سامي جواد كاظم
العقل هو مقرالقيادة المركزية للانسان وعلى ضوء يقرر مما ترى العين او تسمع الاذن او تتحسس اليدان او نطقت الحنجرة او تذوق اللسان كيف يتصرف وهذه الحواس هي المترجمة الحقيقية لما يحمل الانسان من مشاعر واحساس التي تصدر من الانسان بقرار العقل ، ومن تنفصل حواسه عن سيطرة عقله نرى منه الشطط والشواذ وحتى الصحيح ان صدر منه فهو ضربة حظ .
هذه المعادلة من اهم ما تعمل عليه المؤسسات المخابراتية لتطويع هذه العقول وجعلها لا تحسن اختيار القرار وحتى يتمكنوا من ذلك فانهم استطاعوا بمختلف الوسائل من تطبيع هذه العقول وفق منهج خبيث ، وهنالك من يعتقد بانه لم يتاثر بما خططت له هذه الاجهزة وهنالك بشعور لا ارادي يخضع لهم بل ويساعدهم على تحقيق غاياتهم السيئة .
المخابرات الامريكية ( CIA ) اخبث واخطر جهاز على الكرة الارضية وانه يطوع له مختلف المؤسسات وعلى المدى البعيد حتى لو اقتضت الضرورة عشرات السنين ، وهنا اريد ان اسلط الضوء على برنامج خطير جدا انزلقنا فيه والبعض يكابر ولا يعلم هو الخطر اصبح على عقول الناس .
الاستدراج في تطويع العقول وهناك من يسميها غسل الادمغة ، ولكن استوقفتني ظاهرة من على الفيسبوك رايتها خطيرة جدا ، ونحن نسير في ركبها من حيث لا نشعر .
نقرا خبرا مفاده اغتيال عائلة كاملة على يد داعش وسط النهار بجريمة بشعة، فنتاسف لها ونحن نتصفح الفيس فيظهر خبر من بعده رياضي او اعلان ايضا نتفاعل معه ونستمر في التصفح فتظهر صورة سخيفة او خبر كاذب او خبر سياسي خبيث ونحن نعطي الاعجاب ونعلق عليها ، وتصبح جريمة الاغتيال واقع حال في حياتنا، وبدا المواطن يتحدث بكلام يحقق غاية الخبثاء مثلا يكتفي بالدعاء او يشتم الحكومة او يستهزئ بالشرطة والبعض يشارك هكذا اخبار ليخدم هذه الاجندة، هذه لم تات من فراغ بل من خطة مدروسة .
من وسائل المخابرات الامريكية التي حققت لها المطلوب هي مؤسسات هوليوود السينمائية التي عملت وفق خطط ذكية جدا مع دراسة العامل النفسي للشريحة المستهدفة فانها تصنع من بطل يحب الخير فيملك عقول المشاهدين ويتعاطفون معه ومن ثم يظهر هذا البطل بدور مجرم فيتعاطف المشاهد المعجب به ولا يعلم انه تعاطف مع الجريمة .
بدات افلام الاكشن التي تتلاعب بمشاعر المشاهدين تعرض بشكل مكثف من الفضائيات وهو يرى انتقام البطل من العصابة ويتشبع بمشاهد القتل بشكل خيالي وغريب احد الافلام قتل اكثر من 150 شخص في مشاهد عنفية استقبلها المشاهد بشكل طوعي ، المهم صورة القتل ترسخت في عقل المشاهد ثم انتقلوا الى ابشع اشكال القتل لتصبح مشاهد طبيعية ومن ثم اصبحت هذه الافلام على ارض الواقع العراقي وبدا يتفاعل معها المواطن بشكل طبيعي ، قتل تفجير ذبح هروب سجناء فساد اختلاس غسيل اموال عدم احترام القانون اعمال انتقامية وهكذا .
في بغداد سمعت صوت انفجار فنادى احد السائقين على سائق سيارة في الاتجاه المعاكس اين الانفجار فقال له في المكان الفلاني قال جيد حتى اختار طريق اخر ، انفجار قتل بشر تهديم بنايات حرق محلات لم يفكر بها السائق فكر بالطريق الذي يسير به .
وصل المواطن العراق انه يفرح بالمصيبة ويشمت بالحكومة او بالحزب الفلاني فتشبعت عقولهم بروح الانتقام بلا حدود وخلط الاوراق وعدم تصحيح الاخطاء ومعالجة الجراح ، اي عراقي لو قلت له تعال نعالج هذا الخطا سيقول لك وكم خطا ستعالج ومن يلتفت اليك وماذا تقبض من ذلك هكذا ، ولو سالته عقلا هل هذا الخطا خطا ؟ سيقول لك نعم انه خطا ، هل يستحق المعالجة ؟ سيقول لك نعم يستحق المعالجة ، ولو قلت له تعال لنعالجه سيقول لك اعتذر ، لاحظوا كيف فصل العقل عن المشاعر.
المواطن العراقي يخالف القانون وهو يعلم انه يخالف القانون ولكن يقول حشر مع الناس عيد كما يفعل غيري افعل انا ، لاحظوا يعرف انه خطا عقلا ولكن شعوريا لا يبال .
لاحظوا مواقع الاخبار الاجنبية كيف انها مصدر ثقة عند المواطن العراقي وخصوصا الاخبار التي تنال من الحكومة ومن الشخصيات السياسية فانهم يصدقونها دون التحقق منها نتيجة مشاعر البغض للسياسيين جعلهم ياخذون باي شيء ينال منهم وهم يعلمون علم اليقين عقلا قد تكون كذب او مبالغ فيها ولكن فصلت المشاعر عن العقول ، وصل الحال بالادارة الامريكية انها تعترف علنا بدورها في الارهاب وتستهزئ بالمسلمين وهي مطمئنة لا احد يتاثر بما تقول .
عودة الى الذات واستنهاض القيم وغسل القلوب مما تعلق بها من المشاهد الخبيثة لكي نصحح حياتنا
أقرأ ايضاً
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي