- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الرياضة العراقية بين التغليس ... والتدليس !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي يتحدث الكثيرون عن مظاهر الفساد بشتى أنواعه وإشكاله والمستشري في جميع مفاصل الرياضة العراقية بإسهاب كبير وأحيانا يتحدثون بوثائق وملفات وتصريحات وصور وأفلام , ومن خلال مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروئة وباستمرار ,لكن الذي يثير الاستغراب حقاً هو أن تمر هذه الأحاديث المدعمة بالوثائق والملفات والتصريحات والصور والأفلام مرور الكرام فلم نعد نشاهد مسؤولاً رياضياً سواء كان كبيرا أو صغيرا (في منصبه) يتحرك له جفن وكأن المسألة لا تعنيه لا من قريب أو من بعيد ,فقد كثر الحديث عن ملفات ووثائق الفساد المالي والإداري الكارثية والتي كانت تضرب بقوة في مفاصل العمل في وزارة الشباب والرياضة (المسؤولة حكوميا و قطاعيا عن الشباب والرياضة في عراقنا الجديد) خلال فترة تسنم الحاج جاسم محمد جعفر الوزارة ولثمان سنوات متتالية ,دون أن نشاهد مسؤولاً عراقياً غيورا من هذه الوزارة قد حركته غيرته ووطنيته ومبادئه لكي يقف بوجه ذلك الفساد ويتحرى عن مدى صحة أو دقة تلك المعلومات أو الوثائق والملفات , فقد بُحَ صوت الإعلام الرياضي العراقي بمختلف مسمياته عن كشف المستور وتحدث بكل جراءة ووضوح وشفافية عن المسكوت عنه في تلك الملفات والوثائق حتى وصل الأمر إلى تسمية الأمور بمسمياتها بعد أن وقف الإعلام الرياضي العراقي موقفاً وطنيا شجاعا حينما وضع النقاط على الحروف وشخص كل مكامن ومواطن الفساد مما جعل البعض يفقد صوابه بشكل يثير الشفقة بعد أن توجه هذا (البعض) إلى القضاء واخذ يرفع الدعوات القضائية ضد تلك الصحيفة أو ذاك الإعلامي في محاولة بائسة ويائسة لتكميم الأفواه , وقد وقف القضاء العراقي كعادته موقفا مشرفا بعد أن جعل العدالة سيدة للموقف ورد جميع تلك الدعوات إلى نحور أصحابها وقد كسب الإعلام الرياضي جولة الحق , حيث بقي الإعلام الرياضي العراقي ناصعا متألقا ببياضه وعراقيته , ولنا في قضية صحيفة (رياضة وشباب) المثل الحي في ذلك حيث كسبت هذه الصحيفة جميع الدعاوى التي أقيمت ضدها لأنها اتخذت طريق الحق والصدق والمهنية منهجا في عملها مما جعلها تكسب احترام وثقة الجميع , وهكذا كانت بقية وسائل الإعلام الرياضي واليوم رب سائل يسأل وماذا يعني كل ذلك ؟ فالوضع لم يتغير؟ حيث لا زلنا نشاهد ملفات ووثائق الفساد تتناثر على طاولة البرامج الرياضية في الفضائيات وكذلك على صفحات الصحف الرياضية وكأننا نشاهد بركة ماء هادئة لا يمكن أن تحركها حصاة ترمى من هنا أو من هناك ,فكم من ملف وكم من وثيقة فساد مالي أو إداري شاهدنا في مفاصل اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية والتي تمثل الهرم الثاني للرياضة العراقية بعد وزارة الشباب والرياضة , ولمختلف اتحاداتها الرياضية بل وصل الأمر إلى قمة الهرم في اللجنة الاولمبية وهو المكتب التنفيذي فقد طالته تلك الملفات والوثائق ,فلا زالت فضائح البطاقات المجانية لوفودنا الاولمبية وكذلك سيل البطولات الوهمية والأوسمة الورقية والبطولات الكاذبة وعملية هدر المال العام من خلال سفر الأقارب والأحباب وغير ذلك من الفضائح التي يندى لها جبين الرياضي , كل ذلك يمر مرور الكرام ,للأسف الشديد وتحت شعار (التغليس ومن ثم التدليس) ,التغليس عن هذه الحقائق لكي ينساها الجمهور ولكي يتعب الإعلام أيضا من كثرة التطرق لها , ومن ثم تتم عملية تدليس الأمر بين المشتركين وفق شعار (كوم بوس راس عمك) وتنتهي المشكلة ولا من شاف ولا من درى!!!!! حيث يتم تدليس الأمر من خلال جلسة مصارحة ومصالحة وعلى غرار جلسات المصالحة الوطنية والتي يقيمها السياسيون والتي كثيرا ما أنتجت المزيد من التناحر والفرقة , لقد وصلت الرياضة العراقية اليوم إلى عنق زجاجة مغلق بختم احمر جاء بتوقيع العديد من الطارئين والفضائيين والذين قذفت بهم الصدفة وقذف بهم الزمن الأغبر والذي تمر به رياضتنا العراقية فقد صعدت إلينا وجوه وأسماء ما انزل الله بها من سلطان لتستلم مفاصل قيادية مهمة في المنظومة الرياضية العراقية سواء كان على مستوى الأندية أو الاتحادات الرياضية وكذلك المفاصل القيادية في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية فقد لعبت المحاصصة السياسية السيئة الصيت والسمعة دورا كبيرا في ذلك , وبعد أن غيبت القوانين الرياضية والقرارات والتعليمات واللوائح الانتخابية الواضحة والتي يمكنها أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب , ضربت الفوضى أركان ومفاصل الرياضة العراقية , حيث كانت الديمقراطية الخادعة والتي جاءت لنا بلوائح انتخابية غريبة وعجيبة أفرزت قيادات رياضية على مستوى الأندية والاتحادات الرياضية , حيث تسلق الطارئون السلالم وأصبحوا في غفلة من الزمن يتحكمون بالأندية والاتحادات الرياضية بعد أن همشوا الكفاءات والهيئات العامة والتي أصبحت مجرد هيئات عائمة لا تهش ولاتنش ,فقد تلاعب الطارئون بعملية توصيف الهيئة العامة وحاولوا اجتذاب العديد من الساسة الى الساحة الرياضة لكي يوفر لهؤلاء الطارئين مساحة من الدعم الحكومي والسياسي , وهكذا فقدت الرياضة العراقية بوصلة العمل الصحيحة بعد أن ضاعت القوانين الرياضية العراقية في دهاليز التفسير والتأويل والتي يعشقها الطارئون ,هذه الفوضى التي جعلت العديد من رموزنا الرياضية العملاقة تنبطح بوعي أو بدون وعي لإرادة الغير ,مما جعلها ترشح نفسها في انتخابات مسرحية هزيلة أساءت لتاريخها الرياضي الكبير , حيث أصبحنا نشاهد رمزا كرويا شامخا يرشح نفسه من خلال اتحاد رياضي بعيد كل البعد عن شخصيته وتاريخه وارثه الكبير , وغير ذلك الكثير والكثير , والنتيجة اليوم نشاهد الفوضى العارمة في اغلب الهيئات العامة للأندية والاتحادات الرياضية فكم من نادي رياضي وكم من اتحاد رياضي يعيش اليوم أزمة حقيقية على المستوى الإداري والفني وكذلك ما نشاهده اليوم من حالة ضياع وتداعي البيت الاولمبي العراقي بعد أن نخر الفساد أركان المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية في الوقت الذي نشاهد الجميع قد التزم الصمت المطبق , حيث اخذ البعض يتوارى عن الأنظار.ولا نعرف إلى أين ستسير سفينة البيت الاولمبي العراقي ؟؟؟؟؟ فهذه الجماهير الرياضية الغاضبة على إدارات أنديتها , تريد أن ترى ضوءا في نهاية النفق المظلم والذي تقيم فيه رياضتنا العراقية , فنحن بحاجة ماسة وملحة إلى ثورة حقيقية تصحيحية بمعنى الكلمة من اجل إعادة الحياة مجددا للرياضة العراقية من خلال إعادة النظر بكل الأنظمة والقوانين النافذة , من اجل تصحيح المسار الرياضي وفق إطار قانوني سليم يضمن حق الجميع دون أن نشاهد حالة تهميش أو إقصاء لأحد , فالوطن يتسع للجميع والرياضة العراقية خيمة رحبة تتسع للجميع , لذلك علينا أن نستفيد من تجارب السنين التي مرت ونتعظ ونتعلم من تجارب الآخرين الذين سبقونا في التخطيط والتنفيذ , فنحن نمتلك الإمكانيات البشرية والمادية ولا ينقصنا سوى صفاء القلوب والنية الصادقة وحب الوطن الحقيقي بعيدا عن الشعارات والمزايدات ولنغادر والى الآبد حالة التراخي والتغليس أمام أي حالة فساد مهما كبرت أو صغرت ومها كان المسؤول عنها صغيرا أو كبيرا , فقد ولى والى الأبد زمن الصمت وتكميم الأفواه , ونحن اليوم نعيش زمن نستنشق فيه الحرية كالهواء النقي الذي يحيط برياضتنا العراقية والتي نريدها اليوم بان تكون بهية ومتألقة وبعيدة عن كل فاسد وطارئ وانتهازي , وكان الله والعراق من وراء القصد , مسلم ألركابي
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!