- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل ستطيح السيارة الكهربائية بعرش النفط ؟
بقلم: د. نبيل المرسومي
لا تشكل مصادر الطاقة المتجددة حاليا تهديدا حقيقيا للنفط لان الاستخدام الرئيس للطاقة المتجددة هو في انتاج الكهرباء ولذلك فهي تزاحم وتنافس الغاز والفحم اللذان يتركز استخدامهما في الكهرباء في حين ان نحو ثلثي استخدام النفط في قطاع النقل ولذلك ستكون الطاقة المتجددة مصدر تهديد حقيقي للنفط اذا ما نجحت في استخدامها بشكل كبير في هذا القطاع من خلال انتاج السيارات الكهربائية وهو ما قد يحتاج الى 20-30 عاما.
ولكن بعد سنوات من اختراع المركبة الكهربائية، مازال وهناك نحو مليار مركبة على الطرق في الوقت الحاضر.
والتوقعات تشير إلى إمكانية ازديادها إلى ملياري مركبة بحلول عام 2035 مقابل 23 مليون سيارة كهربائية في العالم حاليا، إن استبدال السيارة التقليدية ليس بالأمر السهل بعد أن تم استعمالها لقرن من الزمن.
وأصبح المستهلك في مختلف أرجاء العالم معتادا عليها، نظرا لتوفر إمكانية تزويدها بالوقود بسهولة من محطات البنزين المنتشرة في الطرق، ناهيك عن محطات الصيانة.
وامتازت السيارة التقليدية باستعمالها لمسافات طويلة دون الحاجة للتوقف وتزويدها بالوقود. كما امتازت بتعدد أنواعها وأثمانها.
تكمن أهمية المركبة الكهربائية في كونها أكثر صداقة للبيئة من السيارة التقليدية. كما تستخدم أحدث التقنيات العلمية. من المهم الأخذ بنظر الاعتبار أن الانتشار الواسع المستقبلي المتوقع للمركبة الكهربائية سيترك أثرا مهما على الطلب على النفط، إذ إن الوقود المستعمل في قطاع النقل البري يشكل أعلى نسبة من مجمل الاستهلاك العالمي النفطي سنويا.
وهذا ما يشجع الحركات البيئية في تشجيع السيارة الكهربائية لما قد تتركه من آثار إيجابية على البيئة. يكمن أحد التحديات لبطارية السيارة الكهربائية في كلفتها المرتفعة فلا تزال هذه السيارات أعلى سعرا من تلك التي تعمل بالوقود التقليدي، ولم تنفع الإعفاءات الخاصة بالرسوم في أغلبية دول العالم، في دفع الناس إلى شراء سيارة مرتفعة القيمة، للحصول على فوائد هذه الإعفاءات.
وفي مدى توسيع سعة تخزينها للطاقة وفي الوقت اللازم لشحن البطارية في المحطات التي تصل الى 30 دقيقة. وتسلط "أونكتاد" الضوء على الآثار الاجتماعية والبيئية لاستخراج المواد الخام لبطاريات السيارات، وتؤكد الحاجة الملحة إلى معالجتها، فعلى سبيل المثال، يأتي نحو 20% من الكوبالت الذي تم توريده من الكونغو من مناجم حرفية اتسمت بعمالة الأطفال وانتهاكات لحقوق الإنسان، في شيلي، يستخدم تعدين الليثيوم ما يقرب من 65% من المياه في منطقة سالار دي أتاماكا في البلاد، وهي واحدة من أكثر المناطق الصحراوية جفافا في العالم، لضخ المحاليل الملحية من الآبار المحفورة وتسبب ذلك في نضوب المياه الجوفية والتلوث، ما أجبر المزارعين المحليين ورعاة اللاما على الهجرة والتخلي عن مستوطنات الأجداد، وأسهم في تدهور البيئة، وتلف المناظر الطبيعية وتلوث التربة ويقول التقرير "إنه يمكن الحد من الآثار البيئية السلبية من خلال زيادة الاستثمار في التقنيات المستخدمة لإعادة تدوير البطاريات المستهلكة القابلة للشحن.
وتقول "أونكتاد"، "إن التركز الشديد لإنتاج هذه الخامات الثمينة، الذي يمكن أن يؤدي إلى اضطراب بسبب عدم الاستقرار السياسي والآثار البيئية الضارة، يثير شواغل بشأن أمن توريد المواد الخام إلى مصنعي البطاريات ويحذر التقرير من أن انقطاع الإمدادات قد يؤدي إلى اضطراب الأسواق وارتفاع الأسعار وزيادة تكاليف بطاريات السيارات، ما يؤثر في التحول العالمي إلى التنقل الكهربائي منخفض الكربون.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!