تحث العتبة الحسينية المقدسة الخطى في ملفات علاج المرضى بشكل متسارع يتناغم مع الثورة العلمية السريعة في العالم، واحدث ما ادخلته هيئة الصحة والتعليم الطبي في مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ هو تقنية تجميد الاورام العنيدة دخلت حديثا للدول المتطورة وبعض المراكز الاقليمية لعلاج الاورام التي لا يمكن القضاء عليها بمختلف الطرق المعروفة، فيما تعمل بجد لفتح الدراسة على زمالات طبية بهذا التخصص لرفد مستشفيات العتبة المقدسة والمؤسسات الاخرى.
وقال مدير المركز الدكتور غزوان الطائي في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" ملف تجميد الاورام بدأ العمل به في شهر آب من العام الماضي (2023)، وعلميا مبدأ تجميد الاورام هو يتعلق ببعض الاورام التي لا يمكن علاجها عن طريق القسطرة عبر غلق الشريان المغذي للورم، او بعملية الاستئصال الجراحي، او من خلال قتل الورم بالموجات الراديوية، حيث ان هذه الاورام المستعصية او الاورام العنيدة تعود للظهور مرة اخرى بعد استئصالها بعملية جراحية او حتى بأكثر من عملية جراحية، وقد توفرت تقنية حديثة في العالم اكدت ان التخلص من هذه الاورام العنيدة يتم عبر تجميد الاورام باستخدام "الكرات الثلجية" التي تحتوي على مادتي الهيليوم والآركون وبعد تفاعل هاتين المادتين داخل الكرة الثلجية التي تصبح محيطة بالورم وتساهم عملية التجميد بقتلها وتحللها، وتقضي عليه".
واضاف الطائي ان" عملية تجميد الاورام تعتبر من التقنيات الحديثة في العالم، وتستعمل حاليا في بعض الدول المتطورة وتستخدم بشكل محدود اقليميا في المراكز التي تقدم خدمات علاج الاورام، ومنذ التخطيط لافتتاح مركز الحياة في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام قررت العتبة الحسينية المقدسة توفير احدث تقنيات العلاج التي لا توجد في مؤسسات اخرى في العراق والمنطقة، بعد ان تعودت على ان تكون خدماتها رائدة وسباقة دائما في تقديم افضل الخدمات الطبية"، مشيرا الى ان "الحالات المرضية التي تستخدم فيها عملية تجميد الاورام لا تعتبر كثيرة بل محدودة، ورغم ذلك وفرت العتبة الحسينية تلك التقنيات الحديثة التي انفقت عليها مبالغ طائلة لعلاج المرضى، وقد عالج المركز (4) مرضى وخرجوا متعافين وشمل بعضهم بمبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) وعولجوا مجانا وآخرين اعمارهم دون سن (15) سنة وكان علاجهم مجانا ايضا، ولدينا قائمة لـ(4) مرضى اخرين سيتعالجون بنفس التقنية، وتكاليف هذه العمليات باهظة حيث يستخدم العلاج بطريقة "المسبار"، والمقصود بها الابرة التي يتم ادخالها على الورم لتخرج منها الكرة الثلجية، وهناك اورام تأخذ مساحة طويلة تحتاج الى اربع ابر "مسبار" او ثمانية، وتبلغ كلفة الابرة الواحدة (8) ملايين دينار عراقي، لذلك تتراوح كلف المسبار بين (40 ــ 68) مليون دينار، اضافة الى النفقات الاخرى التي تجعل تكاليف العمليات تصل الى (70 ــ 80) مليون دينار".
واوضح ان" هناك حالات مرضية لاطفال اجريت لهم اكثر من عملية في مؤسسات طبية اخرى ومنها لطفل عنده حالة تليف على طول احد الاعصاب واجريت له ثلاث عمليات ولم ينته التليف وحين عرض على مركزنا تمكن احد اطبائنا من تشخيص المرض واجراء عملية تجميد الورم له خلال ساعتين وشفي تماما، وقد استقدمنا طبيب اردني ماهر ومتخصص بهذه الحالات ويمتلك زمالتين بعلاج الاورام حصل عليهما من جامعات بريطانيا عريقة، ويعمل في مركز الملك حسين المتخصص بعلاج الاورام في الاردن، ومركزنا حاليا بصدد فتح الدراسة على زمالتين طبيتين ضمن الاطر التعليمية والقانونية في العراق الاولى وبالتنسيق مع المجلس العربي للاختصاصات الطبية ستكون الاولى بتخصص الاعلاج بالاشعة التداخلية في مركز الحياة، والثانية ستتخصص بقسطرة الدماغ وسيتدرب الراغبون بالحصول على الزمالة باشراف اطبائنا العاملين في المركز من العراقيين والعرب، والغرض منها توفير الملاكات الطبية الماهرة لمؤسسات هيئة الصحة والتعليم الطبي وباقي المؤسسات الحكومية والاهلية لتسد الحاجة، ونعمل على وضع خطط محكمة لاكمال المشروع وتنفيذه حيث سيحصل الدارس على شهادة الزمالة خلال (18 ــ 24) شهرا بعد توفير كل متطلبات الدراسة من موارد بشرية او بنى تحتية او اجهزة ومعدات".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- شملت الاطفال والنساء : وفد العتبة الحسينية في سوريا يوزع وجبة ثانية من الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية
- شملت الاطفال والنساء : وفد العتبة الحسينية في سوريا يوزع وجبة ثانية من الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية
- لـ"تطوير المهارات".. إيفاد أعضاء مجلس بغداد إلى وجهات سياحية عالمية