اعلنت العتبة الحسينية المقدسة عن خططها التي دخلت حيز التنفيذ والمزمع تنفيذها في العام المقبل المتعلقة بمشاريع الاتصالات الحديثة في البلد، كاشفة عن استحصال الموافقات الاصولية والشروع بتنفيذ ثلاث مشاريع استراتيجية منها اثنان تنفذ لاول مرة في العراق هما مشروعا تسجيل الهواتف والانترنت الفضائي وكذلك الاستمرار بتنفيذ المراحل الجديدة من مشروع الكيبل الضوئي.
تسجيل الهواتف
وقال معاون رئيس قسم الاتصالات في العتبة الحسينية المقدسة المهندس "محمـد عباس محمـد" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" لقسم الاتصالات خططا مستقبلية للسنوات الخمسة المقبلة، كما نفكر في تنفيذ مشاريع استراتيجية كبيرة على مستوى العراق، دخل فيها القسم بالشراكة مع شركة "عراق ـ سيل" للمناقصة واستحصال الموافقات لهذه المشاريع التي ستقدم خدماتها لجميع العراقيين، ولدينا ثلاثة مشاريع كبيرة اولها مشروع "تسجيل الهواتف النقالة" الاستراتيجي، كون جميع الهواتف النقالة تدخل الى البلاد بدون تسجيل مع ان كل هاتف في العالم يوجد فيه رقم خاص فريد يسمى "Unique Number"، وهو رقم يشبه رقم السيارة او رقم شاصي السيارة (Car Chassis Number)، وهذا الرقم يحدد الهواتف وحائزيها، وفي جميع دول العالم يسجل هذا الرقم ويسمى ايضا (IMEI) هو المعرف الفريد للجهاز ضمن قاعدة بيانات خاصة، ونحن في العراق نفتقد لهذه الخاصية والبرنامج او المشروع الذي يعطي فوائد كثيرة منها جنبة امنية تخص عد وحصر الاجهزة الرسمية داخل العراق ضمن قاعدة بيانات لدى هيئة الاعلام والاتصالات ضمن رسوم مالية محددة، ومستقبلا قد تفرض ضرائب كما هو الحال في جميع دول العالم ان الهاتف الوارد من دولة اخرى يعمل لمدة معينة مجانا ثم تفرض رسوم على استخدامه، وتسجل باسماء اشخاص محددين وفائدة للمواطنين لانه سيحد من عمليات السرقة للهواتف النقالة وعمليات البيع غير الرسمية"، لاسيما مع "وجود خاصية اتصال الجهاز بشبكة الانترنت دون الحاجة الى شريحة "سيم كارت" ويمكن استغلاله في ارتكاب افعال مخالفة للقانون تهدد امن الناس او خصوصياتهم دون ان يستدل على الفاعل، وهذا المشروع الذي استحصلت موافقات هيئة الاعلام والاتصالات عليه ينجز باشراف قسم الاتصالات وشركة "عراق سيل" كجهة استشارية وشركة منفذة من "ليتوانيا" بالتعاون مع شركة من العاصمة بغداد قامت بتنصيب "السيرفرات" الخاصة بالمشروع وستطلق هذه الخدمة في شهر آذار المقبل".
الانترنت الفضائي
واضاف ان" المشروع الثاني الاستراتيجي هو الانترنت الفضائي " Teleport" وهو مشروع انشاء محطات الانترنت الفضائي كما معمول به في دول العالم، بعد ان وجدت مصادر اخرى للانترنت مثل السلكي، واللاسلكي، والضوئي، وهذا المصدر فضائي يزود عن طريق الاقمار الصناعية، وهذا المشروع فريد من نوعه وينفذ للمرة الاولى في العراق وغير موجود سابقا، وقد استحصلنا الموافقات على انشاء هذه المحطات المختصة بتقديم خدمات الانترنت الفضائي، حيث يعمل حاليا في العراق نظامي اتصالات هما اللاسلكي وهي الابراج التي تزود الخدمة عن طريق اجهزة "المايكرويف" وهي خدمات ذات سرعة غير عالية، وكذلك نظام الكيبل الضوئي، والانترنت الفضائي هو مشروع ثالث خدمة في العراق بهذا المجال، وفي حال توقفت خدمات الانترنت للكيبل الضوئي التي يمكن ان توقف عمل المطارات والمؤسسات الحكومية المهمة، فيكون معها خدمة الانترنت الفضائي الذي لا يتوقف، وستنشأ المحطات في عدد من المحافظات وتزود الخدمة حتى للمناطق النائية التي لا يمكن ان يصلها الكيبل الضوئي او الابراج، وهو نظام يقدم الخدمة في الاحوال الاعتيادية وفي حال انقطاع باقي الشبكات وتوفير الاتصال الفضائي على غرار اتصالات اجهزة "الثريا" سابقا، واستحصلت الموافقات المطلوبة لتنفيذ المشروع من قبل القسم وشركة "عراق سيل".
