بقلم: سامر الياس سعيد
تعجُّ استوديوهات القنوات الرياضيّة المتخصّصة ببرامج التحليل حيث توليها اهتماماً استثنائياً كون علم التحليل الرياضي يعتمد على مرتكزات رئيسية نتيجة الخبرة المتراكمة في إبراز التجارب الخاصّة بكل مُحلّل يتولّى تلك المهمّة ويبيّن رأيه في الفعّاليات والانشطة الرياضية ليُسهم بإبراز جوانب خفيّة من تلك الأنشطة ويتيحها للمشاهد كونها تدخل في مسار الإثارة التي تبقى عنوان المباريات وجولات التنافس الرياضي بشكل عام.
دخل مثل هذا الأمر في استوديوهات التلفزة الرياضية بشكل متأخر لذلك بقيت بعض التجارب الخاصة بالمُحلّلين وهم أنفسهم لاعبين سابقين تراكمت لديهم التجارب الرياضية التي وظّفوها في إبراز وجهات نظرهم ممّا يجري على أديم المستطيل الرياضي فضلاً عن القاعات والملاعب الأخرى التي تعتني بألعاب أخرى غير اللعبة الشعبية الأولى ممثلة بكرة القدم.
وقد دخلت على خطّ التحليل نخب رياضية لم يكن لها أي تاريخ يذكر في مجال ممارستها للألعاب التي تقوم بتحليلها، لكنّها وظّفت مهارات أخرى أسهمت كثيراً باجادتها لفن التحليل الرياضي حيث عالجت الكثير من نقاط الضعف والقوّة لدى الفرق المتنافسة فضلاً عن إبرازها لرؤية واسعة تجاه ما يجري في سوح التنافس الرياضي ممّا جعلها من الاسماء المهمة في عالم التحليل الرياضي كون هذا الأمر يستلهم الكثير من الرؤى المناسبة تجاه حلول المدرّبين ومستويات اللاعبين وتشخيصها على النحو الدقيق وإبراز المعالجات في سبيل ما يمتلكه المدرّب من حلول ومعالجات تستقرّ على دكّة الاختياط ليوظفها في سبيل العودة للمباراة وتحقيق النتيجة الأفضل واستثمار المنسوب البدني للاعبين الآخرين وتحقيق مدّيات إبرازهم لقابلياتهم في هذا الأمر.
أما اليوم فمواقع السوشيال ميديا بدأت تتوقف عند نماذج خاصّة بفن التحليل الرياضي لتبرز نماذج استثنائية تجعل من هذا الفن يتجه نحو مسارات أخرى لا تستدعي وجهات نظر أزاء ما يستثمره المدرب في المنافسة أو تتوقف عند الحلول والمعالجات الكفيلة بالعودة الى المباراة، بل إن تلك النماذج تسحتقّ تحليلاً خاصّاً بها كونها تمنح للجمهور المتابع أفكار هي في غير المسار العام ودون الخطّة المنهجية المرسومة للتحليل الرياضي المطلوب.
على سبيل المثال تستعين فضائيّة (بي إن سبورت) باللاعب المصري الدولي السابق محمد أبو تريكة في تحليل أغلب المباريات الحصرية التي تبثها تلك القنوات وعادة ما تحيط آراء أبو تريكة مساحات واسعة من الجدل كونها تتجه الى مسارات متباينة من الرؤية العامة فمؤخراً أشعل أبو تريكة حلقات الجدل بشأن رؤيته الخاصة تجاه لاعبي منتخب بلده (مصر) الذي اقتنعوا بمركز الوصافة في بطولة الأمم الأفريقية التي أختتمت مؤخّراً في الكاميرون ومُدعاة الجدل الذي أثاره أبو تريكة نابع من دعوته بعدم ظهور لاعبي المنتخب المصري في الفضائيات التي تركت لهم مساحة واسعة للاطلالة على جماهيرهم وتحديداً الحارس البديل أبو جبل الذي استأثر بالكثير من علامات الاعجاب لدوره الحيوي في ايصال منتخبه الى المباراة النهائية فضلاً عن مساهمته بإنقاذ منتخبه في أكثر من مباراة، وأشار أبو تريكة عقب الظهور الأول للاعب المصري المعروف محمد صلاح مع ناديه الإنكليزي ليفربول في إطار منافسات الدوري الإنكليزي بعد مشاركته الأفريقية بأنه يدعو اللاعبين لعدم إظهار حالات الفرح كون المركز الثاني لا يستدعي إظهار مثل تلك الحالات وكأنه يلمّح بصورة غير مباشرة للحارس أبو جبل الذي عرضَت أكثر من فضائيّة لقاءات معه لتطلّ على مشواره الرياضي والأبرز اطلالتها على حياته الاجتماعية بالكثير من التفاصيل وكأنه جعل من ذاته نجماً.
أقرأ ايضاً
- الصياح.. بين الرأي الشرعي ودائرة التحليل النفسي
- مهزلة التعليق الرياضي
- الى الرياضيين الكربلائيين مرة اخرى !