- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
في العراق.. السياسة بوصفها مهاترات وثرثرة
حجم النص
16

بقلم: اياد عنبر
ربما يحمل عنوان المقال نبرة تهكم على التعريف العام للسياسة بأنها "فن الممكن"، وربما أيضا يحاكي عنوان المرجع الأهم في علم السياسة لعالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر في كتابه "العلم والسياسة بوصفهما حرفة".
وبما أن السياسة في العراق بعيده عن المفهوم والممارسة العلمية، فهي قريبة من المهاترات والثرثرة والخطابات الحماسية الأيديولوجية.
وبما أن السياسة في العراق بعيده عن المفهوم والممارسة العلمية، فهي قريبة من المهاترات والثرثرة والخطابات الحماسية الأيديولوجية.
وفي شهر رمضان يتحول قادة الأحزاب والشخصيات الحكومية والسياسية إلى نجوم شاشة، إذ يكونون ضيوفا على البرامج الحوارية السياسية التي تبدأ بها السهرات الرمضانية في بعض القنوات الفضائية.
وكالعادة تتحول اللقاءات إلى استعراضات بالمواقف التي تتحدث عن الإنجازات الكبرى التي حققها هؤلاء، وعن المؤامرات الكبرى التي يحيكها أعداء العراق والمذهب والقومية، وعن تحديد معايير جديدة لما هو وطني ومن هو عميل للأجنبي. وعن المعارك التي تتم التهيئة لها بين الأصدقاء-الأعداء استعدادا للانتخابات القادمة.
وكالعادة تتحول اللقاءات إلى استعراضات بالمواقف التي تتحدث عن الإنجازات الكبرى التي حققها هؤلاء، وعن المؤامرات الكبرى التي يحيكها أعداء العراق والمذهب والقومية، وعن تحديد معايير جديدة لما هو وطني ومن هو عميل للأجنبي. وعن المعارك التي تتم التهيئة لها بين الأصدقاء-الأعداء استعدادا للانتخابات القادمة.
وبالعودة إلى المقاربات النظرية في علم السياسة، نجد أن فيبر في كتابه "العلم والسياسة بوصفهما حرفة" يميز بين طريقتين يمكن بهما جعل السياسة حرفة: الأولى، إما أن يعيش المرء "لأجل" السياسة. والثانية، أن يعيش "من" السياسة.
والفرق يتعلق بالجانب الاقتصادي، فمن يعتبر السياسة وظيفة يعتاش منها هو الذي يسعى إلى أن يجعل منها مصدر دخل دائم له. أما من يحيا من "أجل" السياسة فهو يجعل منها، بالمعنى الأعمق للكلمة، "هدف حياته"، فهو إما يلتذ بالسلطة التي يمارسها بمجرد امتلاكه لها، أو لأنها تؤمن له توازنه الداخلي أو تعبر عن قيمة شخصية، إذ يعني أنه قد جعل نفسه في خدمة قضية تعطي حياته معنى.
والفرق يتعلق بالجانب الاقتصادي، فمن يعتبر السياسة وظيفة يعتاش منها هو الذي يسعى إلى أن يجعل منها مصدر دخل دائم له. أما من يحيا من "أجل" السياسة فهو يجعل منها، بالمعنى الأعمق للكلمة، "هدف حياته"، فهو إما يلتذ بالسلطة التي يمارسها بمجرد امتلاكه لها، أو لأنها تؤمن له توازنه الداخلي أو تعبر عن قيمة شخصية، إذ يعني أنه قد جعل نفسه في خدمة قضية تعطي حياته معنى.
أقرأ ايضاً
- انترنت العراق.. تراجع الخدمة وانعدام البدائل
- العراق.. السيادة والكهرباء !
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة