بسم الله الرحمن الرحيم بيان بمناسبة ولادة الإمام علي (ع) ومرور14 قرنا على اتخاذه الكوفة عاصمة لخلافته السادة رئيس وأعضاء هيأة الرئاسة المحترمون السادة النواب الافاضل والسيدات النائبات الفضليات السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته. تمر علينا اليوم ذكرى ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، متزامنة هذه السنة مع حلول ذكرى مرور أربعة عشر قرنا على اتخاذه (ع) مدينة الكوفة عاصمة لخلافته الراشدة. إن من حق العراقيين اليوم أن يعتزوا مرتين، مرة لاتخاذه (ع) كوفة النجف الأشرف العراقية مقرا لخلافته الراشدة بعد المدينة المنورة، ومرة لأنه (ع) طبق قيم الإسلام الحقة ومبادئه السامية من وعلى أرض العراق الطاهرة. ففي الوقت طبق فيه الإمام أمير المؤمنين على أرض العراق العدالة الحق في الحكم، شرّع من أرض كوفة العرب والإسلام أصول وقواعد قتال الباغين والخوارج المنحرفين. لقد استلهمت حوزة أمير المؤمنين (ع) قيم ومباديء أمير المؤمنين، فأفتى مرجعها الأعلى سماحة السيد السيستاني بوجوب الجهاد الكفائي ضد خوارج العصر من الدواعش التكفيريين حين عاثوا في العراق فسادا، فقدمت الشهيد تلو الشهيد من خيرة رجالها المتطوعين في الحشد الشعبي على مذبح العقيدة والفداء، دفاعا عن الوطن والمقدسات من دون فرق بين تطهير محافظة وأخرى، وشرف مواطن وآخر، وحرائر قومية وأخرى، وأتباع مذهب وآخر، ومعتنقي دين وآخر، فالكل عراقيون، والعراقيون سواء في قلبها الكبير، وذراعها الضارب. ولعل من هذا المنطلق نفسه جاء رفض مرجعيتها العليا أمس في خطبة جمعة كربلاء المقدسة لقرار الكونجرس الأمريكي حينما قالت وأقتبس "لقد تم التأكيد اكثر من مرة على ان المساعدات الخارجية التي تقدم الى العراقيين في حربهم ضد الارهاب وسعيهم لتخليص اراضيهم من عصابات داعش يجب ان لا تمس في حال من الاحوال سيادة العراق ووحدة شعبه وارضه، ومن هنا فانه لا يمكن القبول بالقرار الاخير الذي صوّت عليه مجلس النواب الامريكي، والذي يسمح بتقديم المساعدات العسكرية الى بعض المناطق في العراق من غير طريق الحكومة المنتخبة. ويفترض بالقوى السياسية العراقية ان يكون لها موقف واضح في رفض هذا الاسلوب في التعامل مع الشعب العراقي" انتهى ااقتباس. فهنيئا للعراق والعراقيين والعالم أجمع بمناسبة ولادة أمير المؤمنين (ع) صوت العدالة الإنسانية، ومطبقها الأول على أرض الواقع ايام خلافته، وهنيئا للعراق والعراقيين مرة أخرى بمناسبة مرور أربعة عشر قرنا على إتخاذه (ع) كوفة النجف الأشرف والعراق عاصمة لخلافته الراشدة.