على الرغم من بنائه قبل عشرين عاما مازال حي الشهداء سيف سعد (الكرار حاليا) يعاني من قلة الخدمات كغيره من بعض الاحياء في مدينة كربلاء المقدسة ،مناشدات كثيرة رفعها اهالي الحي الى المسؤولين في المحافظة لم تجد لها صداى فقررت اللجوء الى القلم الحر، لتشكي همها علها تجد وسيلة لانقاذها من تلك المحنة ،شارع معبد وحيد تملؤه الحفريات هو الوحيد في ذلك الحي الذي تسكنه فئات عدة من المواطنين \"معلمون ومتقاعدون فضلا عن الكسبة التي تمثل شريحة واسعة لاهالي هذا الحي \"،يقول محمد ناصر حسين وهو مدرس ومن الساكنين القدماء في حي الشهداء ان هذا الحي لم يشهد أي خدمات منذ تاسيسه في فترة الثمانينيات حيث لم يكلف المسؤولون انفسهم وكالعادة في زمن النظام البائد من زيارة الحي ،حيث بقي على وضعه الى عام 2003 وتغير النظام ،عندها تنفس اهالي الحي الصعداء مستبشرين بان يحقق المسؤولون خاصة بعد الانتخابات احلامهم في شارع معبد او مشروع مجاري او بناء مدرسة ،ولكن يبدو ان الرياح جاءت بما لاتشتهي السفن كما يقول الشاعر ،وهنا تدخل ابو حسن من غير سابق انذار وكانه اراد وسيلة ليخفف عن معاناته بالقول انه ينتظر وصول الماء الى داره في ساعات متاخرة من الليل في فصل الصيف كون ان داره تقع في اخر الحي من الجهة التي تربطه بحي الرسالة المنشأ حديثا ،على الرغم من ان الوضع قد تحسن كثيرا هذا العام ،الا ان دائرة الماء وحسب قوله لاتضخه بشكل جيد الامر الذي يؤدي بالتالي الى عدم وصول الماء اليه نتيجة تشغيل الماطورات في بداية الحي ..اما المواطن عماد محمد فان مشكلته التي يعتقد انها مشكلة الحي بالكامل تكمن وراء انتشار النفايات بشكل كبير ووجود كادر قليل من البلدية لايتناسب مع كبر الحي وكثرة ساكنيه مما يؤدي الى انتشار النفايات وبالتالي تجمع الحيوانات السائبة ومن ثم الامراض الخطيرة \"
بعد ان اخذنا اراء المواطنين والتي تمثلت بهموم تمنوا ان يكون حلها سريعا ،أتجهنا الى مختار الحي لكي يطلعنا عن رايه في ماطرحه المواطنون فاجابنا فاضل لفتة حمزة (مختار حي الشهداء الاولى) ان الحي الذي يسكنه 17.000 مواطن من شرائح مختلفة والذي يحوي على 2826 دارا سكنية وكذلك توسطه خمسة احياء اخرى مما اضاف كاهلا جديدا عليه ،على الرغم من هذا وذاك الا ان الحي لم يشهد تنفيذ أي مشروع خدمي حتى لو كان بسيطا ،مضيفا ان المشروع الوحيد الذي نفذ هو مشروع الماء الذي ساهمت فيه شركة خيرية عن طريق الشيخ صباح الجنابي مسؤول لجنة البلديات في كربلاء ،مضيفا ان الشارع الرئيسي الموجود في الحي والذي تهالك الان نتيجة كثرة المتجاوزين في الحي هو من تنفيذ شركة chf) )،مؤكدا في الوقت ذاته انه يمتلك تواريخ لكتب رسمية ناشد فيها المسؤولين في الحكومة المحلية بالنظر الى قلة الخدمات في الحي دون جدوى ،ومشيرا الى ان عددا من المسؤولين زاروا الحي ومنهم القائممقام والمحافظ الا انهم لم يلتمسوا أي تغيير في عموم الخدمات ...
