حجم النص
أدان حزب الجبهة الشعبية بشدة الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية واصفا حرق متون الفقه المالكي بأنها "جاءت تنفيذا لأوامر مباشرة من طرف القوى المحافظة الصهيونية والمبشرين"، كما أنها "نتيجة تهميش المدارس الصوفية من قبل السلطة وانتشار أفكار الوهابيين والمجسمين".
وأضاف الحزب في بيان تلقت "وكالة الحرية" نسخة منه أن الجبهة الشعبية ترى "أنه يوجد ما بين الديمقراطية والفوضى حاجزا لا يمكن تخطيه باسم ممارسة حرية الاحتجاج.. فالفوضى تعني نهاية القواعد التي يقوم عليها المجتمع ونهاية الدولة، كما تعني نهاية كل إمكانية للنقاش والحوار السياسي، وتؤدي الفوضى إلى استبعاد العقل وإطلاق العنان لقوى الشر.
كما نرى أن المساس بالعقيدة والإرث الثقافي المشترك والتطاول على السلف الصالح يفتح الباب أمام فتنة لا يمكن التحكم فيها.
ونحن إذ ندد بالعبودية لندرك في نفس الوقت أنها ممارسة بغيضة قديمة قدم التاريخ البشري، وتتفاوت ممارساتها حسب البيئات والفئات.
إن مسعى البعض لكسب ود بعض المتعاطفين الغربيين ودعمهم المالي يدفع به إلى إعطاء صورة مشوهة بعيدة عن الواقع.
ومن الملاحظ أنه لا تزال توجد بعض المعوقات والممارسات المعزولة على مستوى ظاهرة العبودية في كل مكونات شعبنا: (البولار والسوننكي والولف والبيظان).
وفي هذا السياق أكدت الجبهة الشعبية طيلة خمسة عشر سنة على أن حرية المسترقين تمر حتما بتغيير وضعيتهم الاقتصادية؛ فلكي يتمتع المسترق بحريته الكاملة يحتاج إلى الخروج من وضعية المملوك إلى وضعية المالك.
كما ترى الجبهة الشعبية أن الاستقلالية في الدخل هي وحدها التي تؤمن الحرية والعدالة.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار الإمام مالك أو خليل أو ابن عاشر وحدهم من اخترع العبودية أو ساهم في تكريسها.
إن حرق كتبهم بعد صلاة الجمعة يعتبر استفزازا صارخا للمشاعر الدينية.
كما أن حرق هذه الكتب هو تنفيذ لأوامر مباشرة من طرف القوى المحافظة الصهيونية والمبشرين.
إن هذه الجرأة الوقحة على العقيدة إنما شجعها غياب دار للفتوى واغتصاب المنابر من قبل تيار وهابي هدام ومحرف بشكل خاص.
إننا في الجبهة الشعبية نعتبر أن هذه الفتنة قد بدأت منذ زمن طويل قبل محرقة الكتب، ومن الأسباب التي شجعت عليها:
- هيمنة أئمة موظفين على المساجد لنشر الفكر الوهابي البعيد عن عقيدتنا ومذهبنا.
- غياب تأطير المناهج التعليمية في المحاظر والمعاهد الإسلامية.
- تهميش المدارس الصوفية من قبل السلطة وانتشار أفكار الوهابيين والمجسمين.
وفي هذا المجال ما فتئت الجبهة الشعبية منذ سنوات عديدة تلفت عناية الرأي العام إلى هذه الفتنة المبرمجة، والتي يختلط فيها الدين بالسياسي والتجارة لهدم عقيدتنا الراسخة.
وأمام هذه الوقاحة واستغلال البؤس فإن الجبهة الشعبية تعلن إدانتها الحازمة للفعل غير المعزول المتعلق بحرق الكتب وتدنيسها.
وتهيب برئيس الجمهورية وبكافة القوى السياسية إلى ممارسة كل سلطاتهم من أجل الأهداف التالية:
- العودة إلى عقيدتنا الراسخة منذ العهد ألمرابطي والتي ظل سلفنا الصالح يذب عنها.
- إعادة الاعتبار للمدارس الصوفية.
- حظر ممارسات الوهابية المجسمة.
- توحيد خطب الجمعة على امتداد التراب الوطني.
- تجريم المس بالعقيدة.
- تأطير البرامج التعليمية في المحاظر والمعاهد والمدارس الإسلامية.
- طرد المنظمات غير الحكومية التي تمارس التبشير.
أقرأ ايضاً
- بسبب الامطار.. محافظة عراقية ثانية تعطل الدوام لطلبة المدارس والجامعات
- أول محافظة عراقية تعطل الدوام الرسمي غداً بسبب الأمطار
- حزب الله يستهدف قاعدة استخبارية في ضواحي تل أبيب