- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل حان الوقت لإعلان صفقة القرن ؟
بقلم: ماهر ضياء محيي الدين
قد يكون الوقت الحالي الأمثل لإعلان تفاصيل صفقة القرن، وأفضل من كل الأوقات السابقة من مراحل الصراع القائمة بين الكبار في مختلف الجبهات سواء كان على طاولة الحوار أو التفاوض أو على الأرض لأسباب منطقية وواقعية.
منذ انطلاق الشرارة الأولى لما يعرف بالربيع العربي وليومنا هذا، وما سبقه من الإعلان الأمريكي عن مشروع خارطة الطريق للمنطقة الشروق الجديد وفق الرؤية الأمريكي بحجة إيجاد حل وتسوية شاملة للصراع العربي الفلسطيني - الإسرائيلية ، لكن الوصول إلى الهدف أو الغاية المنشودة للولايات المتحدة من اجل تحقيق مخططها أو مشاريعها التوسعية التدميرية كان وفق مراحل معدة سلفا لنشهد التظاهرات الشعبية الكبرى التي أطاحت وغيرت أنظمة حكم عديدة، وأدخلت الدول في دوامة العنف والاقتتال الداخلي من خلال دعم جماعات أو فصائل مسلحة بشتى أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة لتكون هذه الفصائل احد أدواتها الفعالة في تنفيذ مأربها، وسلاح ذو حدين بوجه من يقف بطريقها، وإشعال الفتن بين أبناء المذهب الواحد، وتشجيع الاقتتال الطائفي، والصورة تتكلم إن صح التعبير عن نتائج وما جرى وما يجرى في الدول المستهدفة مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا وبعض الدول الأخرى معلوم عند الجميع، بسبب ثرواتها وخيراتها التي لا تعد ولا تحصى ومواقعها الجغرافية الحساسة.
محصلة هذا المخطط جعل اغلب هذه دول المنطقة في وضع يرثى له، وهي أصلا تعاني الأمرين في مختلف الجوانب والنواحي، ومع هذا التحولات أو المتغيرات الكبرى أصبح حكام المنطقة بعد الربيع العربي وليومنا هذا بين الخوف والخشية على عروشهم، وبين ضغط وتهديد الكبار تكون مستعدة للتنازل عن إي أمر ومها كان الثمن أو المقابل من اجل البقاء في قصورهم الخاوية.
المسالة الأخرى التي تساعد على هذا الإعلان هو التوافق بين الكبار بمعنى رغم الجميع يعلم بحجم الصراع المحتدم بينهم في مختلف الجبهات، والضرب تحت الحزم، وفرض العقوبات الاقتصادية، والتهديد والوعيد حتى وصل الأمر بتهديد باستخدام الأسلحة المحرمة رغم كل هذا بقيت المنطقة من أزمة إلى أخرى، ووضع العام قابل للانفجار في إي لحظة، والدول منقسمة بينهم بين تحالف الأمريكي - الروسي، إلا إن إي طرف لم يستطيع حسم النزاع لصالحه، ويخشى المواجهة المباشرة مع الطرف الأخر أو الانسحاب من ساحة المعركة ولأسباب شتى منها تهديد أمنهم القومي بحجة نشاط داعش المستمر و المجموعات الأخرى ، والدفاع عن مصالح حلفائهم ومصالحهم، وبقيت كل الاحتمالات أو التوقعات، والحقيقة المؤكدة جميع هذه الدول العظمى حققت مكاسب أو منافع من هذا الصراع في مختلف المجالات سياسيا واقتصاديا وانتخابيا، وتقاسمت الكعكة بينهم، ووسعت دائرة سيطرتها ونفوذها في منطقة شتى من دول المنطقة، وديمومة هذا الصراع يخدم مصالحهم وأحلامهم التوسعية.
لو تم الإعلان عن صفقة القرن لم نسمع غير البيانات أو التصريحات المنددة دون إي خطوة تذكر كما في السابق، والواقع مرآة حقيقية للحقائق كما هي، والخاسر الأول والأخير شعوبنا العربية.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!