حجم النص
منذ وصول اولى طلائع المستشارين والمدربين الامريكان الى احدى القواعد العسكرية شرقي الرمادي، في حزيران الماضي، ومسؤولو الانبار يطرحون السؤال التالي "هل ستشاركون في عملية برية؟". قبل اسابيع قليلة، كانت قطعات الجيش الامريكي المتواجدة في الرمادي، تنفي بشدة احتمال النزول الى ميدان الحرب لمقاتلة "داعش"، الا ان مسؤولين محليين يؤكدون انهم باتوا يلمسون تغيراً واضحاً في الموقف الاميركي. وأصبح المستشارون الاميركان يتحدثون عن "احتمال كبير جدا" حول مشاركتهم البرية في الحرب ضد داعش. وتتحدث اطراف انبارية مطلعة عن تلقيها وعوداً اميركية بامكانية عودة نازحي الرمادي، التي سقطت في منتصف ايار الماضي، الى منازلهم في تشرين الاول المقبل. وتتوقع تلك الاطراف ان تبدأ عملية عسكرية واسعة خلال شهر ايلول الحالي لتحرير الرمادي بمشاركة قوات اميركية خاصة. واختلفت المصادر حول حجم المشاركة الاميركية في المعركة المرتقبة، لكنها اشارت الى نشاط ملفت لطيران التحالف خلال الايام الماضية، مؤكدين وصول فرق استطلاع اميركية الى الرمادي مؤخراً. وبحسب المصادر فإن ابعاد الحشد الشعبي عن الرمادي سيكون من ضمن التدابير الاميركية الجديدة. وتؤكد المصادر ان بعض الفصائل غادرت قاعدة الحبانية التي كانوا يتشاركونها مع الجانب الاميركي. لكن الحشد الشعبي يشكك بالسيناريو الاميركي لمعركة الرمادي، مشيراً الى خشية الامريكان من فقدان جنودهم في المعارك. ونفى الحشد انسحابه من الرمادي. ونقل الجيش الامريكي في الانبار خلال الايام الماضية آليات ثقيلة الى معسكره في الحبانية. وتتضارب الانباء حول سبب وصول تلك المعدات العسكرية في وقت توقفت فيه العمليات العسكرية في الانبار بعد ان انطلقت في حزيران الماضي. وأشارت بعض الانباء الى ان القوات الامريكية تستعد لشن حملة عسكرية كبيرة في الانبار، فيما رجحت اطراف مطلعة ان تلك الآليات جاءت "لحماية المستشارين" الذين لا يملكون حتى الان قراراً بالمشاركة البرية. وخلال الشهرين الماضيين، توسعت القاعدة العسكرية في الحبانية، وتحولت الى مقر للقيادة الامريكية التي استقدمت معدات وآليات ومعدات ثقيلة. فرق استطلاع أميركية ويكشف دلف الكبيسي، وهو قائممقام مدينة الرمادي لـ(المدى)، عن "وصول فرق استطلاع الى قاعدة الحبانية شرق الرمادي". ويقول الكبيسي ان "تلك الفرق ستمهد لانتشار فرقة تكتيكية امريكية للمشاركة في حرب برية ضد داعش". واشار الى ان "المرحلة الاولى من التحرير قد بدأت بعد ان كثف طيران التحالف ضرباته خلال الايام الماضية لقطع خطوط امدادات داعش". ويؤكد قائممقام الرمادي انه لمس تغيراً واضحاً في الموقف الامريكي. وبدأت القوات في معسكر الحبانية، بحسب الكبيسي، تتحدث عن "احتمال المشاركة البرية" في الحرب ضد داعش، بعد ان كانوا "ينفون بشدة مثل هكذا سيناريو". تحرير الرمادي فقط! ويرى المسؤول المحلي، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، ان "توقيت التدخل الامريكي يعتمد على سياستهم التي تعتمد النفس الطويل". ويضيف "الاميركان يعملون بطريقة طويلة ومنظمة، والمرحلة المقبلة، بحسب سياستهم، ستحتاج تدخلاً برياً لحسم المعركة في الرمادي". ولا يتحدث الكبيسي عن معركة واسعة لتحرير كل الانبار، مرجحاً ان "المعركة ستقتصر على تحرير الرمادي فقط". وعن سيناريو المعركة المقبلة، يوضح قائممقام الرمادي ان "المحاور الثلاثة في الرمادي، التي يفرض الجيش من خلالها حصاره على داعش، يسيطر عليها التنظيم بشكل كبير باستثناء جزء من المحور الشرقي". ويضيف الكبيسي "سيدفع الاميركان بالافواج الثلاثة التي تدربت على يد مستشاريهم، من حشد الانبار، الى مسك الارض، فيما سيتوغلون هم الى عمق المناطق". ولفت المسؤول المحلي الى ان "القوات الامريكية نقلت الى قاعدة الحبانية، خلال الايام الماضية، دروعاً وصواريخ وهمرات متطورة"، متوقعاً ان "تعمل القوات الاميركية، خلال الفترة المقبلة، على انشاء خط صد بالجو لمنع تواصل داعش فيما بينها في مناطق الرمادي". وكان مصدر امني قال، الثلاثاء الماضي، لـ"المدى برس" ان "مروحيات اباتشي اميركية قصفت تجمعات تنظيم داعش في مناطق الملعب والجزيرة والحي الصناعي في الرمادي، مما اسفر عن مقتل 13 عنصراً من التنظيم". وأضاف المصدر ان "هذا النوع من المروحيات يشارك الآن بشكل فعلي وكبير، في قصف تجمعات التنظيم بالصواريخ وبدقة عالية في مناطق مختلفة من الرمادي". هجوم واسع خلال أيام بالمقابل يرجح مزهر الملا، وهو احد اعضاء مجلس شيوخ الانبار، ان "مشاركة القوات الاميركية في العملية البرية المرتقبة ستكون محدودة". ويرجح الملا، في حديث لـ(المدى)، بان "ثقل المعركة سيكون للقوات العراقية لكن الاميركان سيكونون قريبين جدا ويشاركون ايضا على الارض". ويؤكد الزعيم القبلي، الذي يشارك عادة مع شيوخ الرمادي في الاجتماعات مع الجانب الاميركي، ان "القوات الاميركية تعهدت بعدم سقوط الرمادي، وصار الوقت مناسباً للتدخل لحفظ ما وعدت به". واضاف الملا "في آخر اللقاءات مع الجانب الاميركي وعدوا بعودة سكان الرمادي الى منازلهم في شهر تشرين الاول المقبل"، متوقعاً ان تبدأ المعركة خلال الايام القريبة المقبلة. انسحاب الحشد الشعبي في غضون ذلك يكشف عضو بخلية الازمة في محافظة الانبار عن انسحاب عدد من فصائل الحشد الشعبي من الرمادي. ويقول ضرغام العيفان، في اتصال مع (المدى) ان "الحشد الشعبي خرج من قاعدة الحبانية التي كان يشارك القوات الامريكية فيها"، عازياً ذلك الى طلب من الجانب الاميركي. وبحسب العيفان فان اغلب الفصائل الشيعية توجهت الى اطراف ناحية عامرية الفلوجة، مؤكداً ان "الامريكان والحشد لا يتفقان على موقف واحد لذا لا يمكنهما البقاء في ذات المكان". لكن الحشد الشعبي ينفي انباء انسحابه من الانبار، ويصفها بـ"العارية عن الصحة". ويقول كريم النوري، المتحدث باسم الحشد، ان "التواجد الاميركي في الانبار لا يتعدى مجموعة من المستشارين والمدربين، وليست هناك قوات قتالية". ويقول النوري في تصريح لـ(المدى) ان "القوات الاميركية تخشى ان تفرط باي جندي من جنودها في الحرب ضد داعش". واضاف "انفي انسحاب الفصائل المقاتلة ضمن الحشد من الانبار"، مؤكداً انها "تتحرك من موقع لآخر وتسد الفراغات، وهذه تحركات عسكرية طبيعية".
أقرأ ايضاً
- رئيس الوزراء: مشروع طريق التنمية سيعزز قوة العراق في المنطقة سياسياً واقتصادياً
- استشهاد احد اعضائها:بعثة إغاثة الشعب اللبناني بعد ٣ اشهر عصيبة من العمل تصل كربلاء
- إسرائيل تصعد تهديداتها: أبواب القدس ستصل إلى أبواب دمشق