة بارزاني إلى طهران جاءت بناءً على دعوة وجهت له من قبل الرئاسة الإيرانية”.
ويضيف حريري، أن “إيران دولة جارة وصديقة وتربطنا بها علاقات استراتيجية، لذا نريد إعادة تلك العلاقات على أعلى مستوى، في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية”.
ويشير إلى أن “إقليم كردستان كان واضحاً منذ البداية بأنه يريد البقاء كطرف وسيط في الصراع الحاصل بين إيران والولايات المتحدة، ونحن لسنا مع دولة ضد دولة أخرى، ولدينا علاقات ممتازة بالطرفين، والأفضل لنا هو انتهاء الصراع، لأن هذا الصراع ليس من مصلحتنا ولا من مصلحة دول المنطقة بشكل عام”.
ومؤخراً توترت العلاقات بين الطرفين، حتى وصل الأمر لقيام الحرس الثوري الإيراني في أكثر من مناسبة بقصف مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، مدعيا وجود مقرات للموساد الإسرائيلي.
وكان رد الديمقراطي في وقتها شديداً متهما إيران، بأنها لا تقوى على مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وتستقوي على إقليم كردستان، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فعمليات الفصائل المسلحة المقربة من إيران كانت تستهدف مدينة أربيل بشكل يومي، بحجة استهداف المصالح الأمريكية.
من جانبه، يؤكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني دلشاد شعبان، أن “إيران دولة مهمة ونريد فتح علاقات جديدة معها وطي صفحة المشاكل والخلافات التي حصلت مؤخرا”.
ويضيف شعبان: “لا أحد ينكر قوة إيران وتأثيرها في المشهد العراقي، لذلك سيتم استثمار هذه الزيارة لغرض إيجاد الحل لقضايا معقدة بين بغداد وأربيل من بينها أزمة الموازنة والرواتب وملف النفط وغيرها”.
ويوضح أن “الفترة الأخيرة شهدت ضغوطات كبيرة من قبل القوى السياسية العراقية وتم استخدام ورقة القضاء لمحاولة تحجيم الإقليم، ولكن نأمل أن ينتهي هذا الأمر سريعاً، ويتم حل القضايا والمشاكل مع بغداد عبر الاحتكام إلى الدستور”.
يذكر أن المحكمة الاتحادية العليا، أصدرت طيلة العامين الماضيين العديد من القرارات التي تصب بصالح الحكومة الاتحادية، لكنها اعتبرت من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني “مسيسة ضده”.
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- مع اقتراب موعده.. هل تعرقل المادة 140إجراء التعداد السكاني؟
- رئاسة المشهداني.. هل تمهد لعودة الزعامات الكلاسيكية؟