بقلم: محمد حمدي
أعلنت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، عن إبرام مذكّرة تعاون رياضي مشترك بين العراق وإيران، وبحسب بيان رسمي للجنة الأولمبية، فإن رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي عاد من العاصمة الإيرانية طهران، يرافقه وفد أولمبي عراقي يضمّ الأمينين العام والمالي وإثني عشر رئيس اتحاد رياضي مركزي اشتركوا جميعاً مع نظرائهم من إيران على صياغة هذا البروتوكول أو الاتفاقية التي ستعود بالنفع على شباب البلدين ورياضة الإنجاز تحديداً بحُكم تطوّر الجارة إيران بألعاب متنوّعة وامتلاكها منشآت رياضية كبيرة معروفة آسيوياً.
من دون أدنى شكّ، فإن الاتفاقيّات المفعّلة لها مردودات كبيرة جداً في تطوّر مختلف الألعاب وشحنها إيجابياً، بانتظار ثمارها الفعليّة على الأرض، وأوّل مبادرة حقيقيّة لتجسيدها، والعمل بها لتأخذ بعد ذلك نمطاً وزمناً محدّداً كأن يكون أسبوع العمل الرياضي المشترك وغيرها من الفعّاليات بأولوّيات مهمّة وتسهيلات أكثر أهمية، وأكثر ما نخشاه أن تكون كسابقاتها سواء الموقّعة من وزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الأولمبية.
ولنا تاريخ طويل مُفعم بالأمثلة على البروتوكولات سواء مع إيران أو تركيا والكويت والسعودية والبحرين وتونس ومصر والأردن ولبنان وأذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان وغيرها من الدول، ومنها ما وقِّع عام 2012 في زمن الوزير جاسم محمد جعفر أو في زمن الوزير عبدالحسين عبطان بعد عام 2014 وصولاً الى الوزير درجال، بل إن بعضها جرَتْ بمعيّة وزراء ورؤساء وزراء وقيادات الرياضة والشباب كأوّل فقرات التعاون المشترك، ومع ذلك مُنعتْ وفودنا الرياضية من دخول مصر وتونس وبعض دول الخليج ووُضِعتْ أمام مشاركاتها العراقيل بإقامة أي نشاط خلافاً لفحوى ومضمون الاتفاقيّات والبروتوكولات.
قد يتصوّر البعض أنني بهذا الطرح أريد أن أقلّل من شأن أية اتفاقيّة جديدة أو أشكّك فرضاً بأهميّتها وهو كلام لا ينطوي على منطق، ولكن جلّ ما نرجوه أن تكون لنا تجربة حاضرة نستنير بها ولا تكون هذه الاتفاقيّات شكليّة على الورق فقط وخارجة من أي مضمون وللنظر مثلاً الى مثيلاتها بين الدول الأخرى وأية عهود ومواثيق تنطبق عليها مع جداول زمنية وعناية فائقة بكل ما يتعلّق بها وتصديقها أصوليّاً لتكون حاضرة ومهمّة جداً على مقياس التخطيط المستقبلي للرياضيين كأفراد وفرق ومجموعات أيضاً بين البلدين بذات الآلية من دون استثناء.
على سبيل المثال لا التحديد، أن يعيّن كلّ اتحاد جدول الإعداد الخاصّ به للمنتخبات الوطنية بمختلف الفئات العمرية أو أسبوع التواصل الرياضي الذي يقام لدينا أو في البلد الذي تمّ الاتفاق معه بصورة متناصفة وبأولويات تحترم ما تنصّ عليه بنود الاتفاقيّات المشتركة بمختلف المجالات التدريبيّة والفنيّة والطبيّة والإداريّة أيضاً إن لزم الأمر، ولا نبقى أسيري الاجتهاد المفاجيء الذي يحين موعده بعلم الاتحاد فقط واجتهاد مُريديه أين ومتى يقام المعسكر.
لقد مررنا بتجارب مريرة جداً في هذا الجانب المُظلِم وعانت فرقنا ما عانت من سوء التخطيط والاجتهادات غير المدروسة إطلاقاً، واضطررنا لدفع مبالغ مضاعفة من أجل معسكر بائس في مصر أو مباريات وديّة ولقاءات أكثر بؤساً أقيمت في تركيا بشقّ الأنفس، ولم تحقّق أية فائدة لفرقنا برمّتها وبمختلف الألعاب بلا استثناء، وصولاً الى فقدان الثقة من مجرّد توقيع اتفاقية قد تتبدّل بمجرّد تغيير رئيس المؤسسة أو الاتحاد أو أي شخص مؤثّر آخر.
وأخيراً أودُّ أن أشير الى اللّهاث خلف الدول المتقدّمة جداً في ميادين رياضيّة معيّنة بغية الوصول الى أكاديميّات أندية كبرى مثل برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ وغيرها، وقد سمعنا ورأينا توافد مسؤولين الى هناك من دون جدوى حقيقيّة، وكأننا نبحث عن السُمعة أكثر من الفائدة، ولا نقول أو نذكر سوى أن نختار الأنسب والأكثر فاعليّة لنا بوضعنا الراهن.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد