الشاعر المبدع محمد علي الخفاجي .. الذي اقترن اسمه بمسرحية رائعة وهي ( ثانية يجيء الحسين ) وكذلك بعد أن اعتمدت وزارة التربية اسمه في منهج الصف السادس الإعدادي بفرعيه الأدبي والعلمي من خلال تصنيفه من ضمن رواد المسرح الشعري العربي مع شعراء العرب الكبار .. وسنفسح المجال عبر هذه السطور التالية وإعطاء الحرية للشاعر محمد علي الخفاجي للتحدث عن نفسه وسيرته الذاتية الحافلة بالإبداع من خلال وكالة نون الخبرية حيث ابتدأ قائلاً:
• ولدت في كربلاء وفيها أكملت دراستي الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، حصلت على شهادة البكلوريوس في كلية التربية / جامعة بغداد وكانت فترتي تعد ذهبية حيث التقيت فيها بالشاعرة الكبيرة نازك الملائكة التي أولتني رعاية خاصة حينما كانت تفرد لي ساعة من كل أسبوع، إضافة للفرص التي كنت أجدها حينما كانت تدرسني وقد درستني لأكثر من سنتين ونصف وقوّمتني تقويماً أدعي انه لولاها لما وصلت إلى هذا المستوى .. بعد ذلك تعهدني الدكتور المرحوم عناد غزوان حيث قدّم لأربعة دواوين شعرية من دواويني.
في كلية التربية أصدرت ديواني الأول وكنت في المرحلة الثالثة ، ثم في السنة التالية أي في المرحلة الرابعة قدمت ديواني (مهراً لعينيها) وقد كان بتقدمة من الدكتورة السورية ( سعاد الوزري) وكان ذلك سنة (1965) ، وقد كتب الغلاف الدكتور عناد غزوان.
بعد نكسة حزيران أصدرت ديواني ( لو ينطق النابالم) وكان من مقدمة الدكتور عناد غزوان، ثم أصدرت ديواني ( أنا وهواك خلف الباب) ، وفي سنة 1975 أصدرت ديواني وعلى نفقة وزارة الإعلام آنذاك (لم يأتي أمس أقابله الليلة).
صمدت لمدة (27) سنة وكنت معترضاً على الظروف الخاطئة، واعتزلت الكتابة حينما انتقل الشعر من منطقة الإبداع إلى منطقة الإعلام، وصار الشعر مدحاً لشخص أو هجاءً لشخص – نظام - آخر .. ونأيت بنفسي عن مثل هذا المعترك الرخيص.. حفاظاً على ورقتي، كيلا لا تتلوث وتختلط بين الأوراق .
وفي سنة 2003 عدت إلى الكتابة بـ ( حتى إذا أوجعني الصمت) ، ثم ديواني الشعري ( البقاء في البياض أبداً ) ثم ديواني الأخير ( الهامش يتقدم) .
في مجال المسرح أصدرت مسرحيتي ( ثانية يجيء الحسين ) التي كتبتها سنة (1967) وقد حصلت فيها على جائزة المسرح العراقي والمسرح الجزائري.
ثم مسرحية ( وأدرك شهرزاد الصباح) التي حصلت فيها ايضاً على جائزة المسرح العراقي، بعدها كتبت مسرحية ( حينما يتعب الراقصون ترقص القاعة) حيث حصلت فيها على جائزة اتحاد كتاب المغاربة ، ثم مسرحيتي ( أبو ذر يصعد معراج الرفض) التي حصلت فيها على جائزة اليونسكو بواسطة جامعة الدول العربية.
بعد تغير النظام أصدرت مسرحيتي ( ذهب ليقود الحلم مسلم بن عقيل) وقد حصلت فيها على جائزة الشارقة ، ثم مسرحية ( نوح لا يركب السفينة ) ومسرحية ( احدهم يسلم القدس هذه الليلة) ومسرحية ( حرية بكف صغير للصبيان) ومسرحية للأطفال ( الديك النشيط) ..
ثم عدت إلى هذا الفضاء الحسيني حينما كتبت مسرحية (الجائزة) وبعدها أصدرت أوبرا ( سينيمار) وأزعم إنها أول أوبرا عربية فلم يسبقني احد لكتابة الأوبرا، وأعكف الآن رغم معاناتي المرضية على كتابة أوبرا جديدة (الحسين).
