كشفت مصادر مطلعة لـ موقع "مجلة الجزيرة العربية" أن استقالة مدير شبكة الجزيرة وضاح خنفر جاءت بسبب خلاف حاد داخل الاسرة القطرية الحاكمة.
وأوضح المصدر أن "الصراع المحتدم بين الامير حمد آل ثاني ونجله تميم وزوجته من جهة، وبين رئيس وزرائه حمد بن جاسم، حيث يعتبر خنفر محسوبا على بن جاسم".
وما بين خلافات بينه وبين عزمي بشارة إلى نشر البرقية الدبلوماسية الأمريكية المسربة من ويكيليكس إلى أسباب شخصية ، تكاثرت التكهنات حول أسباب استقالة المدير السابق للجزيرة وضاح خنفر.الا أن مصادر موثوقة أشارت إلى الأسباب التالية:
إن استقالة مدير عام الجزيرة وضاح خنفر جاءت بطلب من الديوان الاميري في قطر في اطار الصراع المحتدم بين الامير حمد آل ثاني ونجله تميم وزوجته من جهة، وبين رئيس وزرائه حمد بن جاسم، حيث يعتبر خنفر محسوبا على بن جاسم.
خروج خنفر من الجزيرة جاء قبل ساعات فقط من التعديل الوزاري الذي نسب الى ولي عهد قطر بتعيين نائبين لرئيس الوزراء والغاء منصب وزير التعاون الدولي، في خطوة وصفت بانها تهدف الى الحد من صلاحيات حمد بن جاسم الذي تربطه علاقات حميمة مع المخابرات الامريكية، ولا يحظى باحترام من جانب الحرس القديم في السعودية.
واشارت المصادر الى أن المراسيم التي تشهدها قطر في الاونة الاخيرة تصدر عن ولي العهد كتحضير له لتولي الحكم الذي بات يهدده رئيس الوزراء، وأكدت المصادر أن أمير قطر بحوزته تقارير ومعلومات تفيد بأن رئيس وزرائه "يستقوي" بحركة الاخوان المسلمين للاطاحة به، يذكر أن حمد بن جاسم أخذ على عاتقه أمام السيد الامريكي بأن "يدجن" الحركة في المنطقة، وقطع الوعود لها بتولي كراسي الحكم في دول عربية، عبر الفوضى وعمليات الارهاب بدعم امريكي فرنسي تركي وتمويل خليجي، وتحديدا من قطر.
وترى المصادر أن المدير الجديد احمد بن جاسم سيكون مديرا انتقاليا لعدم اثارة الجناح الداعم لرئيس وزرائه، وأن البحث جار عن مدير جديد لقناة الجزيرة وعلى الأغلب سيكون مدير تلفزيون قطر، ونائب له غير قطري.
يشار بأن مدير عام شبكة الجزيرة القطرية "وضاح خنفر" كان قد قدم استقالته بعد ثمانية أعوام أمضاها في منصبه، وذلك في رسالة وجهها إلى العاملين في المحطة.
وكتب "وضاح خنفر" الذي يدير القناة منذ عام 2003: "كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة منذ زمن عن رغبتي في أن أعتزل الإدارة عند انتهاء السنوات الثماني، وقد تفهم مشكورًا رغبتي هذه".
وقال في رسالته: "الجزيرة قوية بمنهجها وثابتة بانتماء أبنائها لا تتغير بتغير موظف ولا مدير، ومصلحة المؤسسات كمصالح الدول تحتاج إلى تداول وتعاقب، فتحًا لرؤى جديدة، واستجلابًا لأفكار مبدعة".
جدير بالذكر أن وثيقة نشرها موقع ويكيليكس أماطت اللثام عن تعاون المدير العام لشبكة قنوات الجزيرة الإعلامي الفلسطيني "وضاح خنفر" مع وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA".
وذكرت الوثيقة أن الاستخبارات العسكرية الأمريكية كانت تقدم تقريرًا شهريًّا توضح له فيه أخطاءه وسلبياته؛ وذلك بعدما حصل الموقع على مقابلة بينه وبين مسئول الشئون العامة في المخابرات العسكرية بالسفارة الأمريكية بالدوحة يوم 19 أكتوبر 2005.
وجاء في الوثيقة التي تحمل رقم 05DOHA1765 أن "خنفر" أحضر ردًّا مكتوبًا على نقاط وكالة الاستخبارات العسكرية في تقاريرها لأشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر من عام 2005، قائلاً: "إن أحدث المواضيع التي تثير قلق الحكومة الأمريكية في موقع القناة قد تم تهذيبه وتهدئة لهجته وأنه سوف يزيله في خلال يومين أو ثلاثة".
وتكشف الوثيقة عن انزعاج أمريكا من بعض التغطيات في هذا التوقيت، خاصة في قسم التغطية الإخبارية، قائلةً: "نرى على الموقع صورة أوراق ملطخة بالدماء ومثقبة بالرصاص، ويضغط المشاهد على ثقوب الرصاص للوصول إلى "شهود عيان" مفترضين يصفون العمليات العسكرية الأخيرة بالبشعة في العراق".
وذكرت الوثيقة أيضًا أن "خنفر" طلب من العاملين بالموقع التابع للشبكة أن يرسلوا مسودة فكرة أي تغطية خاصة إلى مكتبه أولاً، وذكرت أنه حتى ما قبل شهرين أو ثلاثة كان العاملون على الموقع يتمتعون باستقلالية كبيرة، ولكن مدير الموقع عبد العزيز المحمود يحضر الآن الاجتماعات التحريرية في مكاتب القناة وتجري على العاملين في الموقع نفس المعايير التحريرية في القناة.
أقرأ ايضاً
- بسبب إسرائيل.. حبس الكويتية فجر السعيد ونقلها للسجن المركزي
- مع انتهاء عمر المفوضية.. الخلافات حول "قانون الانتخابات" تستمر
- الداخلية الألمانية: على بعض السوريين العودة لبلادهم في ظل استقرار الأوضاع فيها