
يحرص الكثير من المسلمين على احياء ليالي القدر المباركة عند ضريحي ابي عبد الله الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) لما في مراقدهم الشريفة من نفحات ايمانية وبركات رحمانية ولمسات روحانية، وجمع غفير من الناس يصلون ويقرأون الادعية ويبتغون وجه الله حتى مطلع الفجر، ومنهم من جاء من دول اخرى.
مكان وزمان
وقال مدير مكتب المرجع مكارم الشيرازي الشيخ "مهدي رستم الحيدري" في تصريح لوكالة نون الخبرية انه" من المعروف للمستفيدين من الموروث الديني لدينا ان الله اختار بعض الامكنة وميزها على غيرها وجعل لها خصوصية، وفي نفس الوقت اختار اوقات معينة وجعلها مباركة يتضاعف بها أثر الاعمال ويزداد بها الثواب، ولا شك ان هذا الحرم الشريف من افضل هذه الامكنة لانه احتوى الجسد الشريف للامام الحسين (عليه السلام) وهو ازكى النفوس واشرفها، وهذه الليلة هي ليلة مباركة وفي نفس الوقت تحقق فيها القربان الاكبر الى الله سبحانه وتعالى وهو أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، بتضحيته بنفسه في هذه الليلة، وكما هو معروف من الموروث الديني ان هذه الليلة يتضاعف فيها الاجر والثواب، وجميع الاعمال التي تصدر من المكلف يتقبلها الله بقبول حسن، ونحن موعودون بأن ليالي القدر يتحقق بها العتق من النار، وتسجيل وفد الحج، وتوزع بها الارزاق، وتقبل فيها الاعمال، وكثير من العطايا الالهية تتحقق، لذلك نحن نأتي الى حرم الحسين (عليه السلام) ونحيي اعمال ليلة القدر ونأمل ان نكون من المشمولين بها".
كرامات ونفحات
واضاف ان" هذه الليلة فيها من الكرامات الشيء الكثير، وكنت في العام الماضي اعاني من ألم شديد جدا في "الركبة"، وقد تفضل علي الله ان احيي تلك الليلة في مكان داخل الحرم المقدس لمدة خمس ساعات من العبادة المتواصلة وانهيت الاعمال العبادية بقراءة الادعية والصلاة لمئة ركعة وغيرها من الصلوات بشكل كامل رغم الزخم البشري وتلاشى الألم، وهو امر فيه دلالات ومعنى نعتز به جدا، وهو رحمة وكرامة من الامام الحسين (عليه السلام) ونحن متعودون على عطاياهم، وفي تصوري وعقيدتي ان الله سبحانه وتعالى بحكمته وتخطيطه مع ملاحظة ان اهل البيت في الاصل هم من الحجاز، وأمير المؤمنين عندما نقل الخلافة من المدينة المنورة الى الكوفة كان محل خلاف كبير، واغلب ائمتنا الاطهار جاؤوا ليعيشوا في العراق، وعملوا على العراقيين باعتبار العراق بوابة، ولو نظرنا للأمر من انفسنا لوجدنا ان تلك المراقد المقدسة هي محطات للتزود بالطاقة الروحية وديمومة العمل والاستمرار بالقوة، لذلك ترى الشباب عندما يزوروا هذه الامكنة هي غايتهم في التزود من تلك الامور الروحانية".
من افريقيا
ومن تنزانيا الدولة الافريقية يؤكد الشيخ " حسن جورج حسن" الذي يدرس في معهد وارث الانبياء لوكالة نون الخبرية انه" جاء الى العراق منذ سنتين للدراسة"، مشيرا الى ان رمضان في تنزانيا الافريقية يختلف ببعض الامور عن العراق، حيث نجتمع هناك في المساجد او امكنة مختلفة، ونظل لحين حلول وقت الافطار فنفطر بشكل جماعي ونصلي ونقرأ دعائي "الافتتاح" و"ابو حمزة الثمالي"، ونؤدي بعض العبادات في شهر رمضان، وهنا في العراق تختلف الاجواء قليلا، وانا لم ازر العراق سابقا وكنت دائما ادعو الله ان يرزقنا زيارة الامام الحسين (عليه السلام)، او زيارة العاشر من المحرم، او الاربعينية، وكنا ندعوا الله ان يسهل مجيئنا الى هذه الارض الطاهرة التي قتل فيها ابي عبد الحسين (عليه السلام)، وعند وصولي الى العراق ووقع نظري على القبة الشريفة صارت في جسدي قشعريرة ونزلت دموعي، ولم اصدق اني اقف عند المكان الذي دفن به سيد الشهداء واولاده واصحابه، وفي هذا المكان كثير من الامور الروحانية والايمانية، وهذه هي السنة الثانية التي احيي بها ليالي القدر عند ضريح ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وهناك فارق شاسع بين احيائها في بلدي وهنا في كربلاء واصبحت في واقع حال بعد ان كنت اتخيل المشهد، وكنت ادرس في الكتب عن قبر الحسين ونهر الفرات ولكن لم نكن نعرف اين الفرات، وعندما جئنا الى كربلاء اكتملت الصورة عندنا مع الاحداث التي قرأناها عن معركة الطف الاليمة، واقوم يوميا بتصوير الحرم المطهر والصحن الشريف وارسله الى اهلي واقاربي واصدقائي، ويكلفوني السلام على ابي عبد الله والدعاء والزيارة، واجد في الحرم الشريف مسلمين من كل حدب واصوب وهو مصداق قوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" ونحن مسلمون يجمعنا الحسين (عليه السلام)، وكنت سببا في مجيئ عدد من التنزانيين للدراسة هنا".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية المقدسة تهدي الرادود باسم الكربلائي منبراً من صناعة كوادرها الفنية (فيديو)
- طقس العراق.. أجواء صحوة وارتفاع في درجات الحرارة
- بالصور:جاؤوا من محافظات عدة.. مؤمنون يخدمون الزائرين وآخرون يحييون ليلة القدر في كربلاء