- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سوريا... والمصير الكارثي الذي تنتظره / 3
بقلم : عبود مزهر الكرخي
وهذا السيناريو لما جرى ويجري في سوريا هو ليس وليد اللحظة والآن حالياً، بل تم اعداده في سوريا وباقي بلدان المنطقة بل هو مخطط وسيناريو معد بكل دقة واحترافية، و الذي تم إعداده من الغرب وخاصة أMريكا وإسرائEل والذى يقومون بزرع فتيل الفتن نحو تقسيم الشرق الأوسط بما يسمى ثورات الربيع العربي، و لقد استغلت إسرائيل الحرب الأهلية في سوريا ليس فقط من أجل ضرب القدرات العسكرية غير التقليدية في سوريا، ومنع وصول المزيد من السلاح إلى حزB الله في لبنان كما اتضح سابقا، بل أيضا استغلت الوضع نفسه لتقديم الدعم لتنظيم النصرة السوري المعادي لحزB الله.
ولو وقفنا وقفة حقيقية ونتكلم بكل تجرد حيث في الفترة الماضية نجد ان الصHاينة حققت معظم أهدافها بدون تكلفة تذكر، حيث تكفل التفاهم الروسي الأمريكي بتجريد سوريا من أسلحتها الكيماوية في عام 2013، كما حال انشغال حزب الله وسوريا بالحرب الداخلية في الأراضي السورية دون الرد على العمليات التي قامت بها إسرائيل في سوريا، ويلاحظ أن سوريا لم تتعرض خلال الستة سنوات الممتدة بين عامي 2001 وحتى 2007 سوى لثلاث غارات فقط بينما تعرضت في الفترة من عام 2013 وحتى أغسطس 2015 إلى أربعة أضعاف هذا العدد، وحتى تم التخلص من الكثير من قادة حزB الله وحتى من إيران. ونرى أن عدم التدخل الأمريكي والذي بات أمرأ واقعا فقد أفاد إسرائيل من حيث إطالة أمد الحرب واستمرار عملية تورط حزب الله وإيران فيها، وهو في الوقت ذاته لم يلغ إمكانية تفكك سوريا مستقبلا وتحقيق الهدف النهائي لإسرائيل بضم الجولان بشكل قانوني.
" خلاصة ونتائج يبدو أن قرار إسرائيل بعدم التدخل المباشر في الصراع الدائر في سوريا منذ عام 2011 كان قرارا حصيفا، إذ جنبها الكثير من المشكلات والصدامات مع المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي.
كما كان تحركها في اتجاه الدعم المحسوب لتنظيم النصرة، وعدم الإسراع بتغيير سياساتها في بعض الفترات التي شهدت اقتراب حرب الميليشيات السورية والنظام الأسد من حدودها الشمالية شهادة على قدرتها على التعامل بهدوء مع أزمات هددت أمنها بشكل كبير، دون أن يؤثر هذا على المكاسب التي حصدتها من الحرب عبر أطراف أخرى.
وتظل مطامع إسرائيل في تقنيين ضم الجولان إليها أحد اكثر الخسائر التي قد تحيق بالعرب، خاصة إذا ما تحقق الحلم الإسرائيلي بتفتيت سوريا إلى دويلات مستقلة " (1).
ونأتي الآن إلى ما حدث من خريف عربي في سوريا ومساندة قوى الشر كافة من أمريKا والصهاينة وقوى الغرب ومعهم جوقة عربان الخليج ومن لف لفهم من دول الذل والخيانة العربية والتي كانت الأبواق الإعلامية تهلل لهذا التغيير وتصويره على أنه انتصار للديمقراطية وإزالة حقبة ديكتاتورية من حكم مستبد، ولكن من يراقب الأحداث يرى أن هذا التغيير كان بتنسيق عالي من الأمRيكان والصHاينة والأتراك ودول الغرب معهم ومعهم دول الشر الخليجية والتي هي تعمل أداة ومنفذة لتلك الجهات التي ذكرناها آنفاً.
