- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اللحظة الكتابية وفكرة التدوين
علي لفته سعيد
تنتشي اللحظة الكتابية حين ينتهي فعلها التدويني وتبدأ مراسيم اللحظة الجديدة التي تعطي أكلها في تقبّل ما تمّ تدوينه ليكون فعل الادهاش أو فعل الرفض.. ولأن التدوين فعلُ جمالٍ فإن الإدهاش هو المعنى المراد صيده ما بعد ساعاتٍ أو أيامٍ وربما شهورٍ وسنوات التدوين بالنسبة لإصدار الكتب، وهي ساعة ربما لكتابة مادّةٍ صحفيةٍ أو عمود صحفي.. كلّ كتابةٍ ولها كنايةٌ ولها فعل الجمال الذي انساقت خلفه الفكرة لتبحث عن تدويها، وتدخل قوام الشكّل النهائي وتأخذ عنوان جنسها الثقافي العام وفق مبدأ الجنس الأدبي الذي سارت عليه كفعلٍ تدويني. ولكن رد الفعل هو الذي ينتظره المدوّن للبحث عن لحظة الانتشاء ولحظة التقبّل والقبول ولحظة المعرفة والمعارف ولحظة الاتّساق مع المعنى.. ولأن الانتشاء يبدأ أولًا من مراجعة ما تمّ تدوينه من فكرةٍ سيطرت على ذهن وعقلية المؤلّف/ المنتج ومن ثم مراجعة اللغة وشعريتها وتراكبيها وملاءمتها مع المحتوى والجنس الذي تم اختياره في النوعية الكتابية، ومن ثم البحث عن طريقةٍ للتشذيب والمراجعة. وكلّ هذه تدخل في محتوى اللحظة التي تبحث عن انتشاءٍ فعليٍّ لأن ما تمّ تدوينه يحمل ما يرجوه أو بعضًا ممّا يرجوه على الأقل، لأن لا كتابة كاملةٍ ولا فكرة يمكن أن تجد قوامها بالشكل المطلوب، خاصّة وإن عملية الانتهاء من التدوين لا تعني الانتهاء من التفكير في ماهية التدوين من فكرةٍ مراد إيصالها الى المتلقّي، وهنا تكمن ايضا ردّة الفعل الكبرى التي تتيح لعملية الانتشاء أن تتحوّل الى جزءٍ من الفرح والارتياح إذا ما كان هذا المدوّن قد اكتمل وتمّ تقبّله من المتلقي.. حينها يكون الانتشاء الفعلي قد أخذ مفعوله واستجاب للّحظة الكتابية التي لم تذهب هدرًا، فكان التدوين حياةً تبدأ من لحظة الفكرة الى لحظة التقبّل في نموّه لدى المتلقّي.
أقرأ ايضاً
- أضواء على التدوين والكتابة قبل الإسلام
- فخامة الرئيس برهم.. السابقة الخطيرة هي في انتهاكك المستمر للدستور وبقائك رئيسا حتى اللحظة !!!