- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حفلات التخرج في العراق .. قصص لا تتشابه
حجم النص
بقلم:د. أمجد الربيعي
بات هوس ( الترند ) في مواقع التواصل الاجتماعي يشغل تفكير معظم الشباب من الطلبة الجامعيين بحثاً عن المزيد من الإعجابات والتعليقات، حيث تغيرت أساليب الاحتفال في الآونة الأخيرة بحفلات التخرج من الجامعة في العراق. فقد انتشرت ظاهرة بين أوساط الطلبة الجامعيين في معظم المحافظات العراقية لا سيما الجامعات الاهلية والحكومية في العاصمة بغداد، وهي الاحتفال بطريقة غريبة بتخرجهم من الجامعة، حيث تبحث كل مجموعة عن طريقة احتفال لتصوير فيديو يحقق لهم انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما ( الفيس بوك) و( الانستغرام). وقبل ايام، انتشرت صور وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لفتاة جامعية في كلية الرافدين الجامعة في العاصمة بغداد وهي تحمل صورة رئيس النظام المقبور على قبعة تخرجها ، ما أثار جدلا وانتقادات كثيرة، الامر الذي دفع عمادة الكلية الى اصدار امراً بترقين قيدها من الكلية بسبب هذا الفعل الذي يتنافى مع امرين اساسين ، الاول ان هذا التصرف يسئ لملايين العراقيين الذين تعرضوا للقمع والاضطهاد والتهجير والحصار الاقتصادي قبل عام 2003 على يد النظام البعثي السابق أي قبل ان تولد هذه الطالبة ، والامر الثاني أن هذه الطالبة أساءت لسمعة الطالب الجامعي المتخرج والى سمعة كليتها وحفلات التخرج عموماً . وعلى الرغم مما تقدم ذكره، فأن حفلات التخرج في العراق قصصها غير متشابه ، إذن أن بعض حفلات التخرج شهدت حالات إنسانية ومواقف ترسخ القيم النبيلة للمجتمع العراقي ، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطالبة تفتخر بأنها من الريف وتحتضن والدتها وتصرخ بصوتً عال قائلة بأنها "فلاحة" وأمها "فلاحة" .. وفي السياق ذاته، تم تداول فيديو آخر لفتاة تحتفل مع والدها الرجل الذي يرتدي الزي العربي ويتغنى فرحاً بتخرج أبنته بآيات من الشعر العراقي " الابوذية" ، وحصد هذا الفيديو ملايين المشاهدات. وعكست صور وفيديوهات الخريجين الذين حضروا حفل التخرج الذي اقامته العتبة الحسينية المقدسة في منطقة بين الحرمين لطلبة تخرجوا من مختلف الجامعات العراقية، عكست صورة رائعة للطلبة العراقيين ومن مختلف المحافظات في حفل أكثر من الرائع يستحق ان نسميه "ختامها مسك"، فهو نهاية لمسيرة طويلة من الدراسة، وترديدنا لقسم التخرج في هذا المكان الطاهر . أن بروز الحالات السلبية المتكررة في حفلات التخرج لا تعكس فقط البيئة المجتمعية لبعض العوائل التي قد تكون قاصرة أو مقصرة في تربية ابنائها ، بل تدعو القائمين على هذا الموضوع لا سيما وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الى وضع ضوابط وتعليمات لحفلات التخرج تكون ملزمة لجميع الجامعات والمعاهد تتناسب مع القيم والعادات للشعب العراقي . أن المجتمع العراقي من المجتمعات المحافظة لذلك يجب الابتعاد عن السلوكيات الهجينة والطارئة في حفلات التخرج وأن يكون الطالبة المتخرجون قدوة للأخرين من الطلبة الذين ما يزالون في مراحل الدراسة ، وأن تكون فعاليات جميلة ومعبرة وهادئة وذات حس وطني تلق بالمناسبة .