دعا مواطنون في مدينة كربلاء المقدسة الى النظر بجدية لتوسيع مدينتهم بعدما شهدت خلال زيارة الأربعين الأخيرة بعض المشاكل المتعلقة بالخدمات، وبخاصة لجهة انسيابية السير عند منافذها، ومحدودية تلك المنافذ وعدم قدرتها على استيعاب حركة الزائرين عند الذهاب والإياب.
بينما اشتكى محافظ كربلاء من محدودية التخصيصات المالية، وقال ان الحكومة المحلية لايمكن ان تنجز اي شيء في ضوء ما يخصص للمدينة من أموال، ومعلوم أن زيارة الأربعين وهي من كبرى المناسبات الدينية، انتهت قبل أيام، لكنه كشفت عن جوانب طالما كثر الحديث عنها غير أنها ما زالت مهملة، تلك هي الخدمات الأساسية، المتعلقة بشوارع كربلاء ومنافذها الخارجية ومركزها الذي يقصده ملايين الأشخاص.
وفيما سلطت مختلف وسائل الإعلام الضوء على حجم الحشود البشرية التي شاركت بإحياء الزيارة وعلى مراسيمها الدينية وعلى التفجيرات التي حدثت أثناء الزيارة، لكن الجوانب الخدمية ظلت غائبة عن الرصد الإعلامي مع أن حجم الحشود البشرية الكبيرة كانت بحاجة للخدمات.
وقد اصطفت المواكب الخدمية على طول الطرق بين المحافظات وكانت تقدم المبيت والطعام والشراب لآلاف الزائرين، ممن قصدوا كربلاء قبل زيارة الأربعين، ولم يواجه الزائرون مشاكل كبيرة قبل وصولهم إلى المدينة، إذ يمكن القول بكل وضوح إن الجهد الأكبر من الخدمة قدمته المواكب الخدمية العائدة للأهالي، ولكن ماذا بعد أن غادرت هذه المواكب أماكنها، مساء الجمعة بعد انتهاء الزيارة، وما زال في كربلاء عشرات الآلاف من الزوار؟
المواطن تحرير محمد كاظم يقول إن \"آلاف الزائرين ظلوا تحت المطر والبرد القارص بعد مغادرة المواكب الخدمية العائدة للأهالي\".
وصادف سقوط الأمطار في آخر يومين من الزيارة، وانخفضت درجات الحرارة الى حد كبير، وما فاقم المشكلة أكبر تمثّل في إغلاق منافذ كربلاء بوجه السيارات المقبلة من المحافظات الأخرى بسبب التفجيرات التي شهدتها، واضطر آلاف الزوار إلى السير على الأقدام وتحت الأمطار والبرد لمسافات بعيدة، أملاً بالحصول على سيارات تقلهم إلى محافظاتهم، واختفت السيارات التي خصصتها الوزارات بسبب كثرة أعداد الزائرين او لأسباب اخرى، الأمر الذي يضع تساؤلات كبيرة حول مدى قدرة منافذ كربلاء على استيعاب قاصديها، ويطالب أحد المواطنين \"بتوسيع مداخل المدينة وفتح ساحات كبيرة فيها لتكون ملاذاً للزائرين\".
من المؤكد ان حجم الحشود البشرية التي قصدت كربلاء في الأربعين كان كبيرا جدا، وكان من المستحيل على حكومة كربلاء المحلية أن تلبي جميع الحاجات الخدمية الخاصة بهذا العدد، ولكن واقع الحال في كربلاء يؤكد أنها مدينة ليست لأهلها فقط، ألا يتطلّب هذا جهدا مركزيا للنهوض بالمدينة كي تستوعب الأعداد المتزايدة التي تقصدها طوال العام وفي المناسبات الدينية المهمة؟
محافظ كربلاء آمال الدين الهر وفي حديث للعراق الحر\" يشاطر المواطنين شكاواهم ويشير إلى أن الحكومة المحلية لا حول لها ولا قوة في تلبية ما يحتاجه زوار كربلاء لاسيما في المناسبات الدينية الهامة.
في كل عام وفي أكثر من مناسبة تتكرر الشكاوى وتتصاعد المطالبات بتطوير كربلاء بما ينسجم ومكانتها الدينية، لكن الحلول لمشاكل المدينة والزائرين تبقى غائبة ويظل الزوار يعانون من النقل وشح الخدمات وضيق مركز المدينة وعدم وجود ساحات تحيط بالحرمين تكفي لاستيعابهم، وإذا كان الزائرون يتحملون المشقة تقديرا منهم لأهمية ما يعتقدون به، فهل يعفي هذا الأمر الجهات الحكومية من العمل على تطوير المدينة وتوفير الخدمات الأساسية لها؟
تقرير/ مصطفی عبد الواحد
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)