الكيبل الضوئي
واوضح عباس ان" المشروع الاستراتيجي الثالث هو مشروع (FTTH) الذي يسمى بـ "المشروع الوطني للانترنت"، وتقدمه الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية في وزارة الاتصالات وهي خدمات الانترنت عبر الكيبل الضوئي، ومنذ العام (2021) استحصلت موافقة وزارة الاتصالات على احالة رخصة عمل تنفيذ المشروع وصيانته وتسويقه وانشاء البنى التحتية الخاصة به لايصال خدمة الانترنت الى المنازل في محافظة كربلاء المقدسة حصرا على قسم الاتصالات في العتبة الحسينية المقدسة بالتعاون مع شركة "عراق ـ سيل"، واستمر باعماله الفنية لغاية شهر نيسان من العام الجاري اكمل نسبة (25) بالمئة من المشروع بطاقة استيعابية تقدر بـ (123) الف خط هاتفي للمنازل في محافظة كربلاء وهو عدد غير حقيقي لانه اعتمد على الاعداد المحددة من قبل وزارة التخطيط قبل اجراء التعداد السكاني الذي سيظهر ان عدد المنازل اكثر من ذلك، بسبب نشوء احياء سكنية جديدة نظامية عن طريق توزيع قطع الاراضي على شرائح مختلفة، وبناء المجمعات السكنية، وانشطار البيوت الى اكثر من بيت، واحياء البستنة التي تم تفتيتها وتحولت الى سكنية، واحياء التجاوز، ونقدر عدد المنازل حاليا بثلاثة اضعاف الرقم الحالي، وهذه الخدمة الهاتفية يمكننا زيادة طاقتها الاستيعابية حاليا ومستقبلا، ومنذ شهر ايار الماضي من العام الجاري اعلن رسميا عن افتتاح المشروع في محافظة كربلاء وتسويقه التجاري بحفل رسمي حضرته شخصيات حكومية رفيعة ومسؤولين من العتبة الحسينية المقدسة ووفود وشركات عالمية، وكانت المرحلة الاولى من المشروع المقسم الى اربع مراحل بنسبة (25) بالمئة لكل مرحلة هو ايصال الخطوط الهاتفية الى (22) حي سكني بطاقة (19) الف و(200) خط هاتفي، سوق منها نسبة (50) بالمئة والعمل جاري على تسويق المتبقي منها، وقبل اربعين يوما بوشر بالعمل بالمرحلة الثانية وشملت (15) حيا سكنيا ليرتفع عدد الاحياء المخدومة الى (37) حي سكني وعدد خطوطها (44) الف (250) خط هاتفي، ولدينا اربع مناطق عاملة على نفس النظام الهاتفي ضمن المشروع الحكومي المسمى بالقرض الياباني وهي احياء التحدي والسلام والصمود والاطباء وفيهن (10) الاف خط دخلت للخدمة قبل العام (2021)، وتحولت حاليا على القسم لانجاز عمليات الادامة للشبكة واعادة تأهيل لتنظم للاحياء التي نفذنا فيها المشروع واصبح العدد الكلي للخطوط المسوقة حوالي (52) الف خط هاتفي توزعت على (41) حي سكني، ويبلغ عدد المشتركين في الشبكة حاليا بحدود (13) الف مشترك، كون تلك الخدمة تمتاز بالسرعة العالية جدا، ولا تتأثر بعوامل كما تتأثر غيرها من الانظمة اللاسلكية او الترددية، وبتوجيه المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بأن لا تكون غاية الشركة هي الربح بل تقديم خدمات ذات جودة عالية وباسعار تنافسية مع هامش ربح لدعم للمواطن، لذلك فإن الاسعار فيها مناسبة جدا والاقل بين جميع الشركات، حيث حصلت شركة "عراق ــ سيل" منذ شهر ايار الماضي والى اليوم على المراتب الاولى في العراق وحسب الاحصاءات الرسمية لنسب التنفيذ والتسويق التي تصدر اسبوعيا، من بين (14) شركة متنافسة تقدم خدماتها في (14) محافظة عراقية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- العراق يوقف تصدير النفط إلى سورية بدون إعلان رسمي
- احدث خطوط انتاج في العالم... منظومة تجليد الكتب في دار الوارث هي الاولى من نوعها في العراق
- نصف مليون متسول في العراق.. 90% منهم يحصلون على رواتب الرعاية