ولدت قبل موعدها بشهر فنتج عن ذلك اصابتها بأمراض عدة في العيون والقلب والدم والمعدة والعضلات، وعرضها اهلها الساكنون في الضاحية الجنوبية بلبنان على اطباء هناك، واخضعوها الى
استشارات وفحوصات وعلاجات، وكان عليها ان تستمر بالعلاج، لكن جيش الكيان الاسرائيلي بدأ بارتكاب جرائمه الوحشية وتساقطت القنابل والصواريخ على رؤوس المدنيين بغزارة وتهدمت المباني وسويت اخرى بالارض، ففرت العائلة الى مكان آمن، وجاءت الى العراق عند أمير المؤمنين علي (عليه السلام) اولا، ثم استقر بها الحال عند أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) لتتلقف العتبة الحسينية الطفلة "فاطمة العليلة" وتشملها برعاية صحية شاملة لجميع امراضها.
رعاية كاملة
يذكر مسؤول شعبة الفندقة السياحية في العتبة الحسينية "زهير صالح مهدي" لوكالة نون الخبرية ما قدموه لهذه الطفلة بقوله ان" عمل الشعبة يقتضي استقبال العائلات اللبنانية الوافدة ومنها وصلت الينا حالة من محافظة النجف الاشرف وهي الطفلة "فاطمة" التي تعاني امراض عدة ومن بينها الحول في عينيها، وبتوجيه من رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة الحسينية " عبد الامير طه عبد الله" باشرنا بدورنا بتهيئة السكن والاستضافة والاطعام للعائلة في احد فنادق العتبة الحسينية المقدسة، باعتبار ان العائلة تسكن في مدينة النجف الاشرف وتطلب علاج ابنتهم في مدينة كربلاء بمستشفيات العتبة الحسينية المقدسة، ونقدم لهم كامل الرعاية في الفندق ، وكذلك النقل الى اي مكان بسيارات القسم ونقله من والى مستشفيات زين العابدي (عليه السلام) الجراحي ومركز المجتبى (عليه السلام) لتلقي الرعاية الصحية، وتحتاج الطفلة "فاطمة" الى اكثر من عملية واولها عملية جراحية في العيون لتصحيح الحول في مستشفى زين العادين(عليه السلام)، وبعدها تحتاج الى علاج او عملية جراحية اخرى في المعدة، وتكفلت شعبة الآليات التابعة الى قسم العلاقات بتوفير سيارة لتنقلهم من الفندق الى المستشفى وبالعكس يوميا، كما ساعدنا اعداد كثيرة جدا من الوافدين اللبنانيين اثناء حاجتهم الى مراجعة مستشفيات او اي جهة اخرى، كما نسعى لخدمتهم في امور اخرى قد تكون خارج صلاحياتنا تنفيذا لامر المرجع الاعلى السيد علي السيستاني لتوجيهات المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي والادارة العليا للعتبة المقدسة باغاثة الشعب اللبناني وخدمتهم، كونهم وافدين من اجواء حرب ونكبات".
ولادة غير مكتملة
ولدت الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة حسين" في الشهر الثامن اي بولادة غير مكتملة وصاحبها اعراض وامراض عدة تقول عنها والدتها " سيرين عباس" من الضاحية الجنوبية لوكالة نون الخبرية ان" بنتي ولدت في العام (2021) بشهرها الثامن وحصلت لها مشاكل عدة منها التفاف الحبل السري على رقبتها، وحصول التصاقات بين المشيمة والرحم ما اضطر الاطباء الى اجراء ولادة قيصرية قبل شهر من موعدها، وبدأت الامراض والاعراض تظهر عليها ومنها تأخر ظهور الاسنان، وتأخر وقوفها وجلسوها بعد مرور تسعة اشهر على ولادتها، ولاحظت حتى وزنها يبلغ عشر كيلوغرامات بينما اقرانها تصل اوزانهم الى (15) كيلوغرام، وطولها متأخر ولا يشبه باقي الاطفال، وراجعت بها طبيب لبناني اخصائي بالأعصاب ليتابع حالتها العصبية، وخصص لها علاج فيزيائي وعلاج نطق كونها الى الآن لا تتكلم، ورغم تجاوزها عمرها الثلاث سنين الا انها من خمسة اشهر فقط بدأت بالمشي، ولا تستطيع صعود الدرج واذا وقعت لا تستطيع النهوض والجلوس بمفردها ولا تستطيع التوازن، كما ظهر عندها زيادة الماء حول القلب، وتطلب مراقبها عبر فحوصات اشعاعية كل ثلاثة اشهر، وفي حال زيادة كميات الماء يستلزم اجراء عملية لسحبه، وتعاني ايضا من الثلاسيميا الصغرى بالدم، وفي عيونها لديها حول خارجي وعند مراجعة احد اطباء العيون في لبنان بعد ان بلغت ثلاث سنين وهو شرط معالجة عيون الطفل، وصف لها نظارات طبية لمدة شهر تحت المراقبة، ولاحظنا ان الحول زاد عندها، وحصلت الحرب الجارية الآن في لبنان، فاضطررنا الى الخروج من بلدنا ووصلنا الى محافظة النجف الاشرف قبل (45) يوما".
