حجم النص
حول التفجيرات الأخيرة التي استهدفت الزائرين المتوجهين إلى كربلاء لزيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام تناول ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 12 صفر الخير 1433هـ الموافق 6-1-2012 م هذه المفردة التي باتت تتكرر في مثل هكذا مناسبات وبمناطق مرصودة ما يثير الريبة والشكوك في النوايا الخبيثة التي يضمرها الإرهاب للوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.
ونوه سماحته إن نوع الجريمة يمكن قراءتها قبل الجريمة، ذلك إذا أخذنا استهداف لون معين ومناطق محددة من الشعب العراقي في نظر الاعتبار، فإن توقيتات هذه الجرائم تكشف عن وجود مخططات لإرباك الوضع بشتى الصنوف والوسائل.
وتابع السيد الصافي ليس من الصحيح أن تقف الجهات المسؤولة وقفة المتفرج أو أن تكون هناك معالجات لكن لا ترقى إلى جسامة الحدث، والكلام ما زال لسماحته تكلمنا أكثر من مرة عن قضية تقوية جهاز المخابرات والاستخباراتية ولكن المشاكل تتكرر ولا اعتقد إن هناك احتمال لأي جهة أمنية لم تكن تحتمل إن زائري الإمام الحسين (عليه السلام) قد يستهدفون من قبل هذه المجاميع الإرهابية! قطعا إن الخلل موجود وهذا الخلل لابد من معالجته وأما إبقاء الأمر على ما هو عليه غير صحيح ، وهذه المسألة غير مرتبطة بوجود الأجنبي وواضح استهداف جهة معينة ولون معين وطائفة معينة بطريقة أو بأخرى لها بوادر خطيرة لا يمكن السكوت عليها بأي حال من الأحوال.
وطالب سماحته بضرورة وجود إجراءات صارمة وكفيلة بأن توفر الحماية اللازمة لزوار الإمام الحسين (عليه السلام) ولكل الشعب العراقي ، أما انه بين فترة وأخرى هذه الأمور تتكرر .. والطرف المقابل قطعاً ليس هو من أهل التوبة حتى يرجى منه التوبة وليس هو من أهل الوعي حتى نتكلم معه بحوار واع وإنما هو طرف حاقد يحاول أن يقتل الأبرياء بشتى الوسائل .. هكذا ظرف يحتاج أن يجابه من الجهات الرسمية بما يفرض عليه هيبة الدولة وحماية الناس.
وأكد سماحته إن هذه الأرواح التي استهدفت في هذه التفجيرات قطعاً هي أرواح بريئة ذهبت تشتكي من ظلم البشر .. وهذه الدماء التي سقطت قطعاً لا تعيق أي مسيرة متعلقة بالحسين (عليه السلام) وهذا الذي يفعل هو أحمق ! فهو يعتقد بهذا العمل انه يعيق الناس من أن تمارس عقائدها .. وهذا اشتباه يدل على عدم نضج وفهم ويدل على انحراف حتى في الذهن.
وفي نفس السياق وجه ممثل المرجعية الدينية العليا كلامه إلى كل الإخوة الذين عزموا وتهيؤوا للمجيء إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) من داخل وخارج العراق، قائلا: لاشك إن هؤلاء الإخوة القادمين أنهم يملكون مقداراً من الوعي والإدراك الذي دفعهم للمجيء للحسين (عليه السلام) كل بمقدار ما يحمل.
ولفت إن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) واسعة وقضية تستوجب منّا أن نتأمل فيها والذي يجعل تفكيره عند الحسين (عليه السلام) ليس بنادم ٍ والذي يحاول أن يركّز على شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) ليس بنادم ٍ .. فالإمام الحسين (عليه السلام) قابل أن نأخذ منه في كل سنة عطاء وان نقرأ الإمام الحسين (عليه السلام) في كل سنة من زاوية ونستفيد منها ، ولعل الشخص عندما يهمّ بالزيارة عنده هذا الهدف وهو أن يصل للإمام الحسين (عليه السلام) وهذا يعد هدفا نبيلا بحد ذاته.
وأوضح سماحته إن الزائر يمكن في كل سنة أن يقرأ الإمام الحسين (عليه السلام) قراءة متجددة، لو في هذه السنة يقرأ الحسين (عليه السلام) من هذا المقطع الكبير الذي قاله الإمام الصادق (عليه السلام) فيه وهو ( اشهد انك قد أقمت الصلاة ) هذا الجانب الذي تميّز فيه الإمام الحسين (عليه السلام) وحري بمن قصد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يتوّج نفسه بهذا التاج وان يجعل شعاره ومحطته ووقفته في ذلك المقطع وأن لا يفارقه حتى عندما يمشي وعندما يأكل وعندما ينام .. يجعل هذا الشعار على عينيه الكريمتين وهذا الشعار يواجهه الشخص في كل لحظة ويوقظه .. فماذا سيحصل حينئذ عند هذا الشخص؟! قطعاً سينتظر الصلاة والأذان وسيفهم الصلاة .. وهذا الشعار عندما يبدأ به الشخص سيعتني بطهارته وملابسه وبوقت صلاته ويسعى جاهداً لإقامة الصلاة في أوقاتها، لاشك إن الإمام مربّي ومعطاء وسخي وقد جعل هذه الوفود تأتي بلا دعوة وجعل أهل الأموال يبذلون أموالهم بلا حساب لماذا؟! لأنهم فهموا من الحسين (عليه السلام) أشياء متعددة .. هذا فهم من هذه الجهة وذاك فهم من جهة أخرى وثالث فهم من جهات أخرى وهكذا يزين الفهم العاشورائي بهذه المفاهيم الحضارية المستكنة فيها..
