سامي جواد كاظم
هل شخصت المظاهرات المطلوب؟ كلا...لم تشخص المطلوب لان المشكلة اكبر مما يتصور الشعب وعند المطالبة باي ضماد فانه صحيح لان جراح الوطن كثيرة جدا، فالعملية السياسية في العراق منذ السقوط والى الان خلفت منظومة قوانين كارثية لا تستطيع اكبر مظاهرة من استيعابها وتغييرها ما لم يكن هنالك رجال امناء وكفوئين لوضع الحلول، للاسف الشديد المطالبات كلها لا تليق وحجم التهويل في مواقع التواصل الاجتماعي (الاعلام الشعبي وبدون رقابة) ولا ننسى المغرضين والمدسوسين ومن يرقص على جراح العراق.
في العراق ليس المشكلة في البطالة او السرقات او الكتل الفاسدة المشكلة بالمنظومة التشريعية التي تشرع قرارات حسب المقاسات لتستفيد هي وكتلها (رؤساء الكتل اشبه بعتاوي ان لم يكن اغلبهم فجميعهم وبدون استثناء) يغيرون الرؤساء (جمهورية ووزراء وبرلمان) كل اربع سنوات والعلة ليست فيهم بل برؤساء الكتل الجاثمين على المنصب حتى وان تم الغاء العراق من الخريطة العالمية.
هل يعتقد المتظاهر ان مظاهراته ستحل سوء التعليم الذي وصل الى منحدر حتى لا تصلح للتفايات؟ وهل يعلم كيف يكون منصب تربوي يتلاعب به خميس الخنجر الذي بالامس قالوا عنه القانون وبدر وسائرون وغيرهم بانه ارهابي واليوم يتلقونه بالاحضان ؟ هل يعلم المتظاهر كم لجنة فاسدة باسم النزاهة او التفتيش او الرقابة وكلها مناصب فائضة تسرق وتاخذ رواتب ؟ هل يعلم المتظاهر كيف تم توزيع مناصب المدراء العامين بين الكتل والذين يتلاعبون بالعملية الادارية للمؤسسة التي تحت ادارتهم كيف ما شاءوا ؟ المشكلة ليست بفرصة عمل، او ايقاف مجرم، المشكلة اكبر من ذلك، فهل يطمئن العراقي للقانون العراقي هذا ان كان يعتقد بان هنالك قانون.
أي مؤسسة حكومية في العراق لا يمكن لمعاملتك ان تتم من غير دفع مبالغ بين الرسوم والرشاوى مع الاهانات وعدم التقدير والله العالم ان تنجز بشكل صحيح ام لا.
مصارف اهلية وجامعات اهلية ومدارس اهلية ومستشفيات اهلية اغلبها ان لم تكن كلها على الاطلاق تتعامل بالفساد والرشاوي، وهذه لا علاقة لها بالحكومة ولكنها تدل دلالة قاطعة على المستوى الثقافي للبلد.
قوات مسلحة تخضع لقيادات لا تشتري قيادة الحكومة بعفطة عنز، فهل انت ايها المتظاهر تعتقد الفساد والسرقة هو المشكلة ؟
ردة فعلك ايها المتظاهر طبيعية جدا لما في البلد من ماسي وما عانيت من ظلم وفقر وتخلف بسبب هؤلاء السياسيين الذين سيذكرهم التاريخ باسوء صفحاته.
المنظومة التشريعية التي تعتبر من اهم واخطر مؤسسة في أي دولة في العالم يراسها شخص جاء بصفقة، لا يعلم ماهية التشريعات التي تخدم البلد او محاسنها او مساوئها على المدى البعيد.
الانتخابات في بلدي هي انتخابات لتقسيم الفساد فالذي يفوز بالمنصب الاول هو الاول في الفساد والثاني من بعده وهكذا وليس الفوز يعني لادارة البلد بامانة، انتخابات لا تتفق وثقافة السياسيين اطلاقا لان فيها من الثغرات اوسع من باب طبس مما تجعل قافلة من الجمال الفاسدة تمر من خلالها، فهل رئيس الوزراء جاء بالانتخابات ؟
الدستور التي تدعي كل الكتل التمسك به وكلها تختلف مع بعضها، اخي المتظاهر هل تعلم ان المحكمة الاتحادية الحقت التربية والصحة والبلدية بوزارات الحكومة المركزية ومجالس المحافظات لا ينفذون ذلك ؟ فهل تعلم ان هذه الجراة اكتسبت قوتها من قوة الفساد المتفشي في مفاصل البلد، انت لا تعلم سوى بالعاطلين والاخبار التي تسوقها هي نفسها الكتل بين الصحيحة والكاذبة ولان الامور ضاعت علينا واصبحت هوة مشاكلنا اوسع من باب طبس فالحلول لا تاتي بسهولة، (العنوان اقتبسته من الدكتور عدنان الطعمة)
أقرأ ايضاً
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- بابل في بضعة أمتار !