- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ثقافة الخبر العاجل عند اهل البيت عليهم السلام
سامي جواد كاظم
عصر الحرية جعل الاعلام مهنة متاحة للجميع وقد شرعت بعض الدول قوانين خاصة بالاعلام للحد من الاكاذيب التي يروج لها اعلاميا وهذه القوانين مزاجية فهنالك مؤسسات تديرها الجهات التي شرعت قانون محاسبة الكذب بالاعلام خاصة بترويج الكذب، ولان العصر هو عصر السرعة نجد الخبر العاجل هو الضربة الصحفية للاعلامي وللوسيلة الاعلامية التي يكون لها السبق والانفراد بهذا الخبر وحتى يحصل الاعلامي على هذا السبق فانه لا يراعي المترتب على بطل الخبر من اثار سلبية او ايجابية.
ونحن في العراق نعمل بلا ضوابط واما بلدان العالم الاسلامي انها تحذر من المساس بحكوماتها وتشجع الطعن والكذب على الحكومات الاخرى،
هذه الثقافة لربما هنالك من يعتقد لا وجود لها ضمن ثقافة اهل البيت عليهم السلام، ولان الاثار السلبية التي ينجم عن نشر خبر عاجل لأي شخص او جهة حتى وان كان صحيحا فانه يعرض الاعلامي صاحب الخبر العاجل الى حساب اخروي.
واغلب الاعلاميين الذين يمتهنون الخبر العاجل يعملون بالتجسس والتلصص وحتى التاويل وفي بعض الاحيان استخدام كلمات بمعايير مزدوجة ليجعل لنفسه منفذا اذا ما ساءت الامور، هذه الظاهرة تتكرر مئات وحتى الاف المرات في العراق، من خلال اتصال تليفوني او رشوة موظف في مكتب وزير او كلام عادي لمسؤول مع شخص اخر فيكون خبر عاجل ويترتب عليه ثلاث حالات: اما ان الخبر صحيح وبنشره يكون المعني بالخبر امام امرين اما التمادي بالخبر بعد ان اغلق باب التراجع بسبب فضيحة الخبر العاجل فيصبح شخص سيء او يلوذ بالسكوت وندمه وانه لايقصد مع تشويه سمعته او تكذيب الخبر لينجو بنفسه، ولكن في بعض الاحيان يؤدي الخبر الى حساب وعقاب وتشهير وقد يتعرض للاذى او حتى القتل من كان فضيحة في الخبر العاجل.
هذا الاعلامي المتسرع بالفضيحة عليه ان يلتفت الى ما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا بالخير تكونوا من أهله، ولا تكونوا عجلا مرائين مذاييع، فان خياركم الذين إذا نظر اليهم ذكر الله، وشراركم المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الاحبة المبتغون للبراء المعايب.
عجلا مذاييع أي تتعجلون اذاعة الخبر دون التاني والتاكد من صحته والقصد منه الاثر المترتب عليه، ونظرة سريعة لمواقع التواصل الاجتماعي وستطلعون على مئات الاخبار الكاذبة التي تنقل او تلفق ويتم اذاعتها وبعجالة حتى يحصل صاحبه على اكبر عدد من القراء
وقد تابعنا كلنا وكثيرا من هذه الحالات عندما يظهر خبر عاجل وفضيحة لمسؤول ما فان هذا المسؤول يظهر لوسائل الاعلام اما ينكر او يقول لم اقصد والبعض منهم يبحث عن من سرب الخبر فيؤدي الى قتل او اعتقال او حبس المتسبب بسبب من ؟ بسبب الاعلامي صاحب الخبر العاجل، بل حتى الاعلامي نفسه يتعرض للتهديد والقتل
والكثير ممن يمتهنون هذه المهنة أي اعلامي الخبر العاجل لا يعلم ماذا ترتبَ على نشره الخبر ومثل هؤلاء نقول لهم رواية عن الإمام الباقر عليه السلام: يحشر العبد يوم القيامة وما ندى دماً فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب، إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دماً؟ فيقول: بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا، فرويتها عليه، فنقلت حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه.
الاخبار العاجلة التي تعم بالخير على الجميع وتكون مثل البشارة هذه امر طبيعي ولكن التي فيها فضيحة فالقانون هو الذي ياخذ مجراه وليس الاعلام وبعدما تتحقق العدالة لا باس وحسب ظروف معينة يتم نشرها اعلاميا.
وكم من وسيلة اعلامية او اعلامي قدموا اعتذارهم وغرموهم مبالغ طائلة بسبب عجالتهم واذاعتهم الخبر دون تروي
أقرأ ايضاً
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- دور الاسرة في تعزيز الوعي بالقانون عند افرادها