وعقب سماحته إنه عندما نقول الفهم العاشورائي معنى ذلك نريد أن نرقى وان نصل إلى حالة رفعة ، فمثلا ً عندما أقارن بين صاحب فندق يحاول أن يستغل الزائرين ويرفع الأجور في الزيارات وبين صاحب موكب أو حسينية تجده يعمل ويتعب ويخدم جميع الزوار سواء يعرفهم أم لا فتراه يبيتهم ويقدم لهم الطعام .. وأنا هنا لا أتحدث عن حلال وحرام فقد يقول هذا ملكي ومن حقّي ، لكن أتحدث عن فهمين مختلفين لعاشوراء الإمام الحسين عليه السلام وأتحدث عن نسبة الارتقاء وعن نسبة الفهم العاشورائي فصاحب الفندق مثلا ً قد لا يفهم عن الإمام الحسين (عليه السلام) شيئاً بقدر ما يفهم إن هناك مناسبة ورصيدي سوف يرتفع، الفهم العاشورائي يرتقي إلى مستوى الناس أن تعطي نفسها وأموالها ..فالناس في فهم الإمام الحسين (عليه السلام) تختلف، فهناك ناس تفتح بيوتها للزائرين وهي فقيرة الحال ولكن ترى إن في هذا العمل رضا الله تعالى ورسوله ولكن غيره غير مستعد لأن يفعل هذا! فالفهم العاشورائي يحتاج إلى توفيق.
وخاطب سماحته المسؤولين بقوله: لاحظوا وراقبوا بمجساتكم الحقيقية الواقعية التي تنقل لكم الواقع .. كيف تتعامل الناس مع قضية الحسين (عليه السلام) وانتم كدولة ما هي مساعيكم للحفاظ على أرواح الناس؟ وما هو البذل الذي ممكن أن تبذلوه وليس من أموالكم الخاصة بل من أموال الدولة من اجل الحفاظ على أرواح الناس؟!
وعلق سماحته إن الساسة عندما يرون شعباً بهذا العطاء وبهذه القوة ألا يستحق أن يراهنوا عليه وان تجتمع كلمتهم من اجل هذا الشعب ! إلى متى نبقى في عملية تناحر! فهذا الشعب يحتاج أن تراهنوا عليه وهذا الشعب يستحق منكم أن تبذلوا له وان تجتمعوا على كلمة وان تحلوا فيه مشاكلكم!!
وذكّر سماحته إن زيارة الأربعين أصبحت موسما في كل سنة فأقرأ هذا الموسم ماذا يستوجب منك أنت كمسؤول في دولة العراق .. فهذا يحتاج إلى وقفة والى رأي ودراسة، فالمسؤول عندما يساعد الناس ويقف معهم فهذا يعد رصيدا له.
وفي الختام طالب المسؤولين أن يهتموا بالزائرين وان يتعاونوا مع محافظة كربلاء والحكومة الاتحادية الرسمية وان يهتموا بمنافذ الحدود وجهات الطيران والمطارات ولابد أن يتم استقبال الزائر بما يليق به ، ولابد أن تتكاتف الجهود من جميع الإخوة وفي كل الوزارات من وزارة الصحة والبلديات وكل ما يتعلق بخدمة الزائر، حيث لا توجد مثل ظاهرة زيارة الأربعين في كل العالم ، والإعلام ينقل كل شيء في العالم ولم اعهد إن هناك حالة تُنقل بهذه الصورة كما في العراق لا في العدد ولا الكمية ولا في طريقة الأداء ولا هذا الاستعداد للناس من التهيئة .. وهذه الظاهرة تحتاج إلى رجال يفهمونها حتى يتعاملوا معها بما تستحق وهذا أمر ليس بمتعذر بل هو أمر سهل.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- كشف اسرار مترو بغداد ومجسراتها.. نـائب برلماني: نفوس كربلاء مليون و(600) الف وهو رقم فيه ظلم كبير
- بسبب إسرائيل.. حبس الكويتية فجر السعيد ونقلها للسجن المركزي
- في اول تصريح له بعد تجديد الثقة... امين عام العتبة الحسينية يشكر المرجعية الدينية العليا ويتعهد بالمسير على نهجها(فيديو)