حجم النص
لم يعلم المواطن المقدوني (حسيب آيدين) أن للإمام الحسين (عليه السلام) ذرية وأئمة معصومين يهتدى بهم، وان السائد والمعروف لديه هو وأمثاله من متبعي الطريقة الصوفية في دول البلقان سابقاً هم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وفاطمة وعلي والحسن والحسين سلام الله عليهم أجمعين، وان أئمتهم الصوفية كانوا لا يعلمون عن وجود أئمة معصومين خلفاء للإمام الحسين (عليه السلام) تارة، وبعضهم يخشى ذكر أسماء الأئمة الآخرين كي لا ينفض الاتباع من حولهم تارة اخرى. ويقول حَسيب آيدين البالغ من العمر (60 عاماً) ان معتنقي الطريقة الصوفية في جمهورية مقدونيا يحيون الشعائر في محرم (عاشوراء) فقط وهم محبين للرسول وفاطمة وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) فقط، كما وأنهم لا يعترفون بأي من الخلفاء واننا نصلي كصلاة السنة ونحيي الشعائر الحسينية وانه لا شروط للإمامة لدينا ولا وجوب فيها بحسب الصوفية. يتحدث آيدين (لوكالة نون الخبرية) خلال زيارته لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ان بدايات تعرفه على مذهب آل البيت (عليهم السلام) كانت منذ عشرين عاماً من خلال اللقاء بأحد الأشخاص العراقيين وكان من التركمان وهو من الموالين لآل البيت (عليهم السلام) وجرى الحديث معه المذهب الشيعي وتوحده ومقارنة مع المذهب الآخر وما كنت عليه من تعدد وانقسامات وكما معروف للجميع ان الصوفية في البلقان ومقدونيا هم مختلفون عن الصوفية المتواجدين في الدول العربية". ويتابع آيدين حديثه ان "علاقته مع الشخص التركماني تطورت بمرور الوقت وتبادلا الحديث عن الائمة المعصومين الذين خلفوا الامام الحسين بعد شهادته وهو ما تفاجئ به كون الامر كان مخفي عنا لسنين طويلة وان لكل إمام معصوم من أئمة آل البيت (عليهم السلام) العديد من الاحاديث والأقوال والكتب والروايات وهو ما لا نلحظه عند الآخر وهو ما ترك عندي التساؤل عن سبب اخفاء المعلومات عنا من قبل مشايخ الصوفية وبعث في نفسي الراحة والاطمئنان تجاه مذهب آل البيت (عليهم السلام)". وأضاف آيدين ان "الانتماء لمذهب الائمة المعصومين تطلّب مني البحث والقراءة والاطلاع على ما قاله المعصومون وما اوصوا به وهذا ما جعل مني متمكناً بشيء جيد من المعلومات والتي من خلالها تمكنت من كسب عدد كبير من الاهل والأقارب رغم ان اتباع الصوفية من الصعب اقناعهم بعدل وأحقية اتباع الائمة المعصومين وبالنسبة لي كان الامر سهلاً من خلال استعانتي ببعض الكتب الايرانية والعربية والمطبوعة باللغة الروسية وبتفاسير شيعية ومعها قراءة للتاريخ الاسلامي، اذ بدأت بدعوة عائلتي وأقربائي وكسبهم وأصبحوا جميعهم من الشيعة ولنعلن بدء حياة سعيدة تملؤها العبادة الصحيحة والتكافل الحقيقي فيما بيننا". ويشير آيدين الى مرحلة مهمة توجب فيها القيام بالتقليد الشرعي من اجل الوقوف على اهم المسائل والمستحدثات التي هي من صميم التعاليم الاسلامية، وتمت "من خلال أخذ الرسالة العملية للمرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني من الانترنت وترجمتها واخذ الاحكام الشرعية منها لنكون محصنين وعلى قدر جيد من المعلومات التي تسمح لنا بالنشر والدعوة لمذهب آل البيت (عليهم السلام)". ويقول آيدين: ان "اهم العوامل التي دعت لنشر التشييع بين الصوفية هو انهم يقومون بعمل اشياء حرام مع انهم يدعون لحب اصحاب الكساء فقط وهذا الشيء لا يتفق مع بعض الاعمال التي يقومون بها وبين حب اهل البيت (عليهم السلام) وهناك خلط عند الصوفية وعند السنة وعند الحنفية فهناك مذاهب متعددة وطرق متعددة لكن الشيعة لهم طريق واحد وهو طريق الائمة الاثني عشر وفقههم وهذا ما يقنع ويوضح ان المذهب الشيعي طريق واحد واحاديثه واحدة". ويختتم حديثه بانه "سيواصل زيارة الحسين (عليه السلام) في كل عام وانه سيعمل على جلب العديد من معتنقي مذهب آل البيت (عليهم السلام) لمدينة كربلاء المقدسة"، حيث زار حسيب آيدين مرقد سيد الشهداء عام 2007 وهذه الزيارة الثانية له برفقة احد المستبصرين من دولة سويسرا. حاوره: صفاء السعدي وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)
- يحملها شحص واحد ومعه (13) مساعد: من الفاو تنطلق راية حجمها (210) متر نحو كربلاء الشهادة
- تجاوزوا السبعين ووقفوا على اعتابها :اقدام المسنين تحث الخطى على طريق المشاية في زيارة الاربعين(صور)