- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كفى إقصاء..امنحوا السعيد وغيره الضمانات
يحاول كثيرون من كلا طرفي الصراع – المعارضة والمولاة- للدفع نحو تعقيد أجواء الانتخابات الخاصة بالاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وعدم إقامتها بشتى الطرق إلا أن كان إقامتها يضمن لهم الفوز بالكرسي ,لذا ففي الوقت الذي يرغب فيه الشارع الرياضي أن تنتهي مرحلة مرة وصفحة سواء من عمل الاتحاد الكروي العراقي ترى أن التشرذم في الترشيح والاصطفافات والمؤامرات بانت ولاحت من قبل جميع الجهات لإقصاء هذا أو تدمير ذاك بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية والفكر الرياضي , حتى بتنا لا نرى بالحلول المطروحة كمرشحين إلا نماذج من عقول وفلسفة مستنسخة وهجينة تريد أن تحصل على ما تريد حتى لو كلف ذلك الحصول تدمير كل شيء هي ذاتها فلسفة البعث وصدام وقادته ممن كانوا يريدون ولا يرغبون بسماء صوت غير صوتهم ,(ومع الأسف )هي ذاتها الفلسفة التي تتحكم بعقول كل من تصدى لانتخابات الاتحاد اليوم ,يريد البعض أن يعيدنا للمربع الأول حيث المهاترات والتصريحات وتعميق روح التفرقة والاتهامات المتبادلة بيافطة كبيرة هي (الوطنية) فيتهم بعضهم البعض الآخر بالخيانة الوطنية وهي ثقافة من المفترض أن نكون قد تجاوزناها منذ أن اكتشفنا بان لا فضل لأحد على احد بالوطنية لأنها شعور فطرة مكتسب وليست مناديل للاستعمال مرة واحدة .
إن ما ذكرته بعض وسائل الإعلام عن استبعاد حسين سعيد عن الترشيح لرئاسة الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم لشموله بقانون المساءلة والعدالة أمر في غاية الغرابة والذي لابد أن يتم تلافيه قبل أن يتحول لسبب ومبرر ل(لفيفا) لعدم إجراء الانتخابات في بلد يرهب مرشحيه ويغتالهم مبكرا انتخابيا ,إن قرار المساءلة والعدالة إن صحت هذه الأنباء فانه يثير ألف سؤال عن فحواه وتوقيته وهدفه ,لان حسين سعيد لاعبا كرويا صفق له الملايين وكان بالأمس لاعبا وفيا لمعشوقته الساحرة ولبلده وله تاريخ مشرف مع كرة القدم لاعبا أو إداريا ولا يمكن إقصاءه بهذه الطريقة الغريبة لان أبناء الوطن ممن قدموا أفضل مالديهم لإسعاد مواطنيهم لا يمكن مجازاتهم بهذه الطريقة ,نعم هو اخطأ وأساء وتكبر واستخدم سلطة الخارج لإذلال الداخل إلا أنه كان في كل ذلك يتحرك في أطار الرياضة ولم يتحول لكاتب تقارير سوداء أو قاتل أو إرهابي يحق اجتثاثه أو محاكمته, بل ترك الأمر لصندوق الانتخابات لمكافئة كل مجتهد ومعاقبة كل مسيء .
أين كان قرار هيئة المساءلة والعدالة ممن تم اجتثاثهم في الانتخابات النيابية الأخيرة وتم إعادتهم بمناصب مهمة وفق التوافق السياسي المقيت في العراق ؟!!,هل حسين سعيد أكثر جرما وإرهابا وبعثية ممن تم الصفح عنهم طيلة السنوات الأخيرة وأعيدوا لوظائفهم ؟؟!!!لا بل الآن هم من يقودون الوزارات ودوائر الدولة ,أي درجة بعثية كان يحملها حسين سعيد كي يتم اجتثاثه !!؟هل لكونه كان مقربا من نجل الرئيس الملعون ؟؟!!فان كان حسين سعيد لا يكون مقربا بكل ما كان يملكه من وهج كروي فمن يقربه برايكم عدي الملعون له؟!!هل يقرب (جليلة أم الجبن ) مثلا !!!.
إن سياسيون كثر لا بل نواب حتى بعضهم لهم ماض مجيد في حزب البعث وآخرون متورطون بدماء العراقيين لهم مالهم الآن من (شنة )و(رنة) و يملئون الفضائيات بصراخهم الوطني ,لم يتم استبعادهم لا اجتثاثا ولا سياسيا ولا قضائيا وذلك لأنهم يملكون حصانة التوافق السياسي !!,ولان حسين سعيد لا يمتلك هذه الحصانة يتم تصفيته بهذه الطريقة التي حتما سنعذره غدا إن تحول إلى طائفي أو مضاد للتغيير لان التغيير بكل ما فيه أدار ظهره له وحاول تصفيته بشتى الطرق ,وهذه ليست من أسس بناء العراق الجديد الذي نسعى له عراق المحبة والتسامح والحقوق .
أننا لا نريد هنا أن ندافع عن حسين سعيد لان لديه ما يملك من(بوقجية) وأبواق ومداحون يستطيعون بخطاباتهم الضحلة التي تعودنا عليها الدفاع عنه إلا أننا نكره الظلم والمزاجية في العقاب والثواب , ونريد للانتخابات أن تمضي بانسيابية عالية وان يحفظ لكل المرشحين حقهم في الترشيح وان تقدم لهم الضمانات الكافية في الحضور والمشاركة لان جميع المرشحون هم أبناء وطن نختلف معهم إلا أننا نحفظ لهم شرف المنافسة الشرعية والحقيقة لاننا دعاة ديمقراطية جديدة ,لذا امنحوا حسين سعيد الضمانات الكافية للحضور والمشاركة دون أي إقصاء وملاحقات لا مبرر لها سوى الدوافع الشخصية والكراهية , وحتما إن الصندوق حينها سيكون هو الفيصل .
نتمنى على مثيري الشغب والبلبلة أن يهدؤوا قليلا ويتركوا للكرويين حقهم في بناء بيتهم الكروي بما يرونه مناسبا دون أي تدخلات سياسية أو طائفية لا طائل منها غير الخراب ,حسين سعيد أو رعد حمودي أو ناجح حمود او احمد راضي وغيرهم كلهم رموز كروية قدمت ما قدمت لرياضة العراق رغم كل الأخطاء التي رافقت مسيرتهم إلا أن الوقوع بالخطأ هو الطريق لمعرفة الصواب مستقبلا ,لذا لابد أن نمنحهم حق المنافسة بالتساوي دون تفضيل او أي تدخلات من خارج البيت الكروي .