ناشد ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الحرم الحسيني المطهر في الأول من ذي القعدة 1432هـ الموافق 30-9-2011م المسؤولين العراقيين بذل الجهود من أجل الحفاظ على دماء العراقيين والتحسس بما يعانيه البلد والمواطن من آهات وآلام وأنات.
وأضاف إن كثير من المسؤولين يخرج ويرمي باللائمة على الآخر وطبعاً هذه الطريقة غير مجدية وقطعاً إنها ستضيع الدماء، وقال إن هذه المسائل لم تحل بهذه الطريقة، ونقل عن بعض الجهات الاستخباراتية تأكيدها إننا عندنا معلومات !! وأردف ما معنى أن يخرج إنسان ويقول كان عندي علم بهذه العملية !! هل يريد أن يبرئ ساحته مثلا ً ولماذا لا تتبدل هذه الأساليب ويأخذ المسؤول المعني زمام المبادرة قبل وقوعها لاسيما مع ضخامة التحديات التي تواجهنا في الظرف الحالي .. فالعدو ليس له ضوابط ولا أخلاقيات ولا دين ولا منطق فلابد أن تكون التحديات والإجراءات بمستوى هذه النماذج المنحطة التي تستبيح القتل بطريقة عشوائية .. ولكننا نرى ومع بالغ الأسف إن ردود الفعل لا زالت متواضعة ولا تؤدي شيئاً.
وفي السياق نفسه تساءل سماحة السيد الصافي ما الفرق بين الحرية والفوضى؟ وفي معرض الإجابة قال لقد بدأت مجموعة من الأسئلة تُثار من الناس ومن عقلاء القوم في حين إن المسؤول السياسي لم يحتر جوابا عن تلك الأسئلة ما حدى به أن يتقهقر إلى أن عزل نفسه بدلا من أن يسمع من الناس ووضع نفسه في أن يسمع كلاماً خاصاً بعيداً كل البعد عن واقع ما يجري.
وعزى الفرق بين الحرية والفوضى من إن الحرية لها ضوابط ولا تعني أن الإنسان يفعل كيفما شاء في أي زمان ومكان شاء فالحرية لا تعني ذلك وإنما الحرية تُنظّم بضوابط محددة في مقابل الفوضى فإنها عملية غير منضبطة.
وتساءل مستغربا بهذا الشأن هل نحن الآن في حرية أم في فوضى؟! مع الجهد المُنظّم الذي بذله الشعب العراقي فطريقة تعاطي الشعب العراقي مع الأحداث طريقة منظّمة وهذا شيء يسجل للشعب، لكن في المقابل المسؤول هل يعيش حالة الحرية فعلا ً أو حالة الفوضى؟؟! وأضاف إنني أسأل الإخوة جميعاً هل الميناء الذي يراد إنشاؤه في الكويت يضر بالعراق أم لا يضر؟!
وتابع حقيقة لا أعرف ، إلى الآن لم يظهر شيء واضح من المسؤول العراقي ، تخبط واضح في التصريح ، تارة يقول المسؤول يضر وتارة يقول لا يضر !! إذا كان الموضوع غير واضح لسياسي يريد أن يبين حقيقة هذه المشكلة كيف يريد من الناس أن تفهم!! هذه ليست حرية بل هذه فوضى! العراق بلد عريق وعلى المسؤول أن يفهم هو في أي بلد يعيش!
ونقل سماحته عن بعض المسؤولين لابد لكل البضائع أن تحمل شهادة منشأ حفاظاً على البضاعة حتى لا تدخل إلى العراق إلا البضاعة الجيدة.. فرحت الناس بهذا الإجراء وعدته إنه من الضوابط الجديدة وهذا جيد، ولكن ما هي النتيجة ؟! تكدست عشرات البضائع والشاحنات في منفذ صفوان وفي الوقت نفسه عبرت بطريقة أو بأخرى عشرات مثلها من منفذ طريبيل أو زاخو ودخلت العراق! أين الحرية في ذلك ؟!! هذه حرية أم عملية فوضى!! فالإنسان عندما يشرع قوانين وقرارات ولوائح عليه أن يكون قادراً على تنفيذها وإلا من غير المعقول نجد الآن إن أي قانون من السهولة التمرّد عليه!.
وأشار سماحته إنه عندما توضع ضوابط كثيرة للحد من الفساد الإداري .. فالشخص الفقير غير المسنود يلتزم .. أما الشخص المسنود وله في الدولة ما له فإنه أول من يخالف ذلك ولا يجرأ احد على أن يمسكه! هذه ليست حرية وهذه ليست قوانين تحافظ على البلد وإنما هذه قوانين يراد لها تعطيل البلد!.
ووجه سؤاله إلى المسؤول، نحن نسمع بالفساد المالي والإداري، وميزانية البلد ميزانية كبيرة هل يمكن أن تشخصوا بشكل دقيق مثلما تشخصوا هناك كذا يتيم أو كذا أرملة في العراق، هل يمكن أن تشخصّوا نسبة المال الذي يذهب هدراً، ونسبة ذلك بالقياس إلى الميزانية ؟!! حتى نفهم إن هذه الميزانية كلما تضخمّت كلما تسرب منها المال إلى بعض الجيوب التي لا تمتلأ!.
وقال سماحته كم مسؤول يسافر إلى خارج العراق ؟!! من الذي قال له سافر ومن الذي اشرف على تصريحاته خارج الدولة؟! ماذا يقول هذا المسؤول إلى الآخرين إذا رجع؟ هذا المسؤول من المسؤول عنه لكي يرفع تقريره إليه بعد عودته ؟!!
ومضى قائلا: اذهب إلى مطارات العراق واجلس سترى هناك وفداً يخرج وآخر يدخل، ماذا يفعل وماذا يصنع ما هي مردودات تلك الجولات المكوكية إلى الدولة ؟! لا نعلم!! ويخرج الإعلام علينا ويقول وُقِع َ العقد الفلاني، ولو اطلعنا على جميع العقود التي وقعت من 2003 والى الآن، ما هي نسبة تحقق هذه العقود، وما هي الأموال التي صُرفِت فقط في توقيع العقود؟!! وقال سماحته إن بعض الإخوة المسؤولين في غفلة، والمسؤول يجب أن يكون بمستوى المسؤولية، رفقاً بهذا البلد..
وأضاف سماحته إن بعض المسؤولين همّه الأكبر تمزيق هذا البلد .. ونحن هنا لا نقول كل المسؤولين .. يجب أن يكون صوت المسؤول الذي يحب الناس وله يد حانية على الناس أن يكون صوته عالياً والناس تنتظر وتصدق بأي تصريح وبأي إعلام، لكن ولعدم المصداقية أصبحت آمال الناس آمال يكذبها المسؤول وما أقبح هذه الصفة عندما يكون المسؤول يعد الناس وهو يكذب هذه الآمال؟! .. وما أقبح هذه الصفة عندما يكون المسؤول يعد الناس ويؤملهم وهو يكذب هذه الآمال؟!
وفي الختام كرر سماحته إن هذه ملفات تحتاج إلى وقفة وحلول من المسؤولين .. ونحن أمام تحديات كبيرة وتحتاج إلى جهد إضافي من المسؤولين .. العراق الآن يعاني وفيه مشاكل كثيرة .. ويحتاج منّا الكثير .. لابد من وجود هيبة للقانون والذي يجعل هذه الهيبة للقانون هو المسؤول ويجب عليه أن يحترم القانون والتشريع.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- الرئيس الفقير يستسلم للسرطان ويترك رسالة وداع مؤثرة
- حرائق كاليفورنيا تلتهم قصراً تاريخياً استخدمته هوليود لقرن
- كشف اسرار مترو بغداد ومجسراتها.. نـائب برلماني: نفوس كربلاء مليون و(600) الف وهو رقم فيه ظلم كبير