- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التربية والتعليم في سطور... الامتحان الالكتروني انموذج
بقلم: د بلال الخليفة
ان العراق يشهد تراجع كبير في مستوى التعليم وارتفاع كبير في مستوى الشهادات، لعل القارئ يتفاجأ من كلمتي هذه لكن بعد التفكير والتدقيق نلاحظ ان المستوى العلمي يشهد تراجع كبير جدا فنرى ان الطبيب او المهندس دون المستوى المطلوب وبشكل كبير لكن بالمقابل نلاحظ ان عدد الشهادات الأولية والعليا في تزايد مطرد وبشكل فضيع دون ان نلاحظ تأثير إيجابي في المجتمع او في الصناعة او أي جانب اخر.
مستوى التعليم انخفض كثيرا عن المستوى الذي شغلة في السبعينات حينما كان يصنف أفضل من الدول الإسكندنافية، تأسس النظام التربوي والتعليم في عام 1921 بعد ان كانت المدارس في العراق تعد بعدد أصابع اليد الواحدة، في عام 1900 اتسع عدد المدارس الرشدية الى خمس مدارس ثم الى 19 مدرسة في بغداد عام 1905 وفي الموصل (14) مدرسة وفي البصرة الى (7) مدارس.
اما في العهد الملكي، وبعد تأسيس وزارة المعارف، ازداد عدد المدارس وتحسنت نوعياتها لكن لم يصل الى المستوى المطلوب بسبب ان العوائد المالية للدولة في العهد الملكي لم تكن جيدة وان مردودها المالي كان من بيع الحبوب (الحنطة والشعير والرز).
اما في العهد الجمهوري الأول أي في عهد عبدالكريم قاسم، ازداد عدد المدارس نتيجة معاهدة مناصفة الإنتاج لشركة نفط العراق، وكذلك ازدياد انتاجها النفطي واعتماد العراق على ذلك المردود المالي الكبير.
لكن الملاحظة الأهم ان اول عملية عبور للطلبة سجلها تاريخ العراق الحديث هو سنة 1958 أي سنة الانقلاب العسكري واعتبرت السنة عدم رسوب وهي الانتكاسة الأولى التي سجلت في تاريخ التربية والتعليم العراقية.
بعد مجيء الجمهورية الثانية وهي جمهورية العوارف وبعدها الثالثة وهي جمهورية البعث الصدامي، شهدت بدايتها تطور ملحوظ نتيجة تاميم النفط وارتفاع كمية النتفط المصدر الى 3.5 مليون برميل عام 1979 لكن مجيء صدام ونشوب حرب الخليج الثانية كانت انتكاسة كبيرة للتعليم فقد تم الاتي:
1 - تقليل التخصيصات المالية لوزارة التربية نتيجة الحرب
2 – تفضيل البعثيين واولادهم في المدارس الجيدة والبعثات والزمالات
3 – إعطاء درجات تفضيلية للرفاق الحزبيين ومن يحملون الانواط والشارات
اما في الحقبة الأخيرة لحزب البعث وهي التسعينيات، فقد كانت الكارثية، نتيجة تدني مستوى الراتب للمعلم الذي دفعه لترك التعليم او الرشوة او عدم العمل بإخلاص وكذلك ترك المدارس لان المستقبل الدراسي لا يستحق أي عناء لان راتب الموظف اقل من سعر طبقة البيض.
الحقبة الجديدة
أي ما بعد عام 2003، وهي فترة تتسم بعدد من السمات منها الانفلات الأمني وتدخل الأحزاب والشخصيات بادنى شيء، ومن تجربة شخصية لي ان شخصيات وأحزاب ومسؤولين يتصلوا لاجل تسهيل الأسئلة او نجاح فلان او فلان.
بصورة عامة تتصف الفترة الحالية بالصفات الاتية
1 – تدخل الأحزاب بشكل كبير في الشاردة والواردة في الكليات والمدارس
2 – ظهور الكليات والمدارس الاهلية التي تمنح الشهادات بدرجات عالية وبدون علم.
3 – ان الكليات والمدارس الاهلية تمتلك حصانة عسكرية وسياسية وقانونية لانها ملك للأحزاب النافذة في الحكومة.
4 – كثرة قرارات العبور
5 – كثرة قرارات إعادة المرقنين
6 – تدخل الأحزاب في إدارات المدارس والمشرفين التربويون
7 – المحاصصة الحزبية التي نالت من وزارة التربية والتعليم والتي جعلتها بقرة حلوب للحزب الذي تكون من حصته ونتيجة ذلك نرى ان الوزارة تطبع المناهج في مطابع بأسعار قد تصل لعشر اضعاف سعر المطابع المحلية.
8 – تمرد الطلبة على الأساتذة لان الكثير منهم قد تحزب باحزاب قوية ويصل الامر الى تهديد الطالب لاستاذه بالحزب الذي ينتمي له.
9 – الكثير من الاساتذه هم منتمون لاحزاب ذات سطوة على الوزارة وهم يتغيبون ولا يلتزمون ورغم ذلك تقف الإدارة او الطلبة عاجزين من الكلام معه خوفا من الحزب الذي ينتمي الية.
10 – كثرة الشهادات التي حصل عليها المعلمين والمدرسين دون وجود اثر على المستوى العلمي للطلاب، وهذه النقطة يجب الوقوف عليها، وهي ان المدرسة اذا كانت تحتاج الى عشرون معلم من شهادة البكالوريوس، فان حصلوا على الماجستير او الدكتوراه، فأنها تحتاج الى أربعون او اكثر لان حامل الشهادة ، ساعات العمل له اقل أسبوعيا من صاحب البكالوريوس، وكذلك ان رواتب المعلمين سيكون الضعف، وبالتالي ان احد المشاكل التي تعاني منها قطاع التربية والتعليم هو كثر الشهادات الذي يرهق الموازنة ويحتاج الى كادر اكبر ولا يوجد لة تأثير ولو بسيط على المستوى العلمي.
الخلاصة
بالأمس توجد وكالة انباء مجهولة المصدر ومن قبلها احداث تشرين التي غلقت المدارس وحرمت أبنائنا من التعليم، دعت هذه الوكالة الى التظاهر برفض الامتحان الحضوري بحجة كورونا، ونقول الاتي:
1 – ان الأطفال هم وحسب راي الخبراء المتخصصين في مجال الأوبئة، هم خارج الخطر من جائحة كورونا ولا خطر عليهم.
2 – بالنسبة للطلبة في الكليات، فمن الممكن ان يتم تلقيحهم في الكليات من لجان تابعة لوزارة الصحة
3 – الزام دخول الطلبة للامتحان هو بجلب كارت اللقاح وبذلك ضربنا عصفورين بحجر واحد وهو زيادة الملقحين وضمنا جودة افضل للتعليم بالامتحان الحضوري.
4 – ان الدعوة هي للتظاهر وسوف يتجمعون وهو مخالف للتعليمات التي تخص الجائحة لانها لا تضمن التباعد
5 – عدم وجود رخصة قانونية في التظاهرـ بل دعوة للتظاهر من جهه غير معروفة
6 – عدم وضوح الجهه التي تقف خلف التظاهر، يجعلنا نشك بالنوايا التي يبتغون من التظاهر
النتيجة
ان كان للجهه المنظمة والحريصة على التربية والتعليم حقا حرص على هذا القطاع لكانت دعوتها للامتحان الحضوري الذي يرفع من مستوى التعليم لا انهيارة وتراجعة.
أقرأ ايضاً
- التربية تفرض رسوما اعتباطية
- ملاحظات نقدية على الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031
- ملاحظات نقدية على الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031