مع عودة الصِدام المسلّح بين الفصائل العراقية والقوات الأمريكية بعد هدنة استمرت خمسة أشهر، تفقد رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، صباح اليوم الثلاثاء قاعدة عين الأسد العسكرية غربي محافظة الأنبار، في زيارة تهدف إلى الاطلاع على الوضع الأمني في أحد المواقع الحساسة، رغم تزايد الهجمات والتهديدات على تلك القاعدة.
وتعتبر قاعدة عين الأسد من المواقع العسكرية الحيوية في العراق، حيث تضم مستشارين من التحالف الدولي وجنوداً أمريكيين وتتعرض القاعدة بانتظام لهجمات صاروخية واعتداءات بالطائرات المسيّرة، تُنسب في كثير من الأحيان إلى فصائل مسلحة عراقية.
وذكر بيان لهيئة الحشد الشعبي وتلقته وكالة نون الخبرية أن "رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وصل اليوم الى قاعدة عين الأسد العسكرية في محافظة الأنبار وكان في استقباله عدد من القيادات الأمنية في المحافظة".
وأضاف البيان أن "هدف الزيارة جاء لتفقد قواطع العمليات والاطلاع على سير الواجبات الأمنية".
وأعلنت كتائب سيد الشهداء، أمس الاثنين، أنه لا يزال ملتزماً بالهدنة التي نجح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في إبرامها وإرسائها منذ شهر شباط الماضي.
فيما نفى "أي معرفة بهوية الجهة التي تقوم باستهداف القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، والقوات المتواجدة في القواعد السورية".
واستُهدف موقع قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، الجمعة الماضية، بطائرة مسيّرة وأربعة صواريخ كراد دون وقوع خسائر بشرية أو مادية، فيما تعرضت القوات الأمريكية في حقل كونيكو بسوريا لهجوم بثلاثة صواريخ، مما أصاب منظومة دفاع جوي ونقطة رادار داخل القاعدة.
وردت القوات الأمريكية في الوقت ذاته، على هجوم كونيكو بقصف مواقع للفصائل المسلحة العراقية واللبنانية في ريف دير الزور السوري باستخدام الطيران الحربي، وفي هجوم آخر، استهدفت الفصائل العراقية بطائرتين مسيرتين قاعدة عين الأسد الجوية، وذلك قبل توجه الوفد العراقي إلى واشنطن لبحث الانسحاب العسكري.
فيما يرى محللون، أن تصاعد الهجمات بين الفصائل المسلحة العراقية والقوات الأمريكية في المنطقة سيزداد في الأيام المقبلة، مشيرين إلى أن الهدنة كانت مشروطة بمنح رئيس الوزراء العراقي وقتاً لإقناع الإدارة الأمريكية بسحب قواتها من العراق، وهو ما لم يتحقق بعد.
وبدأ وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي، ومسؤولين أميركين، في 22 تموز الجاري، جولة جديدة من الحوار الأمني المشترك بين البلدين، بما في ذلك مستقبل التحالف الدولي، حيث أكد الطرفين التزامهما بالتعاون الأمني والاستقرار الإقليمي، وتطوير القدرات الأمنية العراقية، وذلك وفق البيان المشترك بينهما، والذي شدد على استمرار دعم التحالف الدولي في محاربة داعش، دون التطرق إلى انسحاب القوات الأمريكية.
الجدير بالذكر أن القيادة المركزية الأمريكية نشرت إحصائيات عن العمليات العسكرية التي نفذها التحالف الدولي ضد داعش في العراق، حيث أسفرت عن مقتل 30 عنصراً من داعش واعتقال 74 آخرين خلال النصف الأول من العام الجاري.
وكانت فصائل عراقية مسلحة أعلنت في السابع عشر من تشرين الأول 2023، استهدافها القوات الأمريكية في العراق وسوريا ما دامت الحرب في غزة مستمرة، واعتبرت هذه الفصائل الولايات المتحدة شريكا لجيش الاحتلال الإسرائيلي فيما يفعله في غزة.
أقرأ ايضاً
- حزب الله يستهدف قاعدة استخبارية في ضواحي تل أبيب
- بالصور.. وفاة طفلان باحتراق سيارة والدهما أمام مدرسة بخور الزبير غربي البصرة
- وصلت نسب انجازه الى 72% :ممثل السيستاني يتفقد مشروع اكبر مستشفى بالعراق لامراض القلب(فيديو)