- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حقيقةُ المِنِّيِّةِ التَّكوينيَّة .. بين محمّد والحُسين - أصلاً وفرعا -
بقلم: اعتدال موسى ذكرالله
حينما قال رسول الله محمد - ص -:
( حُسَينٌ منِّي وأنا من حُسين )
وهي المقولة المُؤكَّدة صِدقاً وتصديقاً ؛ والتي لا مجالَ للشَّكِ فيها أو التَّشكيك .. فإنَّها الدِلالةُ الأقوىٰ والإشارةُ الأثبت إلى أنَّ - المِنِّيَّة التَّكوينيَّة - بين ( مُحمَّد والحُسين ) - تكامُليَّة ترادفيَّة - وأنَّ كلاَّ منهما مُكمِّلاً للآخر ورِدفاً له ؛ وإن اختلفتِ المهامُّ التكليفيَّةُ بينهما في الأصل .
وهنا تتضحُ الآيدولوجيَّةُ الدَّيموميَّةُ بين رسالة مُحمَّد ؛ وإمامة الحُسين وأنَّ لا سبيلَ للفصلِ بينهما .
ومن المعلومِ في الأصلِ أنَّ حُسيناً من مُحمَّد ! ومن الأساس في التَّفكيرِ كيف لمحمَّد أن يكونَ من حُسينٍ !! إن لم تكن المِنِّيَّة المُؤكَّدة من قائلها في الأصل !
ومِنِّيَّةُ الحُسينِ جاءت بدئِيَّةً من مِنِّيَّة محمّد كدلالة معلومة أنَّ الفرعَ من الأصل ..
ومما يدعو للتساؤل أن بقاء الأصل يستند على بقاء الفرع وألاَّ ما لزوميَّة أن يتبعها قائلها بمنِّيِّتِه ( الفرع ) .
فالحقيقةُ الوجوديّةُ التّكوينيّةُ بين الأصل والفرع بائنةً مُستبانة ظاهرُها اليقينُ الصَّادقُ في النُّبوَّة ؛ وباطنها الاعتقادُ الجازِمُ في الإمامة .
وهنا تبدو واضحِةً ديمومةُ ذِكرِ الحُسَين مع تعاقب الدُّهور ؛ وتتالي العُصُورُ ؛ وتجدُّدُ عاشورائه عاماً إثر عام .
لإنَّ المِنِّيَّة المُحمَّدِيّة دائمة مُستمرة باقية ببقاء الوحدانيَّة للواحدِ الأوحد المُقترِنة فيها من الأصل .
وتظلُّ أسبقيَّةُ المِنِّيَّة الحُسينيّة في المقولةِ الخالدة والتي هي في الأساسِ وحيٌ يُوحى وما هي بأحديثِ هوىٰ ! إشارة ضوئيَّة لا تزال تبرُقُ وهْجاً في طريقِ العابثين في أحقِّيتها واستحقاقها صدقاً وتصديقا !
وإنَّهُ من اليقينيَّات العَين ؛ والمُسلَّم فيها أنَّهُ متى ما ذُكِرَ المتبُوعُ حريَّاً بالتَّابِع أن يحضُر في أدقِّ تقاسيم التَّكامُليَّة التَّكوينيَّة وإن اختلفت التكاليف الفرضيَّة .
ومن هذه المِنِّيِّة الخُصوصيَّة تتكاملُ صورةُ الحقيقةِ الإيمانيَّة اليقينيَّة مع كلِّ عاشور ويظلُّ ذكرُ الحُسين المُحمَّدِيِّ الفرع أصلاً ثابتاً لا تُزعزعُهُ الأهواءُ كيفما وأينما كانت أو تكون !
ويظلُّ الإمتدادُ بينهما قائماً ما قامَ ذِكرُ احدهما لإنَّهُما في الأصلِ من بعضَيهُما !
وتتعاقبُ الدُّهورُ ؛ وتتالي العُصُورُ ؛ وتذهبُ أقوامٌ ويأتي آخرون ... وعاشُوراءُ باقيةً في يومِها وإمامها ؛ وفي رسالتها ومُصابِها . في يقينيَّاتِها ؛ وحقيقتها ؛ وفي إصرها وإصرارها .. وثباتُها أصلٌ وإن أصَّلها الفرعُ .
فالسَّلامُ على مَن أصَّـلَ الفرعَ ؛ وطَّيَّبَ الذِّكرَ ؛ وثبَّتَ الحقَّ ؛ ونطقَ الصِّدقَ ؛ وأسَّسَ البقاء.
والسَّـلامُ على من ضحَّى بنفسِه جاهداً مُجتهداً مُجاهداً لكي يبقى الأصلُ ؛ ويدومُ الذّكرُ ؛ ويتُمُّ الفرضُ حقَّاً وإحقاقا .
والسَّلامُ على التَّابعينَ لهما ؛ العارفينَ فيهما ؛ السالكينَ سبيلهما ؛ ما بقى الحقُّ وجوداً سرمديَّا خالدا أخلدا .
وعلى الرِّسالةِ المُحمَّديَّةِ ؛ والنَّهضة الحُسينيّة وما بينهما من ثوابتِ حقٍّ مشتركةٍ سلاما .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً