- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أياد خفيّة تدفع للاقتتال الطائفي ..
بقلم أياد السماوي
قد تدفعنا العاطفة أحيانا للقيام بأعمال لا يقبل بها القانون أو المذهب , بل ولا تقبل بها المرجعية الدينية العليا التي حرصت عبر كلّ تاريخها للحفاظ على وحدة البلد وأمنه واستقراره ومنعه من الانزلاق للاقتتال الطائفي , وقد تجسدّ هذا الموقف المسؤول بعد تفجير مرقدي الأماميين العسكريين , فلولا وجود المرجعية الدينية العليا المتمّثلة بسماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني أدام الله ظله الوارف , لانزلق البلد في حرب طائفية لا يعلم خرابها إلا الله سبحانه وتعالى , وبعد سيطرة داعش على محافظات الغرب العراقي كانت لتوجيهات المرجعية العليا الدور الفاعل في ردع حالات الانتقام التي تظهر في مثل هذه الحروب .. وحين تصدر إساءات من بعض الجهات إلى المذهب أو لرموزه أو لمناسباته سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة , فينبغي التعامل مع هذه الإساءات بما يفوّت الفرصة على أعداء البلد الذين يدفعون للاقتتال الطائفي .. فليس هنالك من شّك ابدا أنّ الذي يدفع لهذا الاقتتال الطائفي هم الأمريكان والإسرائيليون وعملائهم في الداخل , من أجل تهيئة الأجواء المناسبة للانفصال بالإقليم السنّي الذي تتبناه بعض القوى السياسية العراقية السنيّة , تحت ذريعة حماية المكوّن السنّي من المليشيات الموالية إلى إيران .. وهذا ما تعمل عليه هذه الأيادي الصهيونية .. ومما يبعث على القلق هو انجراف وانزلاق بعض الأطراف المحسوبة على الشيعة لهذه المؤامرة , من دون أي إدراك ووعي لهذا المخطط الجهنمي الذي يدفع للاقتتال الطائفي بين الشيعة والسنّة تحت مبرر الدفاع عن المناسبات الدينية أو الدفاع عن المرجعية الدينية العليا .. إنّ ما تعرّضت له قناة دجلة الفضائية من حرق لمقرها في بغداد , وقيام بعض المجموعات التي تدّعي دفاعها عن مقام المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف من إطلاق التهديد والوعيد للعاملين في قناة ( يو تي في ) .. هي أعمال خارجة عن القانون ولا تمّت للدفاع عن المذهب أو العقيدة أو المرجعية الدينية العليا بصلة .. إنّنا ومن منطلق الحرص على وحدة بلدنا وشعبنا , ومنعا للانزلاق في أتون الحرب الطائفية وويلاتها .. ندعو الجميع إلى تفويت الفرصة على أعداء العراق من الصهاينة والأمريكان الذين يدفعون لجر البلد لهذا الاقتتال الطائفي تحقيقا لمشروعهم في فصل محافظات الغرب العراقي عن العراق , تمهيدا لتوقيع الصلح مع إسرائيل والانضمام لصفقة القرن .. وفي الوقت نفسه نتوّجه لكل الخيرين من أبناء الشعب العراقي شيعة وسنّة , لتفويت الفرصة لهذا المخطط الجهنمي الذي يستهدف العراق وشعبه , وندعوا الجميع للتحلّي بالروح الوطنية والوعي وعدم الانجرار لمخطط الاقتتال الطائفي , كما وندعو في الوقت ذاته أصحاب القنوات الفضائية إلى إدراك خطورة المرحلة التي نمرّ بها وعدم تكرار ما قامت به قناة دجلة الفضائية من استفزاز للمشاعر في مناسبة مثل عاشوراء .. بلدنا وشعبنا أمانة في أعناقنا , فهل سنحفظ هذه الأمانة ؟
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً