كاميرات وعدسات وسيارات نقل خارجي يقف خلفها رجال يديرون كل عام ملحمة اعلامية مميزة يربطون فيها الليل بالنهار لينقلوا ما يجري من صور تلاحم رائعة لملايين يقدمون من مساحة تمتد الى اكثر من 500 كيلومترا سيرا على الاقدام من ستة محافظات ليسجلوا اسمائهم في سجل المؤمنين الذين يريدون نيل الشفاعة من ابي الاحرار الحسين عليه السلام، انهم جنود وسائل الاعلام المجهولين.
تغطية مجانية
علي كامل عبد الامير مصور في العتبة العباسية المقدسة يشارك للمرة الثالثة في تغطية مسير الزائرين من المحافظات الجنوبية والوسطى الى كربلاء المقدسة، أكد ان دورهم لا يقتصر على نقل الحدث الى قنواتهم الخاصة بل يمنحون كل القنوات الراغبة بالتغطية النقل المباشر بدون شعار القناة (فيد كلين) مجانا لتعميم الفائدة وتوسيع رقعة خدمة القضية الحسينية، مضيفا ان في شهري محرم وصفر تصل جهود العاملين الى ذروتها وينقسمون الى قسمين، منهم من يذهب الى المحافظات الجنوبية حيث وصل الملاك البالغ عدده عشرة اشخاص بصحبة سيارات النقل الخارجي والسيارات التي تحمل العاملين يوم 27 محرم الى محافظة البصرة، مشيرا الى ان عملهم يبنى على خطة عمل مرسومة من قبل اعلام العتبة العباسية ومركز الكفيل تنفذ على مراحل وتحديد آليات العمل الذي يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً الى الحادية عشرة ثم يعاد البث المباشر من الرابعة عصرا الى السادسة مساءً بالتناوب مع كادر اخر من العتبة العباسية.
العاملين يتكيفون مع جميع الضروف المناخية من حر وبرد وامطار وباجواء ايمانية يشارك بها الصغير والكبير والرجل والمرأة والمريض وصحيح البدن والرضيع والشيخ الطاعن بالسن والعربي والاعجمي، هذا ما اشار اليه عبد الامير مضيفا وهو ما يزيدنا فخرا اننا ننقل الى كل العالم تلك الشعيرة البطولية، منوها الى ان المصور ينظر بعين العدسة الى صور رائعة تجعله يستنبط الابداع والتميز.
اما المصور في مركز الكفيل التابع الى العتبة العباسية المقدسة علي قسور علوان فيشير الى انه يشارك للمرة الاولى في تغطية مسيرة الزائرين من البصرة، مؤكدا ان شعوره لا يوصف وهو ينقل تلك الشعيرة التي يشارك بها الملايين من اهالي البصرة والعرب والاجانب القادمين عبر منافذها الجوية والبرية، مفيدا ان عمله يستمر لساعات طوال لكنه لا يشعر بالتعب او الملل لان الناس تتعاطف معهم وتهتم بدورهم الموازي لمن يشارك في تلك الشعيرة، لاسيما ان الكاميرا تلتقط مواقف بطولية وانسانية ما يزيد العاملين حماساً ومثابرةً، لانهم عاملا رئيساً في نقل تلك الشعيرة الى مختلف دول العالم فهو الفخر والسبب الذي يدخل الرضا الى النفس بالمشاركة في احياء قضية الحسين الانسانية، مشددا الى ان جميع العاملين تركوا موارد رزقهم الثانوية وعائلاتهم من اجل تسجيل اسمائهم بسجل خدمة الحسين بدءا من رأس البيشة الى مدينة كربلاء المقدسة.
معايشة مع المواكب
خمس مواسم استمر بها المصور علاء رزاق من قناة الانوار الثانية بنقل اجمل الصور الى جمهور القناة ليضعهم في صورة المسيرة المليونية، كما ان الملاك الفني البالغ عدده عشرون منتسبا يعملون بهمة الجنود الاوفياء لاداء هذه المهمة المشرفة، ولا يشعرون بكلل او ملل ويستمرون لمدة 25 يوما يتنقلون بين خمس محافظات يتعايشون فيها مع المواكب الحسينية ويأكلون الطعام مع الزوار وينامون في سرادقهم، منوها الى ان المسيرة المليونية يرصد بها المصور التقاطات رائعة تهز الوجدان فيما يبكينا كلام الكثير من الزائرين ومواقفهم الايمانية وهو عامل دعم كبير لنا ينسينا التعب اليومي الكبير.
من جانبه بين ايوب البزوني لوكالة نون الخبرية، الذي يشارك في موسمه الثاني بتغطية مسير المشاية الى كربلاء بأن شعوره لا يوصف، لان رجل واحد وحد امة بل امم بكلمة واحدة هي الاصلاح من اجل الدين والعقيدة والإنسانية، منوها اننا نقف الآن في منطقة الكرمة التي قدمت افواجا من الشهداء منذ زمن حكم الدكتاتور المقبور الى يومنا هذا من اجل المبادئ والحرية وهو ما نادى به الإمام الحسين عليه السلام، لافتا الى ان عملهم يدشن النقل الخارجي من رأس البيشة التي يبدء منها الشروع بالسير بانطلاقة واحدة، وهي ابعد نقطة في البصرة في يوم 27 صفر، من البحر الى النهر وهو شعار ايدته المرجعية لتستمر من مركز المحافظة الى مدن واقضية البصرة عبورا الى المحافظات المجاورة، مستدركا ان الرضا بالنفس لا يقتصر على العاملين فقط بل يتعداه الى عائلاتهم التي تفخر بمشاركة ابنائها في تلك التغطيات لان كل شيء فيها له قيمة.
يتلذذون بالتعب
لقناة كربلاء الفضائية خطة عمل سنوية تتوسع وتتطور في كل عام مع توسع الزيارة المليونية في الزيارة الاربعينية يصفها معد ومقدم البرامج فيها محمد المياحي بأنها خطة شمولية تبدأ من قبل حلول شهر محرم الحرام وتنتهي بعد انتهاء شهر صفر تهيأ المشاهدين لاستقبال مواسم الحزن، وتتضمن برامج تعدها ادارة القناة بالتعاون مع المختصين فيها والملاكات الهندسية والفنية للخروج بتغطية تنقل مفردات الحدث يوما بيوم من كل المواقع.
المياحي اشار خلال حديثه لوكالة نون الخبرية، الى مدة العمل رغم طولها لمدة 25 يوم، تحل الملاكات العاملة في البصرة وباقي المحافظات ضيوفا على اصحاب مواكب والهيئات وبيوت المؤمنين للمبيت وتناول الطعام والشراب، مستدركا انهم يتشرفون باستضافة قناة تحمل اسم كربلاء والحسين (عليه السلام)، عبر علاقات وثيقة بيننا وبينهم، وعلى مسير الزائرين عبر ستة محافظات، كما تمنح الملاكات مبالغ نثرية خاصة من القناة لتغطية النفقات الاخرى لكن اغلبها ترجع الى القناة لان الباذلون في سبيل الحسين لم يتركوا حاجة الا ووفروها.
وعن تغطية الاحداث المستجدة خلال التغطية المرسومة مسبقا اشار المياحي ان البرامج المقررة تعد مفتوحة امام المستجدات لان من يتحكم بها الناقل الميداني ويتم تغطيتها بالاتصال بادارة، مشيرا الى ان فترات البث المباشر تستمر من الساعة السابعة صباحا لغاية الثانية عشرة مساءً، تتضمن برنامجا حواريا واحدا وباقي الفترة تبث تغطيات وتقارير ورسائل اعلامية، وهناك برامج يتم بها النقل بنافذتين من الاستوديو وطريق الزائرين.
موضحا ان الاستراحة للملاك العامل تعد قصيرة لوجود الهمة والجهد المتفاني والعمل بطريقة خلية النحل وروح الفريق الواحد وفي كل عام تجد العاملين كأنهم خدمة مواكب لا يتذمرون ولا يتقاعسون ويربطون الليل بالنهار ويتلذذون بالتعب لتكون مشاركتهم فعالة بحجم طريقة التحدي التي يسطرها السائرون لانهم يرسمون صورا مليئة بالقصص الرائعة.
قاسم الحلفي - البصرة
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