- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
محـمد بن سلمان شرطي منطقة الشـــــرقالاوسـط القادم ؟!
محـمــــــد حســــــن الســـــــاعدي
نجل ملك السعودية ورجل كل شيء، فهوجندي البيت الابيض الاول منذ أشهرطويلة مضت، وهو احد اثنين الذي تعتمدالولايات المتحدة عليهم في تغيير هندسةالخارطة الجيوسياسية في المنطقة، أذيعتقد الأمريكان ان محمد بن راشد حاكمامارة دبي ونائب رئيس الوزراء ووزيرالدفاع، وهو من الذين يمتلكون علاقاتقوية مع المخابرات الاميركية، ويعدان منرجال الأمريكان القادمين في المستقبل.
يمتلك بن سلمان علاقات قوية ووطيدةجداً مع البنتاغون وملحقاته الاخرى،فضلاً عن كلامه المسموع جداً لدى والدهالملك سلمان، وفعلاً هو من يدير البلادوكل شيء بسبب سوء حلة سلمانالصحية، كما انه قضى الفترة الخيرة منحياته في الولايات المتحدة، أذ كان شبهمقيم فيها، ويعد ويستعد لمثل هذهاللحظة بأن يكون عراب التغيير القادم فيالشرق الاوسط.
الرجل يحمل مشروع لإعادة ترتيب الأوراقفي المملكة، ضمن ما يعرف ببرنامجالاصلاح (السعودية 2030) والذييتعلق بإخراج السعودية من الاقتصادالريعي (النفطي) فضلاً عن الاصلاحاتالاجتماعية والتي يتوقع أن تحدث خلالالفترة القادمة، إذ كونه يمثل الجيلالشبابي الصاعد، والذي يعتمد عليهالغرب في تبني الاصلاحات الجدية فيالمملكة.
تنصيب محمد بن سلمان ولي العهد بدلاًمن ابن عمه محمد بن نايف تأتي على أثرالعلاقات القوية والوطيدة التي يمتلكهاالأخير مع قطر والتي كانت سبباً فيابعاده من السلطة، ويرتبط ارتباطاتوثيقة مع امير قطر تميم، كما بن نايفيعتقد ان العمق الاستراتيجي يجب انيكون مع دول الخليج تحديداً، وخصوصاًقطر وليس مع مصر او السودان اوجيبوتي، ناهيك عن الخلافات الحادة بينابن نايف وبين محمد بن زايد، فضلا ً عنالصراع على السلطة، والذي دخل حيزالتنفيذ بعد وفاة عبدالله بن عبد العزيز،والذي يُعتقد أن الاوضاع في السعوديةتسير نحو التصعيد بعد تنصيب محمدبن سلمان ولياً للعهد، إذ ان هذا القرارسيفتح الباب على مصراعيه للصراعاتالكبيرة والتي تنذر بمشاكل في داخلالمملكة، تنتهي الى بتقسيم مملكة النفطعلى اساس العوائل والامراء.
أعتقد وكما يراه أغلب المحللين أن دعم أحدالأميرين للوصول إلى العرش سيعتمدعلى الإدارة الأمريكية التي ستتولى زمامالأمور، فالمعيار الوحيد الذي يحكمالسياسة الأمريكية الخارجية هو مصلحةالولايات المتحدة فقط، ويتضح هنا أن كِلاالأميرين يمشي جنبًا إلى جنب معالمصالح الأمريكية، خصوصاً وأن بننايف يعد من رجال الولايات المتحدة فيمكافحة الارهاب إذ يعد من اهل الخبرة فيالعالم في هذا المجال، وبناءً على هذاسيكون اختيار أحدهما مبنيًا على أسلوبالإدارة الأمريكية وقناعاتها في البيتالأبيض.
ففي حالة رأت الإدارة الأمريكية أن تقتصرعلى استخدام القوة المسلحة والبطشالأمني لمواجهة الإرهاب والأخطار التيتهدد الولايات المتحدة فإنه دور بن نايفالذي يجيده. وعلى العكس إذا ما رأتمواجهة المخاطر بحرب فكرية تجففمنابع تلك الأفكار وزرع أفكار مضادة لهكالتعايش، وعلمنة المجتمع، وإغلاقالمؤسسات التي تنشر الأفكار الجهادية،وتغيير الخطاب الديني، دون بطشة أمنيةقوية تشكل حاضنة للأفكار الجهادية؛فسيقع الاختيار على محمد بن سلمان لمايتمثله من تلك الأفكار، ولكن في كلاالاحتمالين فان محمد بن سلمان يعد رجلCIA على مدى المنظور القريب في المنطقة.
أقرأ ايضاً
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!