وان مسرحية ( ثانية يجيء الحسين) كانت هي أول مسرحية شعرية عراقية بشهادة نقّاد، وأنا الآن احتفظ بالمستمسكات لديّ منهم الناقد طرّاد الكبيسي ومنهم الدكتور المرحوم علي جواد الطاهر والناقدة المصرية زينب منتصر وآخرون .. أنا الآن أزاول مهنة التدريس وفي نفس الوقت ارأس تحرير مجلة ( المورد) في وزارة الثقافة.
س/ ما هو الفرق بين المسرح الشعري والشعر المسرحي ؟
• إن الفرق بين الشعر المسرحي والمسرح الشعري يكمن في إننا حينما نقول الشعر المسرحي الهيمنة فيه تكون للشعر، وحينما نقول المسرح الشعري تكون الهيمنة للمسرح. وإن الشعر المسرحي – الدرامي- يلقى من على منصة، والمسرح الشعري على خشبة.
والنص الشعري المسرحي يلقى من قبل شاعر، أما المسرح الشعري يؤدى من قبل ممثلين ..
والقصيدة الدرامية هي النوع الأرقى من القصيدة الغنائية، ولذلك الذي دام لقرون هو المسرح الإغريقي، إذ اعتمد المسرح الشعري أكثر مما تدوم حياة قصائد أخرى.
س/ تكلم عن طفولتك وكيف تشكلت لديك صورة الامام الحسين (عليه السلام) وبمعنى آخر الحاضرة الدينية وكيف عاش علي الخفاجي في طفولته ؟
• أنا من مدينة أترعت بالتراجيديا حادثة كربلاء، وبطلها الإمام الحسين (عليه السلام) شاخص واضح فيها ، ولاشك إن للمنبر الحسيني ولثقافة الأهل الدينية والشعبية والتي هي لا تنفصل في مدينة دينية عن ما هو طقسي وديني ، وإنني ورثت مكتبة من خالي والذي كان خطيب معروف..
وفي هذه البيئة نشأت وترعرعت وكبرت هذه الطقوس معي، إلا إنني لم أكن كأنما نسخة من أبي وإنما كنت أتفرس بالكثير مما أقرأ، ثم رأيت إنني ينبغي أن أكون مسهماً في هذه الطقوس .. فكنت أدون الكثير من الملاحظات ثم كانت أولى المحاولات الشعرية في مدح الامام علي وكنت في الصف الثالث الابتدائي ..
وفي المرحلة المتوسطة كنت القي قصائد في الاحتفالات وفي عزاء نقابة المعلمين في ليلة العاشر من محرم، ثم كنت ارتقي منصات الاحتفالات في كربلاء .. ثم ذهبت إلى بغداد وتفتحت أمامي آفاق العاصمة، وهي آفاق أوسع بكثير وصار الإناء الذي أضع فيه شعري إناءً أكثر تطوراً وإغراءً بالمفردة.
س/ في السبعينات وعمرك كان حوالي (22) سنة وكتبت ملحمة ومسرحية ( ثانية يجيء الحسين) وفي هذه الفترة الثقافة كانت أشبه ما تتعرض للتفكك والانحلال والانفتاح الديني وأنت في هذه الفترة كتبت هذه المسرحية فهل هي ردة فعل أو رسالة موجهة أو إحياء لموروث أو حاجة الشاعر الوجدانية ؟
• صادفت كتابة المسرحية عوامل نكسة ورجة كبيرة تعرض لها الواقع العربي والإسلامي حينما خسرت كل الجيوش العربية أمام الجيش الإسرائيلي وكان ذلك بسبب إن الأنظمة التي أخذت التمركز حول نفسها ناسية شعبها حتى أصبحت سمة اعتيادية عزلت النظام عن الشعب العربي مما افقده ثقته بهذه الأنظمة وبكل قيادة ..وكان لذلك انعكاس على عقليتي، لذلك كنت أفكر وأحلم ببطل مخلص لهذا الواقع العربي الذي تردى كثيراً، ورأيت في استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) حلمي الذي أيضاً نهض في وقت تعرض فيه الشعب المسلم آنذاك لكثير من التجزئة والإهمال..لذا بدأت اكتب المسرحية ولم تكن المسرحية دينية بحتة، وإنما حاولت أفسر من خلالها عذابات الشعب العربي والإسلامي، فتقصدت الحديث عن الانتهازية والإغراءات والمبادئ حتى إني عقدت الصلة ما بين القرن الأول الهجري والقرن العشرين الذي كنت اكتب فيه .. ثم أعطيت تطلعات إنسانية عامة من خلال حوار الامام الحسين (عليه السلام) مع أخيه محمد بن الحنفية الذي كان يحاول ثنيه عن الذهاب إلى العراق انه أن يجلس في مجلس جده ويقرأ القرآن ويحدث الناس ويترك الكوفة وخيانتها لأهلها .. لكن الحسين ينتفض ويقول له : اجلس في مجلس جدي وسلاح الإرهاب على المتلوي في أرصفة الشارع وهكذا .. إلى أن يقول له : وإمام يسمع بالظلم ويرضى أن يغمد سيفه لكأني اغمده في أعناق المظلومين ..ثم يغادر بيت محمد بن الحنفية ويعلن سفره ..
في هذه الحالة هناك ديكور في المسرحية هناك كرسي كبير يظل فارغاً بانتظار المنقذ الآتي إلى نهاية المسرحية، وهناك شجرة يابسة في بيت محمد بن الحنفية، فحينما ينهض الحسين (عليه السلام) للذهاب وحينما يقدح شرارة الثورة يدخل ضوء الشمس من نافذة من ذلك البيت و تطلع هذه الشجرة اليابسة غصناً اخضر دليل على إن الحياة بدأت بالأمة أو إن المنقذ بدأ المسيرة ..
أود أن أقول إنني لا أكتب عن التاريخ حينما أتناول التاريخ بل أنا اكتب في التاريخ .. لأنني إذا كتبت عن التاريخ سلمت بان التاريخ حاضنة أمينة للحقائق، وهو ليس بحاضنة أمينة، ثم إنني سأكون مشاهداً ومتفرجاً .. لكن حينما اكتب في التاريخ سأكون صانعاً ومؤسساً وسأكون معيداً في إنتاج التاريخ لأنني في كتابتي لا أجد فارقاً بين الماضي والحاضر والمستقبل بل أجده زمناً واحداً فاللحظة الآنية هي امتداد للحظة السابقة ..
وهذه مهمة المبدع وليس من مهمة المؤرخ فالمؤرخ يأتي ويقسم العصر الأول والعصر الثاني وهكذا .. بينما أنا لا أجد مثل هذا، بل أجد كل الثورات في جوهر واحد وهي إنصاف المظلوم من الظالم مثلا ً.. ولذلك ثورة الحسين (عليه السلام) ستكون مستمرة على مر الأجيال لأنها تعاطت مع هذه القيم ..
س/ الصراعات التي شهدتها حقبة ما قبل كتابة ( ثانية يجيء الحسين ) التي تمخضت عنها كتابة هذا النص الكبير ، والذاكرة الشعبية وأهميتها في صياغة نموذج البطل في هذه المسرحية ؟
• بالنسبة للصراعات كان هناك تطاحن للشخصيات على كرسي الحكم وكان هناك إضاعة للقيم اتجاه هذا التطاحن والتكالب على الكرسي ، وفي تلك الفترة تخلت الكثير عن مبادئها بسبب صراعات ساذجة، وفي المجتمع العراقي كنا قد لمسنا تغيراً في النظام بعد ثورة 14/ تموز فازدريناه ازدراء دون تمثل له، وكأنما ابتلعناه ابتلاعاً ..فكان ذلك أشبه ما يكون بقفرة لم نتدارك خطورتها، وسببنا لأنفسنا طفرة عن التاريخ الذي كان لنا أن نعيشه بهدوء، إلا إننا لم نكن نمتلك طاقة الوعي لكي نفكر أن نعيش ذلك الواقع بهدوء، ولذلك كانت الكوارث وكان منها نكسة حزيران والانقلابات السريعة وخصوصاً في العراق ..هذه تركت بصماتها في مخيلتي ..
أما الذاكرة الشعبية فهي رسمت للحسين الكثير من المهابة والتقديس والحسين (عليه السلام) يستحق أكثر من ذلك ..لكن المسألة كانت بحاجة إلى تهذيب إلا إن الذاكرة الشعبية نتيجة حبها العارم لم تكن تستطيع التوقف لتفكر كيف تهذب طقوسها .. ولذلك في مسرحيتي أدخلت مثل هذه الذاكرة الشعبية ..
ففي الفصل الأخير كانت كربلاء في ليلة العاشر تطفئ اضويتها وتخرج العزاءات وقد نكّس الرجال رؤوسهم والأعلام منكسّة .. كل هذا أخذته في الفصل الأخير للمسرحية .. لكنني لم انسى جوهر الصراع، فمثلما كان الحسين (عليه السلام) يدعو إلى الفضيلة كان هناك الشمر يدعو إلى ما هو عكس ذلك ..وحينما تكاد المسرحية أن تنتهي هناك صوت يصيح ثانية سيجيء الحسين .. فيرد عليه النقيض .. وثانية سيجيء الشمر .. خلفت لكم أولادي..وان الصراع سوف يبقى ما دام هناك سيء وجيد وخير وشر ... وعجلة الكون والعالم لا تدور إلا بدفع هذا الصراع ..
س/ ثنائية المثال والواقع .. عندما نتكلم عن المسرح الشعري نتكلم عن المثال ، وعندما نتكلم عن المسرح النثري ننزل إلى الواقع .. فتجد البساطة والحياة اليومية في المسرح النثري أما في المسرح الشعري نرى شخصيات كبيرة ولها بعدها النفسي والاجتماعي والملحمي الكبير لماذا هذه المقارنة بين هذا المسرح وهذا المسرح وهل بإمكاننا أن نكتب مسرحية نثرية عن شخصية عظيمة كشخصية الامام الحسين (عليه السلام) ؟
• هذه تعود في تصوري لقدرة الكاتب وطريقة معالجته للحدث ومدى وعيه وثقافته إلا إن المسرح حينما كان يتناول الشخصيات العظيمة كان شعرياً وحتى القرن السابع عشر ظل المسرح شعريا ً .. وان المسرح أصبح نثرياً حينما عجز الكاتب المسرحي من أن يظل شاعراً بانزياحاته الشعرية وجمالياته الشعرية .. على إنني أؤكد إن الشعر في المسرح ليس بديلا ً عن النثر في المسرح، وان النثر إذا كان وسيلة لكي يوصلك إلى غاية، فالشعر في ذات الوقت هو وسيلة وغاية فهو يضيف جماليات وأخيلة وأبعاد ومداليل، ولذلك رأى الشاعر المسرحي أو الكاتب المسرحي إن الشخصيات المهابة والدينية يجب أن يطرحها بلغة مهابة أيضاً والشعر في رأيي هو أكثر هيبة من النثر الذي يخلو من الشعرية ..
س/ بالنسبة لمسرحية ثانية يجيء الحسين ، هل كُتبت للنخبة أو إذا مُثلت على خشبة المسرح من سيكون روادها هل النخبة أم الطبقة المتوسطة أم الشعبية ؟
• في رأيي هذا الإحساس يُدرك تلقائياً من قبل الكاتب، هل بقدرته أن يقيم صِلة مع قارئه دون أن يتدنى مستوى القصيدة ..مسرحية ( نوح لا يركب السفينة) في رأيي مسرحية تصلح في ذات الوقت للنخبة ولغير النخبة، فهناك طوفان يغزو اليابسة إلا إن نوح المعاصر لا يغادر اليابسة بسفينته إنما يحاول الدفاع عن اليابسة كأن يقيم سداً إذا طفح الطوفان بمائه فوق ذلك السد على اليابسة يحمله نوح بالقِرَب على ظهره والكهول والشيبة الذين تجذروا في هذه الأرض، ويذهب بها ليلقيها مرة ثانية إلى الطوفان ..
هنا أجسد قدرة الإنسان وإصراره واعتماد الوطنية في الدفاع عن الأرض .. ومسألة الوطنية برأيي تهم النخبة وتهم الناس الذين هم دون النخبة ..
س/ نريد أن نرى مسرحاً يخاطب نموذج الإنسان بالأسلوب البسيط .. فنحتاج إلى هذا المسرح الذي يجمع بين التشابيه وبين المسرح الراقي الذي يؤدي إلى فكرة قيّمة :
• يعود الأمر للشاعر والكاتب كيف له أن يصل .. فماكسبورغ يقول : على الشعب أن يرتفع إلى مستوى الأدب وليس العكس ..
يعني أنا حينما اكتب مسرحية بمستوى الصف السادس الابتدائي ذات يوم سوف يتجاوزني العصر حيث تتطور ثقافة الناس، بينما نصي يبقى مراوحاً في مكانه ويهمل ...
وكثر من الشعراء العرب والعراقيين بالذات كانوا ذوي شهرة لأنهم كتبوا بلغة العامة إلا إن العصر قد تجاوزهم وأهملوا، لأنهم كتبوا بلغة الآخرين دون أن يحافظوا على شعرية الشعر، فنحن لا نريد أن نبقي أو نكرّس التخلف على جمهورنا، أنا ككاتب شأني كبقية الأدباء عليَّ أن احمل المصباح وأكون قبل الماشي بعدي، وأنا الذي اهديه لا أن أظل مراوِحاً والجمهور والناس تتقدمني في الظلام ..
س/ الدلالات الرمزية في المسرحية الشعرية ( ثانية يجيء الحسين ) نرى الكرسي الفارغ وبدلة المحارب والراية .. هل تصل إلى الكل بمعنى واحد أم إنها تحتمل عدة تأويلات ؟
• بشكل عام فإن المحفزات في النص تعني غِناه ، وتضع لذلك تعدد القراءات .. أنا لم أكن أريد أن أعطي المسرحية مباشرة إلى الجمهور، فالكرسي الفارغ كما أسلفت هو كرسي المنقذ، وسيظل فارغاً لان الفترة لم يأتها منقذ آنذاك، بدليل إن هناك بدلة محارب وسيف معلق هو بانتظار هذا المنقذ ..
لم يقتصر الترميز على هذه الأشياء إنما مثلا ً النافذة التي ينكسر الضوء قبل دخولها في بيت محمد بن الحنفية .. مرض محمد بن الحنفية يعني مرض الواقع آنذاك .. الشجرة اليابسة التي فيما بعد يطلع فيها غصن أخضر أيضاً ..
الامام العباس (عليه السلام) كان حاملاً للراية فجعلته رمزاً للقوى الطليعية .. الطفل كان رمز أو جنين الواقع الذي سيأتي .. الماء كان يمثل لدي رمز الحياة .. الموروث الشعبي يقول إن الشمر كان اعور العين .. جعلته الشخص الذي ينظر الحقيقة من طرف واحد .. الكثير من الرموز حملتها إلى المسرحية لكي أزيد غناها ولكي يظل فيها عنصر المفاجأة باستمرار، فأنت حينما ترى صورة كلاسيكية تكتفي إليها بالنظر مرة واحدة، ولكنك حينما تنظر لوحة لفنان في كل مرة تحاول أن تنظر إليها وتستكشف ما فيها ..
س/ كتبت للأوبرا وهي سابقة عربية نعدها رائعة .. لماذا لم يتجه الخفاجي إلى كتابة الأناشيد بهذا الشكل الحسيني ؟
• أنا في نص أوبرا سينيمار الذي كتبته أدخلت المحليات فيه .. البيارق وما يصطلح عليه شعبياً بقبة القاسم والركضة والضريح وإيقاع الزنجيل في الذهن والمشعل والسبيل وأدخلته لكي امنح هذا العمل والمنجز المحلية ..
أصوات المنشدين في الأوبرا تختلف عن أصوات المنشدين قاطبة .. أصوات المنشدين العاديين أصوات عادية، لكن أصوات المؤدين للأوبرا هي أصوات ( سبرانو) هذا الأصوات التي تتميز بمساحات عريضة وارتفاع .. لا توجد لدينا أصوات ( سبرانو) فلمن اكتب نشيد أوبرا إلا للأصوات (سبرانو) بالإضافة إلى إن الأوبرا تختلف حتى في الآلات الموسيقية .. فلآلات التي تعزف للمنشدين العاديين هي آلات عادية، بينما آلات الأوبرا هي آلات اوركسترالية مثلا ً الكونترباس .. وآلات النفخ بالإضافة إلى الآلات الوترية الضخمة الإيقاعية، وهي مسرح شامل تتداخل فيه كافة الأجناس يتنازل كل جنس منها عن خصوصيته الفرعية ليندمج داخل جنس واحد اسمه الأوبرا أو مسرح شامل اسمه الأوبرا.
يذكر إن شاعرنا المبدع محمد علي الخفاجي مازال يعاني من عجز في الكليتين لذا نناشد الجهات الرسمية والثقافية بالخصوص للالتفات إلى هذا الرمز الأدبي والثقافي للمساهمة في رفع معاناته.
حاوره /عقيل ابو غريب
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر