- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الاستقلالية في تربية الام لأبنائها.
بقلم: فاطمة الركابي
نحن كمجتمعات محافظة عراقية، ومع الظروف الاقتصادية التي يعيشها الشباب العراقي الذي هم من المستحقين للزواج ويسعون لبناء بيت واسرة، عادة يكون الزواج في بيت الاهل في الغالب، ومسألة الاستقلال في بيت مستقل عادة يكون خيار بعيد المنال، وإن توفر فأنه يكون بعد عدة سنين من الزواج، حتى يتمكن من القدرة على الاستقلال إلا في حالة التمكن المادي للشاب قبل الزواج او أن يكون شرط من شروط الفتاة التي يقدم على خطبها فهذه حالات موجودة لكن قليلة قياسا بالنظرة العام لهذا الامر.
لذا فالمرأة بعد ان تصبح أما ويأتيها وليدها ويبدا يكبر شيء فشيء هي تحرص على ان تربيه كما تربت وبالثقافة التي تراها الانسب والافضل، والاكثر اطمئنان بالنسبة لها، ولا شك أن اي امرأة تتزوج هي لن تحظى على بيئة مماثلة بشكل كلي لبيئتها، وبذات ظروف حياتها التي ولدت ونشأت فيها، وهذه الاختلافات امر طبيعي ولا بد أن تحسن المرأة التعامل معها وتقبلها حتى تستمر الحياة بشكل طيب وسليم.
ولكن المرأة الام بحكم عاطفتها قد تصبر فيما بينها وبين اهل زوجها على ما توجد من اختلافات في التفكير والرؤى، لكن في مسالة التوجيه والارشاد والتربية لأبنائها قد يكون لديها شيء من التحسس وعدم التقبل على وجود هكذا تدخل!
ونقصد بالتدخل هو التدخل السلبي، كان يكتسب ابناءها عادات سيئة او غير جيدة من وجهة نظرها او الفاظ غير طيبة، ليس من الكبار فقط بل حتى من الصغار ايضا، وهنا قد تضطر لعزلهم وهذا ما يسبب اضطراب وعدم تقبل الطرف المقابل ومن اهل الزوج هكذا تصرف! فتتولد المشكلات.
(علما اننا لا نعمم فكرة ان كل ما يصدر من قبل اهل الزوج هو سيء في مثل هكذا حالات، ولكن توجد هكذا حالات وهناك من يريد حلاً لكذا وضع)
ولعل من اهم الحلول والقواعد الاساسية التي على الام ان تعمل بها هو "الاحتواء".
نعم احتواء ابنائها بالحب، وتعليمهم بالحب، فإن رأت إن هناك سلوك خاطئ او لفظ غير طيب يصدر عن اولادها هي لا ترغب به، عليها أن لا تكون ردة فعلها الاولى الغضب او الزجر، لان هذا اسلوب ينفر الابن مما تحاول ايصاله له هذا اولاً، وثانياً تعطي فرصة لان يرى ابنها ان ذلك الطرف هو من يحبه، لانه يعلمه ويطلبه منه بكل تودد ولطافة.
وثالثاً: سيعاند اكثر فلا يترك سلوكه الخاطئ هذا بل وقد يُصر على فعله، كردة فعل مماثلة لردة فعل امه هذه!
لذا فإلام التي ترسخ بذهن وليدها القيم السليمة وتكون هي مظهر عملي لهذه القيم امامه، وتحتويه بكل سلبياته واخطائه وتحبه لذاته، وهذه نقطة مهمة جداً قد تغفل عنها كثير من الامهات مع شديد الاسف حيث تُوجد فرق كبير في أصل مفهوم أمومتها فكثيراً ما لا تحب الام سلوكيات ابنها السيئة لأنه أبنها، اي من باب أنه يُنسب لها، وأنه نتاجها وتربيتها وهذه نية غير سليمة مطلقاً ولن تبني فرداً صالحاً وسليماً بل عليها أن تخشى على وليدها كإنسان وأمانة اودعها تعالى لديها لتحفظها وتحسن التعامل معها لا أن تتملكها.
فأن أشعرته بقيمته كإنسان لا كوليد ينتمي اليها وملكها فهو سيحفظ نفسه لنفسه، ويبني ذاته بشكل لا ينساق وراء أي اياد تمد اليه، وأن إنساق وتصرف بشيء غير طيب، فما غرس بداخله سيكون ميزانه في نهاية الامر، والمقياس الذي يقرر وفقه بأن يكون كذلك او لا، فمن أحسن غرس بذرته، لن يجني الا اطيب الثمار، ولو كان كل ما حولها اشواك.
أقرأ ايضاً
- جريمة الامتناع عن معاونة السلطات التحقيقية في القانون العراقي
- التربية تفرض رسوما اعتباطية
- كربلاء وغزه ومآسي هذه الامه