- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السيستاني...نجم يتألق في السماء / الجزء الثاني
بقلم: عبود مزهر الكرخي
وتمر السنين السوداء على السيد السيستاني والثقيلة وهو تحت الإقامة الجبرية ليتم تصفية العديد من المراجع والعلماء من الذين كانوا معه وزملاؤه وفي مقدمتهم المراجع البروجوردي والغروي والسبزواري والشهيد الثاني(قدس الله سرهم) وغيرهم ليكون هو على أول قائمة الذين سيتم تصفيتهم من قبل أزلام النظام الصدامي ولكن عناية الله به واذخاره للشعب العراقي الصابر الجريح حالت دون ذلك لتنتهي الحقبة الصدامية المظلمة وبالخلاص من أحد الطغاة العالميين وليتنفس العراقيين الصعداء وليخلصوا من تلك الحقبة السوداء والمظلمة بكل معنى الكلمة ولتبدأ مرحلة ما بعد السقوط كما تم تسميتها ومع وجود المحتل الأمريكي ومجيء الساسة الجدد وقسم كبير من على ظهر الدبابة الأمريكية وليدخل العراق وشعبه في مرحلة جديدة لم تكن مألوفة له من قبل ومع وجود أحزاب وساسة اغلبهم تكون اجنداتهم خارجية وتكون هناك حلقات سوداء وظالمة تمر على الشعب والبلد ولكن كانت عين مرجعيتنا الرشيدة تنظر بعين ثاقبة للأمور كلها وهي نظرة ابوية وحكيمة للعراق وشعبه. ولتطفو ظاهرة الأحزاب والكتل المتأسلمة والادعاء بالدين والكل يدعي بأنه المنقذ للبلد ولكن الكل كان همهم الأول أخذ قضمه من الكعكة العراقية وتحقيق المصالح والمكاسب على حساب تدمير العراق وحتى البنية التحتية لتسود مفاهيم الطائفية والتعصب والتخندق الطائفي وبأبشع صوره ليكون الدم والعنف هو الحوار بين شرائح المجتمع العراقي ليتم قتل العراقي على أساس الهوية والدين والطائفة وهذا ما كان يريده المحل الأمريكي ومن وراءه الصهاينة واغلب دول الجوار لتفتح صفحة سوداء وقاتمة على البلد والناس، وهذا ماكان يريده المحتل الأمريكي والصهاينة والعديد من دول الجوار في نشر بذور الفتنة والتحريض الطائفي والعرقي بين العراقيين كافة ولكن كانت القيادة الحكيمة للسيد السيستاني حالت دون ذلك والمبادرة في توجيهاته المستمرة بنشر المحبة والتسامح والمحبة والتآخي بين كل أفراد الشعب العرافي وحتى بين الناس في كل العالم لتظهر مقولته المعروفة تجاه العريفي الجاهل ليقول له (أنا احبك) بعد ان تهجم عليه وبابشع النعوت والصفات لتكون هذه العبارة(انا احبك) صفعة ولطمة لهذا الشيخ وكل من يدعو الى الطائفية والتعصب والعنف ولتكون صفات المحبة والتسامح هي السائدة ولتكون كلماته للسنة (هم انفسنا واخواننا) وباقي الطوائف هي دستور يعمل به كل العراقيين وبدون استثناء وليتم وأد الطائفية والفتنة التي أراد بها كل الذين يريدون الشر بالعراق وأهله وليجنب العراق بحر من الدماء كادت ان تؤدي بالعراق الى مهاوي خطيرة ولايحمد عقباها وليعمل بسيرة جده أمير المؤمنين (عليه السلام)في قوله {الناس صنفان أن لم يكن هو أخ لك في الدين فهو نظير لك في الخلق} ليتأسى ويسير على النهج العلوي الشريف بكل حذافيره وليصبح بيت السيد السيستاني قبلة لكل العراقيين ومن كافة الطوائف والأديان والعرقيات وبضمنهم السني والمسيحي والصابئ وكافة شرائح المجتمع العراقي ولتصبح عباءته خيمة يستظل بها كل العراقيين وبدون استثناء.
وفي تلك السنين ظهرت مشكلة خطيرة ومهمة وهي احداث النجف والي كانت من قبل أحد الفصائل المسلحة والتي تدعي مقاومة المحتل الأمريكي في تلك الفترة وهي جيش المهدي لتأخذ من النجف الأشرف مكان لها في قتالها للأمريكان ولتكون هناك مواجهات مسلحة وشرسة وداخل أحياء النجف وكان الحكومة العراقية والمشكلة من قبل الأمريكان تمارس عملها وبقيادة احد السياسيين المعروفين كرئيس للوزراء والموجود ولحد الآن لينتقل القتال إلى الولاية القديمة للنجف وحول العتبة العلوية المطهرة الشريفة مما يمثل احتمال كبير قصف العتبة بنيران الأمريكان وحتى القوات العراقية في ذلك الوقت والذي الكثير من السياسيين حذروا رئيس الوزراء هذا بالخوف من هذا القصف وتهديم العتبة العلوية والتي قال عنها بالحرف الواحد (أنها طابوقات نفلشها ونعيد بناءها متى نريد) وهذا هو قمة التحدي لمشاعر العراقيين كافة في استباحة الرموز الدينية المقدسة واضرحتها المقدسة. وفي ذلك كان السيد السيستاني قد ذهب إلى لندن للعلاج من اضطراب في ضربات القلب وانسداد الشريان الأبهر مما يستدعي العلاج في لندن لعدم وجود تلك الأجهزة والإمكانيات في العراق وتوفرها في لندن وهذا مانصحه الأطباء بذلك. لتحدث هذه المعارك ولتبدأ الأقلام الصفراء وكل الحاقدين بكيل الاتهامات لسماحة السيد وبدون أي رحمة او وازع أخلاقي او ديني وليتهم بأنه هرب من النجف ليمهد لدخول الأمريكان وباتفاق معهم ليتم تأليف الروايات والقصص المفبركة وبأعلى المستويات وعن لقاء السيد مع الحاكم(بريمر)سيء الصيت والتي كلها كانت أكاذيب نسجت من أجل غايات ومرامي خبيثة والتي كانت أخبار ما يحصل في النجف تصل الى مسامع السيد السيستاني اول بأول هو على فراش المرض والعلاج في لندن. ليقرر العودة على العراق وإنقاذ النجف من دمار وشيك لا محال وحصول مذبحة مروعة وهو لم يستكمل علاجه ونصحه الأطباء بالمكوث والبقاء لاستكمال علاجه لأنه يمثل خطر على صحته وعلى الداء الذي اتى من اجله ولكنه بنظرته الابوية وباعتباره صمام امن وامان العراق والعراقيين رجع لينقذ مدينته الحبيبة النجف الاشرف واهلها من خطر مميت وليقطع السنة كل المتخرصين الذين أرادوا النيل من هذه القامة والشامخة ولثبت لكل هؤلاء الأقزام من هي هذه الشخصية المرجعية المتمثلة بشخصية سماحة السيد علي السيستاني ولتكون وقفته الشجاعة تجاه المحتل الأمريكي والباقي من لف لفهم وكل المرجفين أنه تبقى المرجعية هي الأب الراعي للعراق وللشعب ولتحتضن كل العراقيين وبكافة طوائفهم وأثنياتهم وبرعاية أبوية وحكيمة لا يوجد منها في العالم أجمع والتي شهد بها العدو قبل الصديق.
ولكي نحيط أكثر واكثر بهذه الشخصية الدينية السامية والجليلة لابد أن تكون لنا وقفات أخرى أن شاء الله في أجزائنا القادمة إن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول