- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التنمية البشرية.. الحمار لا يكون اسداً.
بقلم: كرار الموسوي
جلست من الصباح الباكر للاستعداد لدورة الثقة بالنفس التي تقيمها مؤسسة (الخوف)، كي اكون سعيداً وواثقاً من نفسي عليّ ان ابين انا واثقاً من نفسي كل الثقة.
الانسان بطبيعته يولد وهو صاحب ثقة عالية، فكيف من تعلم لمدة تسعة أشهر على ان يتغذى ويتنفس من خلال الام وهو ينزل من بطنها وقد تحولت القضية الى ان صار العمل ذاتياً وهو المكلف بهذا الامر، فعليه ان يتنفس وان يتغذى من مصادر خارجية.
عندما يكبر ويتعلم ويتفهم ويبدأ بالأخذ من الاخرين ليكتسب معلوماته ومهاراته ومفاهيمه، فكل هذا يبدا من الاهل وثم من الاخرين كالبيئة والاصدقاء والمدرسة والاعلام.
فمن كان هو منذ بدايته ينحو بطريقة خاطئة، ولا يفقه من الاشياء الا رسومها، فهنا يصعب على الاخرين التواصل معه وكذلك تلقينه وتعليمه.
فقد تكون احدى حواسه فيها خلل او قد يكون هو نفسه لا يريد ان يأخذ ولا يريد ان يتطور فبهذه الحالة نقول ان العلاج له هي جلسات لطبيب نفسي مختص في هذه الامور.
ثم ان الامر الذي يعد شرطا للتعلم والتطور هو الاندفاع وحب الاستطلاع، فان فقد هاتين الخصلتين فهو محكوم بالتراجع بمرور الزمن.
فعندما يأتي مدرب التنمية البشرية ويجبره على الحضور او قد تكون صدفة لحضوره ويعلمه ان يكون اسداً، فهل من المعقول ان يتحول الحمار الى اسدٍ.
هنا موقف المدرب لا يحسد عليه، فالبعض يلومه، والاخرين يصيبون الهدف باستيعاب المستقبل.
نعم لا اقول ان كل المدربين هم خبراء تدريب ومتمكنين من كل النواحي ويقرأون كتاب كل يوم، بل الجزء الاكبر عند المتدرب الذي يريد ان يبقى على ما هو عليه وان لا يطور من قابلياته.
فهنا على المدرب ان يميز بين من يريد وله دوافع للتعلم ومن يجبر على ذلك قد يكون كل همه الشهادة او الاجبار على الحضور فلابد من المدرب ان يكون ذا خبرة للتعامل مع هذه النماذج وان يعطيهم المساحة الكافية وان لا يضغط عليهم فغايته غير غايتهم. فالحمار لا يكون اسداً بكلمة وكلمتين.