حجم النص
تقدم ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بتعازيه إلى عوائل الشهداء من زوار الإمام الحسين (عليه السلام) سائلا الله تعالى الشفاء للجرحى، وتقدم كذلك بالعزاء أيضا عائلة الشهيدين البطلين الملازم نزهان الجبوري من الحويجة من محافظة كركوك ونائب العريف علي احمد المقدمي من ديالى الذين جسّدا روحَ المواطن الصادق بتضحيتهما البطولية من اجل حماية زوار الإمام الحسين (عليه السلام) وهو نموذج ينبغي أن يحتذى به من قبل الطبقة السياسية في العراق والمسؤولين بصورة عامة.
وأضاف خطيب الجمعة في كربلاء المقدسة في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 19- صفر-1433هـ الموافق 13-1-2012م بأن روح المواطن التي تتمثل بتذويب روح الانتماء المناطقي والمذهبي والعرقي والحزبي الضيقة ضمن روح الانتماء للوطن الواحد.
وزاد سماحته بأن هذا الشعب الذي عبّر مواطنوه عن حسّهم الوطني ينبغي أن يتجسّد لدى الكتل السياسية والمسؤولين بصورة عامة وتنظر كل كتلة ٍ إلى الأخرى كما ينظر كلُّ مواطن ومن أي بقعة كانت من ارض هذا الوطن إلى مواطنه الآخر حتى وان خالفه في دينه ومذهبه وعرقه، فالمواطن الذي يَسْهَر ويُجهدْ نفسَهُ ويضحّي بها ويرمل زوجته ويُيَتِّم أطفاله من اجل أن يحيا بقية أبناء بلده ويحافظ على أرواحهم ومصالحهم.
وتقدم سماحة الشيخ الكربلائي بالشكر الجزيل والثناء الجميل لجميع زوار الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحاب المواكب والهيئات على إحيائهم لهذه الزيارة المليونية وتجسيدهم روح الاستعداد للتضحية من اجل بقاء وديمومة هذه الشعائر. وتوجه إليهم بان إحياء الارتباط العاطفي مع الإمام الحسين (عليه السلام) وديمومته أمر مهم أكد عليه الأئمة ( عليهم السلام) وإطعام الطعام محبوب شرعاً عند الله تعالى، ولكن في نفس الوقت فان التأكيد بنفس المستوى بل أكثر بان تعطي لكل شيء استحقاقه بحسب الموازين الشرعية ليس أكثر ولا اقل، وذلك بالتفقه في الدين وإقامة الصلاة وحفظها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتجنّب الحرام وحفظ اللسان وتهذيب النفس بالأخلاق الفاضلة وصدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالوعد والعهود، فان هذه النشاطات والمراسيم ومجالس العزاء يراد منها الانشداد لأهل البيت ( عليهم السلام) وتقوية الارتباط بهم نظرا لما ورد عنهم عليهم السلام:
1- عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : " أفٍّ لكل مسلم لا يجعل في كل جمعة ( يعني أسبوع) يوماً يتفقه فيه أمر دينه ويسأل عن دينه".
2- عن الباقر (عليه السلام) : " عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد ".
3- عن الصادق (عليه السلام) : " ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الدين ".
4- عن الرضا (عليه السلام) : " أحيوا أمرنا .. رحم الله من أحيا أمرنا .. قال أبو الصلت .. كيف نحيي أمركم ؟ قال (عليه السلام) : تتعلمون أحاديثنا وتعلمونها الناس فإنهم لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ".
وأكد سماحته في هذا الصدد بضرورة الالتزام بأداء الصلاة في أول وقتها، فقطعاً إذا حان وقت الصلاة فان الذي يرضي الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم) والإمام الحسين (عليه السلام) والإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو التوجه لأداء الصلاة وحفظ حدودها وشرائطها، ثم ينبغي للمؤمن أن ينظر فيما يرضي الإمام (عليه السلام) بصورة عامة فليس مما يرضي الإمام الحسين (عليه السلام) والإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف) أن أسير واقطع مئات الكيلومترات لزيارته وانفق الأموال للإطعام ولكني في بقية الأيام لا أتورع عن الحرام ولا أصون لساني عن الكلام الحرام ولا أهتم بالصلاة ومعاشرتي سيئة مع الناس ولا أحفظ حقوقهم ولا أؤدي الحقوق الشرعية وهكذا...
وتوجه ممثل المرجعية الدينية العليا بالشكر الجزيل والامتنان والعرفان لجهود الأجهزة الأمنية لجهدها الكبير والمضني وسهرها وتعبها لتوفير الأمن للزائرين، أما حصول تفجير هنا وهناك لا يقلّل من هذا الجهد وهذا العطاء لأنه لا يمكن أن تمنع الثغرات خلال مسير يمتد لأكثر من ألف كيلومتر ولزائرين يصل عددهم إلى أكثر من عشرة ملايين زائر .. ومع هذا أكد سماحته على ضرورة توفر الدعم والاهتمام للمنظومة الاستخبارية لأنها هي جزء الحل الأساسي لهذه الاختراقات الأمنية، كما أكد على ضرورة تشكيل لجنة لدراسة كيفية تسهيل النقل للزوار إذ لا يكفي لحل هذه المشكلة توفير وسائط النقل فقط!.
وعن الوضع السياسي في العراق وبقاء هذه الأزمات السياسية وتداعياتها الخطيرة على الوضع الأمني والسياسي بل حتى الخدماتي، توقع سماحته إنه سوف يكون له آثار مستقبلية خطيرة على مجمل الأوضاع في العراق، ولذلك حذّر الكتل السياسية من مغبة استمرار الاختلافات والتي تصل إلى حد المهاترات أحيانا، وان مجرد الجلسات الشكلية لا تكفي لحل الأزمات بل لابد من توفر النية الصادقة والإرادة الجادة للوصول إلى حلول جذرية تعالج الأزمات ولا تهدئها فقط.
وأضاف سماحته انه ينبغي للكتل السياسية دراسة الوضع الإقليمي ومعرفة طبيعة التوجهات السياسية لبعض دول الإقليم ودراسة طبيعة الصراع الدولي في المنطقة والتنبّه إلى ما تحرص عليه بعض الدول من تحقيق لمصالحها وتأثير ذلك على مصالح العراق وانعكاساته الآنية والمستقبلية.
وفي الختام حذر سماحته من توجه الأنظار نحو الخارج ليكون لهم دور في حل هذه الأزمات في العراق وقال إن التوجه للخارج لا يوفر حلاًّ للأزمات لان هذه الجهات إنما تنظر للوضع في العراق بعين مصالحها وأجنداتها الخاصة والإقليمية وسوف يُفتَح لها المجال للتدخل في شؤون العراق مستقبلا، وبالتالي لا حلّ إلا بالحوار الصادق واستشعار المسؤولية المشتركة وانّ الجميع مسؤول عن الخروج من هذه الأزمات للوصول إلى الأمل المنشود للشعب العراقي بالأمن والاستقرار.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق
- كشف اسرار مترو بغداد ومجسراتها.. نـائب برلماني: نفوس كربلاء مليون و(600) الف وهو رقم فيه ظلم كبير
- الصحة النيابية تطمئن: لا علاقة لفيروس الميتانيمو الجديد بكورونا ولا خطر لجائحة