انتقل الإمام الكاظم عليه السلام إلى كربلاء المقدسة أيام الخليفة العباسي (المهدي) في حدود سنة162هـ إلى سنة 165هـ، لزيارة قبر جده الحسين عليه السلام، واستمر بقاء الإمام الكاظم عليه السلام في كربلاء المقدسة أكثر من سنتين، ولم يسكن دار أبيه على نهر العلقمي، وإنما بنى داره ومدرسته بين حرم الإمام الحسين عليه السلام وأخيه العباس عليه السلام في الشمال الشرقي من الروضة الحسينية وغرب الروضة العباسية وتصدى الإمام عليه السلام للتدريس ونشر الفقه الإسلامي والحديث، إذ كانت مدرسة الإمام الكاظم عليه السلام امتداداً لمدرسة أبيه وجده فتوافد إليه المؤمنون، والتفت حوله جموع العلماء والمحدثين والرواة تستقي منه العلم وتنهل من معينه العذب، وتروي عنه الأحاديث.
وفي أيام (المهدي العباسي والهادي العباسي) شهدت مدينة كربلاء هدوءً، واتجهت قوافل الزائرين إلى الحائر الحسيني من كافة الفئات وفي مقدمتهم العلماء والمحدثون، وبدأوا يبنون حول المرقد المطهر منازلهم ليسكنوا إلى جواره على الرغم من وحشة المكان وخشونة الحياة، فقد ازدهرت كربلاء على يد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، إذ تقدمت المدينة شوطاً كبيراً في هذه الفترة، وتوسعت أركانها وتركت نشاطها الفقهية اثرا واسعاً وزخرت بفقهاء كبار.
واتخذ الشيعة الامامية من دار ومدرسة الإمام الكاظم عليه السلام مقراً للتدريس ومقاماً مقدساً يقصده للناس للزيارة والتبرك، ويقع هذا المقام اليوم في محلة باب بغداد زقاق السادة المعروف بـ (عكَد السادة) وأكثر هذا الزقاق هم سادة موسويون من أحفاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وقد نقشت على واجهة المقام هذه الأبيات:
موسى بن جعفر كلما جاءنا إلى هـنا برغبـة يسكـن
من حولـه أحفاده قد أتوا صاروا له من حوله مسكـن
المصدر/مركز كربلاء للدراسات والبحوث
أقرأ ايضاً
- مستشار الأمم المتحدة: نتائج التعداد تصدر على شكل بيانات وجداول لا تتعلق بالخصائص الفردية
- أدلى بمعلوماته الشخصية.. ممثل المرجعية العليا يؤكد على اهمية التعداد السكاني للعراقيين جميعاً(صور)
- ممثل المرجعية العليا يؤكد على اهمية التعداد السكاني للعراقيين جميعاً