فاطمة عند الحسين
وتستمر "ام فاطمة " بسرد قصة انبتها قائلة ان" العتبة العلوية المقدسة هي من اسكنتنا وعند التعرف على أمراض "فاطمة" اخذونا الى طبيب مختص بامراض العيون، ففحصها واكد ان لديها حالة حول خارجي وبعد في النظر، وهو السبب الذي يزيد حولها في حال استخدمت النظارات الطبية، كون حالة الحول يصاحبها دائما "قصر النظر"، واصيبت هنا بالسعال الديكي وحصل لها نقص بالاوكسجين وصل الى (78) ودقات القلب وصلت الى (190 ــ 200)، ولعدم تمكننا ماديا من معالجتها في مستشفى خاص بالنجف الاشرف، جئنا الى محافظة كربلاء ومكثنا يومين في مرقد ابي عبد الله (عليه السلام)، وعند سؤالنا ارشدونا الى مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام)، فراجعناه وقد فوجئنا برقي التعامل
الانساني ومهنية وخبرات الاطباء الذين عالجوها بنفس اليوم من السعال الديكي وتسارع دقات القلب وانخفاض الاوكسجين، واجروا لها فحوصات مختبرية واشعاعية عدة ليباشروا علاجها من مجموعة امراض تعانيها ومنها فتق في المعدة الذي اما يعالج بالأدوية او بالجراحة الناظورية، وبخصوص عيونها ننتظر عودة الطبيب المختص ليجري لها العملية الجراحية للعين، وقد زودونا رقم هاتف احد الاشخاص بقسم العلاقات العامة لنتواصل معه، وبالفعل كان هذا الشخص الذي لم نره ولا نعرفه متعاون جدا معنا وخير عون لنا، ووفر لنا السكن والطعام في احد فنادق العتبة المقدسة، كما وفر لنا سيارة خاصة تأخذنا يوميا الى المستشفى عند مراجعتنا وتعيدنا الى الفندق، وعرفنا ان جميع اللبنانيين الوافدين من لبنان الى كربلاء المقدسة التعامل معهم انساني وعلاجهم مجاني في مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة، وكان الاهتمام بابنتي "فاطمة" اكثر كونها صغيرة تعاني من مجموعة امراض، وشاهدت في المستشفى ملاكات طبية مهنية وخبيرة من العراق وسوريا ولبنان واجهزة ومعدات حديثة جدا، كما تعالج ابنتي حاليا من مرض الثلاسيميا الصغرى في مركز المجتبى لامراض الدم".
تهديد وقصف
وكونها شاهدة عيان على ما جرى على المدنيين من ابناء شعبها تقول "ام علي" عندما وصلنا التهديد بالقصف اذا لم نخرج من منطقة الضاحية الجنوبية بعد استشهاد السيد حسن نصر الله الذي كانت حادثة قصفه قريبة جدا على مسكننا شعرنا بالخوف من هول القصف من قبل جيش الكيان الاسرائيلي، والتهديد نشاهده عبر فيديو ينشره شخص يدعى "افيخاي ادرعاي" على وسائل التواصل والاعلام يحدد منطقة ستقصف وخلال عشر دقاق تقصف بالفعل خرجنا بسرعة لاننا نعرفهم لا يتوانون عن قصف البشر بمختلف اعمارهم والمباني والحيوانات، وفي جنوب لبنان قصفت المستشفيات والمساجد وفي الضاحية الجنوبية قصفوا ثماني من المدارس، كما قصفوا مناطق سان جورج ولوريس سمعان المسيحية التي يسكنها المدنيين، وقبل ايام استشهدت عائلة في قطاع البقاع الغربي مكونة من (17) شخص بقي منها ابن واحد قام بدفنهم جميعا".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- السياسيون يتبارون بـ"التسريبات".. والحكومة تشكو "الاستهداف"