- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تأهبية السعي في الاجتذاب للعقيدة
بقلم:حسن كاظم الفتال
لقد أقر ديننا الحنيف الشرائع والسنن التي تشدد بالدعوة إلى صون كرامة الفرد وتبجيلها وتشعره بآدميته الحقيقية التي أرادها له الله سبحانه وتعالى حين كرمه وقال : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) ـ الإسراء /70
ولعل من أبرز المبادئ والأسس والتشريعات التي وضعها الإسلام ,ودعا لتوفيرها للإنسان العدل.
وهو بند من أعظم ما ارتكزت عليه بنود الدستور الإسلامي والعدل مبدأ ينبغي أن نعتمده ونتعاطاه بالتعامل فيما بيننا . وليس الدين الإسلاميُ إلا دستورا حضاريا مناهضا للعصبية والقبلية الجاهلية والتمييز العنصري ولا تدعو تشريعاته وأحكامه إلا للتوادد والتآلف وإرساء دعائم الأمن والأمان والسلم والسلام والتسالم والسعي إلى التضامن وضمان حقوق الإنسان بكل مفاصلها وجزئياتها والدعوة إلى الحسنى وشيوع الخير والعدل والإحسان وأن يتم ذلك بأسلم الطرق وأحسنها وأفضلها .
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ( ـ النحل/ 125
وحث ديننا على التعايش أي العيش المشترك بين الجميع على أساس الحب والود والتآخي والوئام
وشدد على نبذ كل وسيلة أو دعوة تدعو لإنشاء الخلافات أو الخصومات سواءٌ بين المجتمعات أو بين الأفراد الذين ينتهجون الإنحياز إلى عنصر أو فئة أو طبقة أو طائفة دون غيرها ويتخذون من مبدأ المحسوبية والمنسوبية مقياسا للتفاضل في السلوك الشخصي .
بينما أن التعايش المشترك يعني التقاسم بكل معطيات الحياة وأبعادها وإفرازاتها بكامل مفرداتها ومفاصلها وجزئياتها والمنفعة المتبادلة بكل حيادية وتجرد من الأنا والنرجسية . وكذلك التقاسم بالتمتع بالنعم والفضائل والسعي لإشاعة ثقافة صناعة المآثر المناقب وإبرازها لتأخذ مدىً أوسع في خلق بيئة تكسوها الفضيلة والصلاح والفلاح .
ويتم ذلك بإخماد جذوة الصراعات الشخصية وتسوية الخلافات ونبذ التناحرات وعدم الإنحياز إلى بعض الميولات أو التوجهات الفردية أو الشخصية أو التعصب للتفاخر القبلي أو العشائري أو النسبي أو الإنجذاب السحري العفوي إلى تفوق الجانب اٌلإقتصادي لدى بعض الفئات . أو التضامن والإنضمام إلى جانب دون آخر على أسس مصلحية معينة.
إنما ينبغي أن يتم البناء للمثل العليا والقيم والمبادئ السامية وأن يؤسس لثورة إنسانية عقائدية أخلاقية قيمية وخلق بيئة نقية سليمة طاهرة نزيهة . على أن يتحقق ذلك وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية والإنصهار التام والصادق ببودقة التعامل الإنساني الإيماني المعنوي يظهر من خلاله أثر التقوى والإيمان بالله واليوم الآخر مستندا إلى مقتضى قوله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ اَتْقَاكُمْ) وأن يكون المعيار بيان دور الإنسان في بناء الشخصية الإسلامية التقوية .
لذا جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وآله أنه قال : يقول الله تعالى يوم القيامة أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه و رفعتم أنسابكم فاليوم أرفع نسبي وأضع أنسابكم أين المتقون (إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
لذا يقول الإمام علي الهادي صلوات الله عليه: إِتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا زَيْنًا وَلا تَكُونُوا شَيْنًا، جُرُّوا إِلَيْنا كُلَّ مَوَدَّة وَادْفَعُوا عَنّا كُلَّ قَبيح، فَإِنَّهُ ما قيلَ فينا مِنْ حَسَن فَنَحْنُ أَهْلُهُ وَما قيلَ فينا مِنْ سُوء فَما نَحْنُ كَذلِكَ
وهذا ما يلزمنا لأن نسعى للجذب نحو العقيدة التي نعتقدها بعد بيان أصحيتها وأحقيتها وتعريف الآخرين عليها .
أقرأ ايضاً
- فن الترميش الشهري.. العملة الأمريكية السعيدة الذكر
- الأمير السعيد وحكاية العكيلي
- العمامة الشهيدة نصراً للعقيدة والوطن