مرت مراحل الشباب في العراق منذ مطلع السبعينيات بظروف عصيبة أصبحت معها هذه الشريحة ولمرات عديدة حطبا لحروب خارجية وداخلية وأزمات اقتصادية كبيرة، كما وتربت على ثقافة تبجيل الموت، وصورت ثقافة السلطة على أنها قدر الشعوب العظيمة . والملاحظ ان الشباب العراقي لا يحظى بعناية تكفل له نموا وتطورا طبيعيين، مع أنهم عماد المجتمع، الأمر الذي ينتج عنه مشاكل عديدة تؤخر تطور المجتمع فضلا عما تسببه من تخبط في حياة الشباب أنفسهم .
ويقول المشرف التربوي في تربية كربلاء احمد شاكر لموقع نون الخبري أن \" التعليم يشكل أهم ركائز بناء الشباب، وقد أدى انهيار المؤسسة التربوية والتعليمية خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات بسبب الحرب والحصار إلى اتساع شريحة غير المتعلمين وتراجع المستوى الثقافي . ويضيف \" كان لهذا الأمر آثاره الخطيرة على المجتمع خاصة بعد ان تمكنت الجماعات المسلحة من إستغلال الشباب الذين لاتتجاوز أعمارهم العشرين عاما وإغرائهم بالأموال لتجنيدهم وتنفيذ جرائم ضد المدنيين الابرياء من بني جلدتهم والسبب يقول عنه اغلب علماء النفس هو قلة الثقافة والحاجة الماسة الى الأموال التي جاءت نتيجة تعرض الدولة العراقية الى إنهيار شبهكامل في مؤسساتها وإصابتها بسرطان الفساد الاداري والمالي ما أدى الى إهمال أم شرائح المجمتع الا وهي شريحة الشباب حسب تعبيره .
أما مديرة مركز التطوير الإعلامي في كربلاء صبا الاسدي فتقول أن \" الاهتمام بتنمية الشباب ثقافيا ومهنيا مسألة مهمة لابد ان تضطلع بها مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني . وتضيف \" على الدولة أن تهتم أكثر بتوفير فرص السفر للشباب كما على منظمات المدنية أن تقيم دورات ونشاطات خاصة بهذه الشريحة وتوعيتها من المخاطر المحيطة .
ولكن ، ربما يتعين على المجتمع الدولي أن يساعد الحكومة العراقية من خلال تبنيه لبرنامج يخصصه لتطوير الشباب، طالما ان مشاكل العراق كبيرة ومتعددة الوجوه ولا يقوى العراق لوحده على النهوض بها، وحول هذا الموضوع يقول ممثل بعثة الأمم المتحدة اليونامي في كربلاء علي كمونة لموقع نون إن\" البعثة تسعى لتشخيص مشاكل الشباب النفسية والجنسية والتربوية وهي مهتمة بإيجاد الحلول لهذه المشاكل بالتنسيق مع جهات عراقية معنية. ويضيف \" من المهم الإشارة إلى أن على الحكومة العراقية الاهتمام بالأندية الرياضية لاسيما الشعبية منها التي لوحظ خلال السنوات الثلاث الماضية تعرضها الى الاهمال ورغم أن هذا الجانب لا يعدو عن كونه مسعى لشغل الوقت وتطوير البنية الجسمانية ، لكن ربما ينصرف الاهتمام نحو تطوير القوى الذهنية والملكات الثقافية لدى الشباب وشغل أوقات الفراغ بمهارات يمكن لها مستقبلا ان تكون إحدى العلامات المضيئة في مستقبل البلاد .
موقع نون
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)