ليتسلم دفة الحكم إرهابي خطير ولغ في دم العراقيين والسوريين من خلال التنظيمات الإرهابية القاعدة والنصرة وجيش تحرير الشام وصوره وكل احاديثه تدل على ذلك مضاف إليه هيئة تحرير الشام التي يرأسها هو ومعه تنظيمات مسلحة تسير على نفس خط داعش والقاعدة وكل التنظيمات الإرهابية المجرمة. والتي في بادي الأمر وكالعادة أنكرت كل من رائدة الديمقراطية العم سام والكيان اللقيط علاقتهم بما يحدث في سوريا، ولكن ورقة التوت التي تغطي عورات كل محور الشر سرعان ما سقطت وتكشفت، لتاتي زيارة وفد الأمريكي برئاسة باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وتلتقى مسؤولي الهيئة في دمشق، وأضافت أنه تم خلال الاجتماع مناقشة "المبادئ التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها خلال قمة العقبة بالأردن". وأوضحت أن واشنطن "ستدعم عملية سياسية تشاركية تحترم حقوق جميع السوريين، وتقدم مكافأة إلى الجولاني إلغاء المكافأة المرصودة لاعتقاله، كما الوعد برفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب الموضوعة من قبل الأمريKان. هذا من جهة أما من جهة الصHاينة حيث كانت مصادر سياسية أخرى قد أكدت أن إسرائيل تلقّت رسائل من الشرع وصفتها بـ«سلمية دافئة»، توضح أنه ورفاقه غير معنيين بأي صراع مع إسرائيل. وقد جاءت هذه الرسائل عبر واشنطن، والتي اصبحت لديها علاقات مع الحكم الجديد في سوريا.
لتأتي رسالة مهمة وهي من وزير الدفاع الإسرائيلي حيث صرح : «أسقطنا نظام الأسد في سوريا، ووجهنا ضربات قاسية لمحور الشر، وسنضرب بشدة أيضاً منظمة الحوثيين الإرهابية في اليمن التي لا تزال آخر منظمة تستهدف إسرائيل». وهدد «كل من يرفع يده على إسرائيل ستقطع، وتضربه اليد الطويلة للجيش الإسرائيلي وتقوم بمحاسبته» (2). وهذا يكشف مدى الصلافة التي يمتلكها هذا الكيان اللقيط وتكشف الدور المجرم الدموي الذي يمارسه هذا الكيان القذر في تدمير دول المنطقة وكل الدول الإسلامية والذي هو يمثل رأس حربة لكل دول محور الشر والتي ارادت خلق هذا الكيان ليمارس دوره المجرم في المنطقة.
ومن خلال كل هذا الجزء من المقال يتضح العلاقات التي تم نسجها بين الجولاني والتنظيم التابع له وباقي مدى العلاقات الوثيقة التي تم بناؤها عبر سنين طويلة مع(CIA)و(الموساد) والمخابرات التركية وبحرفية عالية لتخرج كل تلك الأحداث التي جرت في سوريا بهذا الإخراج الرائع ، والذي لا يبشر بأي خير وسيكون القادم أسوأ. والذي سنتعرض إليه في جزئنا القادم إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ مأخوذة من مقال بعنوان(مكاسب إسرائيل من الصراع في سوريا). بقلم : سعيد عكاشة خبير مشارك، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. منشور في موقع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بتاريخ : 29 / 3 / 2021.
2 ـ منشور غلى صحيفة الشرق الأوسط. بتاريخ الأحد, 29 ديسمبر 2024. باب العالم العربي /المشرق العربي
أقرأ ايضاً
- سوريا... والمصير الكارثي الذي تنتظره / 2
- سوريا... والمصير الكارثي الذي تنتظره / 1
- القصف الذي أراح بايدن