مختار حي الشهداء الثانية (محمود الجبوري) عزا مشكلة الحي التي هي بالتالي مشكلة البلاد باسرها الى عدم تفاعل المسؤول مع المواطن على الرغم من ان الاخير عانى كثيرا خلال فترة الانتخابات السابقة نتيجة تدهور الوضع الامني لكي ينتخب وينجح العملية الانتخابية برمتها طموحا منه في ان يجد المسؤول الذي يبحث عن راحة المواطنين ،الا ان المسؤول وبعد ان حاز على دفة الحكم اصبح بعيدا كل البعد عن المواطن متناسيا الوعود التي اطلقها بتوفير الخدمات للمواطنين خاصة وانها تعتبر من المسائل البسيطة في افقر الدول ،واضاف الجبوري : ان المشكلة الاخرى تكمن وراء الفساد المستشري في اغلب مفاصل الدولة ،فمثلا ان المقاول الذي التزم بتبليط طريق في الحي التزم بمقاولة اخرى في المحافظة في نفس الوقت مما ادى الى تاخير انجاز المشروع وبالتالي حرمان المواطن من ابسط حقوقه ..مؤكدا انه رفع شكاوى كثيرة حول هذا الموضوع دون جدوى ،موضحا انه طالب في اكثر من مرة انشاء حديقة في الحي على غرار الاحياء المجاورة التي بنيت بعد فترة من بناء حي الشهداء الا ان هذا الامر لم يلق اذانا صاغية ،كما وطالب بدفن المقلع الموجود في الحي نتيجة انتشار البرك والمستنقعات فيه الامر الذي ادى الى انتشار الامراض ،الا ان الامر رُفض بحجة استغلال المنطقة من قبل المتجاوزين ،وتساءل مختار المنطقة لماذا هذا الجفاء بحق هذا الحي ،على الرغم من انه يقع في منطقة استراتيجية نظرا لتوسطه خمسة احياء ووجود سوق متكامل فيه وبه عدد من الاطباء والصيادلة فضلا عن السوق الشعبي للخضار والذي لو قدر ان حظي بالاهتمام والتنظيم لكان من الاسواق التي يشار اليها بالبنان\"
بعد هذه الشكاوى التي اصبحت صفحات طويلة ذهبنا لنضع هموم المواطنين على طاولة المسؤول علها تجد بعض الاجابة ، الشيخ صباح الجنابي عضو مجلس المحافظة المشرف على خدمات البلدية اقر بعدم وجود خدمات في حي الشهداء معللا ذلك الى عدة اسباب اوضحها لنا بالتفصيل قائلا : بالنسبة الى عدم اكساء الشوارع ،صحيح ان الحي لايوجد فيه طرق معبدة وهذا يعود الى خطأ في تصميم الاساس للحي حيث ان الشارع الرئيسي \"والكلام للجنابي\" الذي يقسم الحي الى نصفين ويعتبر ذا مسار واحد وبعرض خمسة عشر مترا فقط مع الارصفة لذلك يعتبر هذا الطريق متهالكا بسبب وجود مطبات كثيرة به نتيجة تصريف المياه عليه لعدم وجود خدمات المجاري الذي من المؤمل المباشرة فيه بعد حي الامام علي (سيف سعد) أي في السنة المقبلة ،واضاف الجنابي على الرغم من ذلك قامت دائرة البلدية بتبليط عدد من الطرق من خلال التعاقد مع احد المقاولين ،ولكن نتيجة تلكؤ المقاول لم يتم انجاز تلك الطرق الذي من المؤمل ان يباشر فيها بعد فترة ..،واضاف صباح الجنابي ان هناك مبالغ رصدت لانجاز حديقة مع متنزه وسيقام هذا المشروع بالتعاون مع مختار المنطقة ،وعن عدم وصول الماء الى بعض مناطق الحي قال عضو مجلس محافظة كربلاء صباح الجنابي انه تم بالتعاون مع شركة انسانية في انجاز مشروع الماء في الحي العام الماضي ذي مسارين ،وعن سبب شحة الماء في بعض المناطق اوضح الجنابي ان هذا الموضوع على الرغم انه ليس من اختصاص دائرة البلدية ولكن لنا بعض المعلومات حيث ان كثرة التجاوزات على الشبكة بالاضافة الى ان هناك بعض الاطفاءات تحصل على بعض الخطوط الناقلة لهذا الخط او ذاك يتسبب في انقطاع الماء ولكن بشكل عام الوضع افضل من العام السابق..الجنابي اكد ان الحكومة المحلية قررت بعد زيارة ميدانية لموقع الطمر الصحي والذي تسبب بمعاناة الاحياء القريبة ومنها حي الشهداء قررت نقله الى مكان يبعد كيلومترين عن الموقع القديم وبالقرب من الخط الاستراتيجي ،مضيفا ان دوائر البلدية باشرت في الموقع الجديد والغاء الموقع القديم لبعده عن الاحياء السكنية وبالتالي الحفاظ على صحة المواطنين...الجنابي اختتم حديثه بالقول ان حي الشهداء سيشهد العام المقبل انجاز الخدمات فيه بعد اكتمال مشروع المجاري الذي سيتم المباشرة فيه العام القادم والذي ادى بالتالي الى عدم انجاز أي مشروع خدمي اخر ...
رئيس لجنة الاعمار في مجلس محافظة كربلاء فلاح حسن عطية اكد ماقاله الشيخ صباح الجنابي ،واضح ان احياء الشهداء والنصر والاطارات فضلا عن عدد من الاحياء شملت بمشروع المجاري العام القادم حيث يجب اكمال البنى التحتية مثل خدمات الماء والمجاري ليتم المباشرة في انجاز مشاريع البنى الفوقية ، واضاف فلاح حسن عطية ان هذا العام شهد اقامة عدد من مشاريع شبكات المجاري في مركز المدينة واحياء العباس والزهراء والغدير واليرموك وحي الحر والثورة كل هذه الاحياء مشمولة الان بخدمات تصريف مياه الامطار والمجاري ،وان هناك الية متبعة في مجلس المحافظة تكون في اتمام مشاريع البنى التحتية ليتم بعد ذلك مستقبلا انجاز المشاريع الاخرى كالطرق وانشاء الارصفة فضلا عن اقامة الحدائق وغيرها من المشاريع الخدمية التي تصب في مصلحة المواطن والتي شوهدت في عدد من الاحياء الاخرى كحي الموظفين بالاضافة الى حي رمضان الذي بوشر فيه باكساء الطرق الفرعية واكساء الارصفة بالشتايكر المقرنص لذلك فهذه الية متبعة تتم بالتعاقب حيث تكتمل البنى التحتية ليصار الى انشاء مشاريع اخرى وبشكل تدريجي..واضاف مسؤول لجنة الاعمار ان حي الشهداء سيشهد مطلع السنة المقبلة تنفيذ مشروع المجاري وبعد اكمال هذا المشروع سيصار الى اكساء الشوارع الرئيسية والفرعية وانشاء الارصفة كغيره من الاحياء التي اكتملت فيها مشاريع البنى التحتية والفوقية ...
بعد الوعود والاحلام الوردية التي ذكرها المسؤولون بان حي الشهداء سيشمل السنة القادمة بانجاز مشاريع البنى التحتية التي وقفت حسب تاكيداتهم حجر عثرة امام اكساء الشوارع والارصفة وباقي الخدمات ،يبقى الاهالي بانتظار تحقيق تلك الوعود التي اصبحت كاحلام يقظة جميلة تراود المواطن كلما يصبح او يمسي على واقع الخدمات المتردي ...
تحقيق علاء السلامي
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر