بقلم \ مسلم الركابي
من المفارقات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي هي احدى حلقات المسلسل العراقي الرمضاني كمامات وطن ، هذه الحلقة التي استأثرت باهتمام الملايين من المشاهدين مما جعل البعض يتحدث عن هذه الحلقة باسلوب نقدي واضح المعالم حيث أفرزت الحلقة عن العديد من النقاد الفنيين الذي تعاملوا مع المسلسل بشكل فطري واضح للعيان ولكن المثير للجدل هو استفهام البعض بسؤال يقول لماذا لا تتطرق الدراما العراقية لتضحيات الشهداء الابرار وبطولات الحشد الشعبي وغيرها من المواقف والاحداث التي مرت بالعراق بعد عام 2033 .وهذا الاستفهام دعونا نحمله على محمل الصدق وهو كما نظن كذلك ، لكن دعونا نتساءل اين هي المؤسسات الفنية في عراق مابعد 2003 لا ننسى ان الحكومات المتعاقبة كانت ولازالت تنظر للفن بمنظار الحرام وغير ذلك وهذه النظرة هي التي قزمت دور المؤسسات الفنية مما جعل الكوادر الفنية من كتاب وممثلين ومخرجين وغير ذلك من العاملين يعتزلوا ويعتكفوا في دورهم بل ان بعض هاجر خارج البلد .الفن يحتاج الى مناخ نظيف ودعم كبير وارضية مناسبة للعمل .كل شيء تغير للاسف بعد عام 2003 لا ننسى اننا نمتلك قمم ابداعية كتابا وممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو وفنانين تشكيليين وغير ذلك نحن نعيش في بلد طارد للكفاءات للاسف .لدينا عشرات الفضائيات والتي تعتاش على اعلام مؤدلج ومدفوع الثمن .وعليه نقول ماذا لو وفرت هذه الفضاءيات ما وفرته الشرقية للفنان اياد راضي وغيره ؟ اكيد سوف نشاهد اعمال درامية ربما تضاهي اعمال عربية تعرض اليوم ، للاسف اننا نفتقد للعملية الانتاجية في العملية الفنية مما جعلنا فقيرين فنيا .وعليه نقول لدينا عمالقة بالكتابة الدرامية وبالتمثيل والاخراج وكل شيء لكننا نحتاج الى دعم متواصل وفضاء وحرية نظيفة للعمل . فلا تبخسوا امكانية الفنان العراقي لانه مبدع بالفطرة .