بعد دراسة معمقة وتخطيط سليم وصلت العتبة الحسينية المقدسة في مشروع بناء جامعة الثقلين التقنية التي تضم معاهد وكليات تقنية نادرة في العراق، ولا يوجد نظير لها في الجامعات الحكومية والاهلية، بعد ان خصصت لها قطعة ارض بمساحة (57) دونم على الطريق الرابط بين محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف واستحصلت الموافقات الاولية من وزارات التعليم العالي والتخطيط والصحة ، ووصل مشروعها الى مرحلة البناء ومن المؤمل ان تستقبل الجامعة طلابها خلال العام المقبل (2025).
واكد رئيس هيئة التعليم التقني في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور عباس كاظم الدعمي في حديث مع وكالة نون الخبرية ان" توجيها مباركا صدر من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي شرعنا بموجبه باستحداث هيئة للتعليم التقني في الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، وتعتبر خطوة جريئة كونها تبحث ما يعزز وجود الملاكات الوسطية في القطاعين الحكومي والخاص لدعم عمليات الانتاج وتعزيز النمو الاقتصادي في البلد"، مضافا لها ان" الملاكات الوسطية في جميع دول العالم وخصوصا المتقدمة منها بدأت تأخذ ادوارا ريادية في عمليات البناء والتقدم والتكنولوجيا، بسبب ان بعض المهارات التكنولوجية والتقنية بدأت تدخل الى سوق العمل مع تطوير بيئته، ولدينا في العراق فجوة في هذا المجال كبيرة وواسعة جدا، والتعليم التقني والمهني في العراق بدأ يتراجع شيئا فشيئا مقارنة مع التعليم الاكاديمي الذي تكون نسبة (60 ــ 70) بالمئة من مناهجه العلمية نظرية، ونسبة (20 ــ 30) بالمئة تكون عملية او تطبيقية، ونسبة (30) بالمئة من التطبيقي قد يكون مختفي لانه تحتاج تدريب او تأهيل في مؤسسات بنفس اتجاه القسم المعني او التخصص العلمي، اما التعليم المهني او التقني فبالعكس لان نسبة (60 ــ 70) بالمئة من المنهج هو عملي تطبيقي ويحتاج الى امكانيات كبيرة جدا لانه يتطلب توفير متطلبات ووسائل ولوازم تعليمية وتدريبية في آن واحد، وما تبقى منه هو النظري".
واضاف ان " العتبة الحسينية تمتلك الامكانيات المالية والمادية وامكانيات لوجستية عبر مشاريعها المختلفة لتدريب الطلاب القادمين من مختلف المؤسسات التربوية والتعليمية، والفكرة والغاية من التأسيس ليست لغرض منافسة القطاع الحكومي او الخاص بل داعما لهما وسندا كما اكدها في اكثر من مناسبة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية، والدليل على ذلك ان جميع مشاريع العتبة الحسينية وفي مختلف المجالات التربوية والتعليمية والصحية والزراعية والصناعية هي غير ربحية وايراداتها تستحصل لاغراض ادامة المشاريع، وكانت الفكرة في بداية العمل تأسيس جامعة تقنية، ومنها انطلقت عملية تأسيس جامعة الثقلين وهي اول جامعة خاصة تقنية، باعتبار ان قطاع التعليم الاهلي لا يذهب الى تأسيس معهد تقني لان جدواه الاقتصادية غير مجدية، وتبنينا هذا المشروع لتعزيز الملاكات الوسطية ذات المهارات العالية، لان العالم يتسارع بالتطور في مجال المهارات والتقنيات والتكنولوجيا، وحتى يكون الملاك الوسطي متسلح بادوات تجعله على قدر المسؤولية في الدخول على سوق العمل ومواكبة التطورات".
واوضح الدعمي ان" جامعة الثقلين خصصت لها قطعة ارض بمساحة (57) دونم على الطريق الرابط بين محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف واستحصلنا الموافقات الاولية من وزارات التعليم العالي والتخطيط والصحة قدر تعلق الامر بالاقسام الصحية والطبية، ووصلنا الى مرحلة البناء ونأمل ان تستقبل الجامعة طلابها خلال العام المقبل (2025)، وتضم الجامعة (9) معاهد و(4) كليات تقنية، والكثير من تلك الاقسام والكليات تعتبر نادرة في العراق، ولا يوجد نظير لها في الجامعات الحكومية والاهلية، واستحصلت الموافقات تحت مسمى اقسام نادرة، ومنها معهد الادارة الهندسية، والذكاء الصناعي، والامن السيبراني، ومعهد النفط، ومعهد التأهيل والعلاج، ومعهد طبي تقني، والتمريض، والادارة الصناعية، وكلية هندسة ادارة الطيران، وكلية تقنيات الادارة المالية، وفي جميع تلك التشكيلات توجد اقسام نادرة غير موجودة في العراق، ومسميات جديدة تدخل في سوق العمل العراقي، ووضعت الخطط لتكون جامعة ذكية ومتميزة تستخدم جميع الوسائل التدريبية والتعليمية الذكية، وتعتمد على مناهج متطورة ومتقدمة، كما ستعتمد على خبراء وتدريسيين من خارج العراق سواء من العراقيين العاملين في الخارج او من العرب والاجانب، وبدأنا من الآن بالتواصل معهم، كما تواصلنا مع الجامعات الحكومية الاربعة العراقية وهي جامعات الفرات الاوسط والجامعات التقنية الوسطى، والشمالية، والجنوبية، لتعزيز التعاون المشترك في مجال التأهيل والتدريب، وعقد معهم اول ملتقى للتعليم التقني في العراق، لتحديد رؤية التعليم التقني في العراق برعاية المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي واشراف وزارة التعليم العالي، ومنها بدأ وضع الخطوط العريضة للنهوض بالتعليم التقني في العراق، وما يمكن ان يعطينا الريادة في هذا المشروع هو الامكانيات الكبيرة التي ستوفر الورش والمختبرات التدريبية ووجود ميادين التدريب والتطبيق التي تمتلكها العتبة الحسينية من معامل ومصانع ومنشئات ومستشفيات".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- من النساء والاطفال: العتبة الحسينية تعالج اكثر من (2000) من الوافدين اللبنانيين في مستشفى خديجة (فيديو)
- تعالجت مجانا بالعراق: سيدة لبنانية اصيبت بجلطة لفقدها ولدها و(178) شخصا بقصف واحد(فيديو)
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية